الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : عندما حكي لي لويس جريس عن العلاقة الفنية بين احمد زكي وسناء جميل …”الصورة لم تكن حلوة


("آلو ،، عايزة أمثل معاك قبل ما أموت، يذكر أن أحمد زكي رحل عن عالمنا في 27 مارس 2005، بعد صراع طويل مع سرطان الرئة.وكانت هذه الامنية أول وآخر مرة تطلب فيها " سناء جميل " من أحد العمل معه، لكن الحب يفعل. الكثير ، حيث كانت تحب أحمد زكى وتريد أن يضم مشوارها الفنى عمل يجمع بينهما، "بعد ساعات من المكالمة التليفونية جاء أحمد زكي الى منزلها في حي جاردن سيتي بالقاهرة، ومعه سيناريو فيلم "سواق الهانم"، إنتاج 1993 وكان هذا أول لقاء فني يجمع بينهما
(. و لم تنس سناء جميل أحد مشاهد فيلم «سواق الهانم»، وكان مقررًا فيه صفع «زكي»، فقال لها الفنان الكبير الراحل: «اضربيني يا حبيبة قلبي ولا يهمك»، وفعلًا ضربت
(. وتشاء الأقدار أن يكون آخر دور تلعبه سناء جميل قبل وفاتها أمام أحمد زكى أيضًا فى فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" إنتاج 1998، وشارك في بطولته منى زكي وكريم عبدالعزيز وليلى علوي. والذى لعب فيه أحمد زكى دور مصور خفيف الظل وأب لطالبة تدخل كلية الطب لتفوقها. وتلك جملة اعتاد ترديدها لحث زبائنه على الابتسام أثناء التقاط الصورة علها بالفعل تطلع حلوة.
(. و(أحمد زكي) الذي يهاجر من بلدته إلي القاهرة بحثا عن مكان قريب من كلية طب القصر العيني التي التحقت بها ابنته تهاني (منى زكي)، وفي الجامعة تصطدم تهاني الابنة بالمجتمع الارستقراطي وتنشأ علاقه حب بينها وبين ابن رجل الأعمال طارق عز الدين (كريم عبد العزيز) ويتوالى الصراع
(. لتنهى سناء جميل بهذا الفيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" مشوارها الفنى بدور ينبض بالإنسانية وأداء لا يجود به الزمان إلا قليلا على مبدعي الفن،،
(. ويودعها النجم الأسمر فى مشهد النهاية بالجملة الشهيرة لسيد المصوراتى "أهم حاجة الضحكة الحلوة"، فتجلجل سناء جميل بضحكة من القلب تُنهى بها مسيرة فنية امتدت على مدار أكثر من خمسين عامًا .
(. وقال لي عن هذه الامنيةالصحفي الكبير لويس جريس رئيس تحرير مجلة صباح الخير الاسبق زوج الفنانة سناء جميل ، حيث كنت اسكن معك في غرفة واحدة في القرية الاولمبية بضاحية لاماراد خلف ديزني لاند في عروسة الغرب الاميركي لوس انجلوس التي كانت تستضيف دورة الالعاب الاولمبية العام 1984
(. وولد بيني وبينه ود مشترك منذ اللحظة الاولى لركوبنا الخطوط الجوية الايطالية من مطار القاهرة وعندما عدنا الي "المحروسة" بعد اربعين يوما ، قدمني الي السيدة الرائعة سناء جميل رحمها الله باني ابنه الذي لم تنجبه؟ وكتب عني صفحتين في مجلة صباح الخير في اكتوبر 1984 تحت عنوان "صعيدي في اميركا" مزج فيها بين أنا وهو عن قصة عشقه من فتاة اميركية
(. وقال لويس جريس عن هذا الموضوع ،مشددا بإنها كانت شديدة الإعجاب بموهبة أحمد زكي، وتتابع كل أعماله، وعندما هاجمها سرطان المعدة، وشعرت بعلامات اقتراب الأجل، أعلنت عن رغبتها في العمل مع الإمبراطور.
