الأحد 20 أبريل 2025 10:56 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : أنا ويوسف شاهين ومحمد منير وعبدالرحيم منصور و…”حدوتة صعيدية”

النهار نيوز

في مكالمة تليفونية جاءت كالحلم من القاهرة ،حيث اطمئنيت خلالها على صحة اخي وصديقي وحبيببي ورفيق عمري المطرب الرائع محمد منير انعشت ذاكرتي ،خاصة عندما قال لي"اهلا ابو الفرصة الضائعة" ،عندما عرض علي المخرج العبقري يوسف شاهين التمثيل في فيلم حدوتة مصرية الذي احتل المركز رقم 84 فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد بمناسبة مرور 100 عام على أول عرض سينمائى بالأسكندرية (1896-1996) وكان الإختيار بداية من عام 1927 حيث تم عرض أول فيلم مصرى (ليلي 1927) وحتى عام 1996

ومن الصدف العجيبة عشت ميلاد اغنية "حدوتة مصرية" التي كتب كلماتها الشاعر القنائي الرائع عبدالرحيم منصور اخي الاكبر وصديقي الغالي بكل تفاصيلها وكواليسها ، قبل ان اقابل المخرج العبقري يوسف شاهين "جو"وعندما ذهبنا ثلاثتنا بها اليه رحمه الله قدمني له عبدالرحيم منصور بانني واحد من الذين اختارهم المخرج الاسطورة شادي عبدالسلام للتمثيل في فيلم"اخناتون"،فقال لي شاهين " ايه رايك أنت تمثل ومحمد منير يغني في الفيلم "، ثم ضحك بطريقته المدهشة واضاف "بكده يبقى مش فيلم حدوتة مصرية وانما حدوتة صعيدية" .

واغنية حدوتة مصرية اوصى يوسف شاهين ان تكتب على قبره وتقول كلماتها : ما نرضاش يخاصم القمر السما …ما نرضاش

تدوس البشر بعضها …ماترضاها يموت جوه قلبي نداء… ما نرضاش تهاجر الجذور أرضها ما نرضاش…قلبي جوا يغني واجراس تدق لصرخة ميلاد…تموت حته مني الاجراس بتعلن نهاية بشر من العباد…دي الحكمة قتلتني و حيتني وخلتني أغوص في قلب السر…قلب الكون قبل الطوفان ما ييجي…خلتني أخاف عليك يا مصر…واحكيلك على المكنون…مين العاقل فينا مين المجنون…مين الي مدبوح من الألم…مين اللي ظالم فينا مين مظلوم…مين اللي ما يعرفش غير كلمة نعم…مين اللي محميلك خضار الفلاحين غلابة…مين اللي محميلك عمار عمالك الطيابة…مين اللي ببيع الضمير مين يشتري مين يشتري بيه الدمار…مين هو صاحب المسألة والمشكلة والحكاية والقلم…رأيت كل شيء وتعبت على الحقيقة…قابلت في الطريق عيون كتيرة بريئة…أعرف بشر عرفوني لأ لأ ما عرفونيش…قبلوني وقبلتهم…بمد ايدي لأ طب ليه ما تقبلنيش…لا يهمني اسمك لا يهمني عنوانك لا يهمني لونك ولا ولادك ومكانك…يهمني الانسان ولو ما لوش عنوان…يا ناس يا ناس هي دي الحدوته..حدوته مصرية

أنا ومحمد منير "حدوتة مصرية" منذ ان التقينا قبل ٤٠سنة في منزل اخونا الاكبر الشاعر عبدالرحيم منصور ".

كانت سيارته "السيات" الصفراء هي رفيقتنا في الترحال من شقته الاولى في شارع احمد عرابي فوق شركة عمر افندي التي منحته اياها شركة سونار التي احتكرت صوته في البدايات الي شقة عبدالرحيم منصور في المهندسين ،

محمد منير ابو يزيد جبريل متولى او الملك "موني" زمار مصر في الافراح والاتراح منذ ان التقطه قائد التوجيه المعنوي في القوات المسحلة اثناء فترة تجنيده بعدما انهى بكالوريوس فنون تطبيقية قسم الفوتوغرافيا والسينما في الثلث الاخير من سبيعنيات القرن الماضي ،وهو صوتها في كل المواقف .

يبكي عندما تبكي ويتوجع عندما تتألم ، وهو مطربها الذي بدأ مشواره في حبها في العام 1977 من خلال البوم "علمونى عنيكى" ثم في العام 1978 "بنتولد"،وفي العام 1981 وطالبها "إتكلمى" في العام 1983، و"برئ" 1986. وتوالت البوماته التي كان يغنيها لحبيبته التي لم تسكن قلبه غيرها " أسامينا، الطول واللون والحرية، الليلة ياسمرا، افتح قلبك، ممكن، من أول لمسة، الفرحة، في عشق البنات، أنا قلبى مساكن شعبية، الأرض والسلام، أحمر شفايف، حواديت، إمبارح كان عمرى عشرين، طعم البيوت، رباعيات في حب الله، و أهل العرب والطرب "

وشارك منير في الفترة الأخيرة بأغنيتين فرديتين من أجل الوطن إحداهما لنبذ العنف "مالك خايفة ليه"، والأخرى احتفالًا بقناة السويس الجديدة تحت مسمى "فات الكتير".

لكن تظل اغنيته لحبيبته مصر هي درة التاج وسنامه عندما قال لها في "لما النسيم"...يا نجمة كل ما ضيها يلمس حجر ..... يعلي ويتحول قمر ...بكتب حروف اسمك بحبات الندى ..... علي كل اوراق الشجر ...مين اللى يقدر يعشقك ..... قدي انا ...مين اللى يقدر يوصفك ..... زي انا ...يا حلم نفسي تحلمه كل القلوب ...يا اعلى احساس شدني خلاني ادوب .

ياه ... يا"موني" حاجات كتيرة في عقلي ووجداني تتسابق لكي ترى النور لكن المكان لا يتسع والمساحة اضيق من اختزل فيها ذكريات عمر

.

حدوتة صعيدية