(. وأضاف لويس جريس "رغم تعب وألم المرض لم تتراجع سناء جميل عن أمنيتها في العمل مع أحمد زكي، وذات مساء أجرت اتصالا هاتفيا بالفتى الأسمر، وقالت له بصوت متعب: يا أحمد إنت فين، عاوزة اشتغل معاك، يا ريت تلحقني قبل ما أموت".
(. وتابع أن أحمد زكي تأثر بمكالمة سناء جميل، وعلى الرغم من عدم وجود صداقة قوية بينهما، بكي من حديثها
(. وواصل لويس جريس حديثه "بعد ساعات من المكالمة التليفونية جاء أحمد زكي منزلنا في حي جاردن سيتي بالقاهرة، ومعه سيناريو فيلم "سواق الهانم"، وكان هذا أول لقاء فني يجمع بين سناء جميل وأحمد زكي"..
(. و لم تنس سناء جميلأحد مشاهد فيلم «سواق الهانم»، وكان مقررًا فيه صفع «زكي»، فقال لها الفنان الكبير الراحل: «اضربيني يا حبيبة قلبي ولا يهمك»، وفعلًا ضربته
(. فيلم «سواق الهانم» للكاتب يوسف جوهر والمخرج حسن إبراهيم، الذي أنتج عام 1994 كان واحداً من الأعمال ذات الطبيعة الخاصة من الناحية الضمنية والفنية، فالموضوع يتصل بحالة السائق الذي يستخدمه الكاتب كوسيط لالتقاء الطبقتين الاجتماعيتين، الطبقة الأرستقراطية والطبقة العاملة التقاءً موضوعياً تلقائياً، بلا أي فلسفات أو محاور عميقة.
لقد اعتمد الكاتب يوسف جوهر في بناء الأحداث على بساطة الفكرة وتجريدها فبدت سهلة وعادية،
(. فحمادة، (احمد زكي)السائق البسيط القادم من بيئته الشعبية بأفكار ومبادئ وطبيعة تتسم بالقوامة والاستقامة، فالرجل من وجهة نظره هو صاحب السُلطة الرئيسة في البيت وقراراته هي القاطعة المانعة طالما أنها غير تعسفية وتهدف للصالح العام.
(. هكذا تربى ابن البلد على مفاهيم تربوية يراها من صميم الأصول والقواعد، وتلك هي نقطة الخلاف بينه وبين أفراد العائلة الأرستقراطية، التي ذهب ليعمل سائقاً لديهم فهاله ما رآه من آيات الغرور والكبرياء، وادعاء العظمة بالانتساب إلى طبقة الحُكام في العهد الملكي وسلالة البكوات والباشوات، فالآمرة الناهية في البيت هي السيدة «لطيفة» (سناء جميل) زوجة عادل أدهم رب الأسرة، الأكثر تواضعاً وبساطه من زوجته ابنة العائلة العريقة.
(. بدخول السائق في معية الأسرة بحكم عمله واحتكاكه المُباشر مع كل أفرادها، صار هناك نوع من التضاد وعدم الانسجام في بداية الأمر، كون السائق «حمادة» يُمثل عنصراً غريباً غير مُتكافئ مع المُحيطين به من نواحي كثيرة، حسب رؤيتهم له، وهو ما يُمكن اعتبارها حالة اقتحام مقصودة عوّل عليها المخرج حسن إبراهيم لتكون هي العُقدة الرئيسية في الأحداث ومحور الصراع الدرامي في الفيلم.
(. ولأن المخرج حسن إبراهيم لا يميل كثيراً إلى التعقيد ويُفضل المُعالجة الواقعية في أغلب الأحيان فإنه حرص على تقديم شخصية السائق من منظور إنساني بحت وتجاوز عن الفوارق كافة التي تُميز الأبطال الآخرين عنه، بل جعل السيادة والمرجعية له عندما تمكن من امتلاك قلب الفتاة الجميلة الابنة الوحيدة في العائلة الأرستقراطية (شيرين سيف النصر). كما أنه تولى تقويم الابن المستهتر المُدلل ممدوح وافي، وواجهه بعنف عندما أراد أن يُغرر بالخادمة الريفية (صابرين) وأجبره على الزواج منها بعد أن لقنه درساً في الأخلاق على طريقته الخاصة.