الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : ”غنا الحزانى” وغناي أنا…”الحزين”


(. اهات صمت في قلبي لرحيلي عن قنا سعير لا يطيقه إلأ عاشق مثلي ل"أم المدن" فعدت ابحر لها بحروفي وصدق الشعور الجميل بين قلبي وقلبها فحينها يكون للمشاعر جمال معاني تسطر مشاعر لا تنتهي ابدا ، فيها حقيقة مؤكدة ان حبها كيان يعيش في قلبي ارهقه طربا ولحنا ففي شعوري لها يسود في كل خيال جميل
(. ولما لا فأنا رأيت في "أم المدن" قنا احلام لا تنتهي وخيالات الشوق لتحقيها اهات صمت في قلبي لرحيلي فيذكرني انتي غريب فأعود ابحر لكي بحرفي مجددا
(. دائما انثي حبيبتي يا"قنا"حيث تعامليني بكل حب وانا في احضانك واكيد شاعرة بأحزاني لرحيل الاحبة رفاق العمر حيث عشنا انا وهم فيكي لحن الخلود في كل مكان لذة لا تنسي ان شعرت بك وان نسيت قلبك وتكون اللحظة التي اجتر فها احزاني رغم انتي موطن السعادة هي الصمت الرهيب في البعد عنك اتلذذ بها دموع لا تنتهي ابدا
(. صبرت على فراقك شتاء الروح حتي اعود لكي في صيف بحور حبك حينها يكون للشؤاطي حبا لا ينتهي اجمع قلبي معك لنعيش جمال العمر هنا ونرقص لحن المشاعر لكي
وتسقي حياتي بحنوكً ربيع لا ينتهي ابدا في ربوعك،كم تلامس الحياة من قلبك لي حين ابقي في نبضك الجمي يبوح صدق الاشواق لهفة التاريخ على ما فاته تسجيله ويكون للحب كل قوة تجمعني بك لأن هذا الحب قديم، ومتين القواعد ثابت الأصول، وهو يظهر ليس في احاسيس وجداني فقط ولكن يأخذ منه لتغذيةفنون النُّواح والعديد ورثاء الموتى والتباكي على سائر مواجع النساء والرجال.
(. وبالتالي، فإن "فن الحزن" في اعماقي بعد فراقها وفراق احبابي وجعا راسخا ،والجديد الذي يجب أن نضيفه إليه هو أني انقل دواعي الحزن من الشؤون الخاصة إلى الشؤون العامة وتتنوَّع طرق التعبير عنه كما فعل امبرطور.فن "الواو" عادل صابر" في موسوعته العبقرية "غنا الحزانى"
(. ففي قنا يعدُّ الحزن جزءًا أساسيًّا وجوهريًّا في حياة الإنسان، وقد عبر عنه الشاعر الكبير عادل صابر، فى كتابه (غُنا الحزانَى) الصادر مؤخرا، وهو الكتاب الأهم فى فن العديد، حيث يحتوى على أكثر من أربعة آلاف عدّودة قام الشاعر بجمعها من محافظات ومراكز وقرى ونجوع مختلفة، منها على سبيل المثال قرى الدير والمحروسة، دندرة، قمولا، العربات، العليقات، ” حميدة الحلبية بقرية كوم الضبع .. ” جرجا وبرديس بسوهاج “، دراو بأسوان، الحجيرات والسمطة بقنا، بالإضافة إلى حوالى ألف عدودة جمعها من والدته -رحمها الله-، وهى التى يفخر الشاعر أن يهدى إليها هذا الكتاب المهم.
(. ويقول عادل صابر، إن فن العديد هو ثمار أشجار الحزن الذى نما وترعرع فى قلوبنا بعد أن رويناه بدموعنا على الراحلين من الأهل والخلاّن والأصدقاء ..وفن العديد فن شعبى خالد خلود الموت والأحزان، وكلما أوغلت فى الجنوب كلما ازدادت العدودة قوةً ورصانة وكلما كثرت طقوس الحزن وطال أمدها.
(. وبين عادل صابر أن العدودة الواحدة تتكون من بيتين من الشعر أو أربعة أغصان؛ كل غصنين منهما بحرفى روي متشابهة، تبدأ النائحة بالغصن الأول وتكاد تصل إلى منتصفه حتى يكملن النساء وراءها باقى الأغصان بمصاحبتها وتختلط الأصوات المبحوحة الحزينة معاً لتصنع سيمفونية من أروع سيمفونيات الحزن الخالدة.
(. وأضاف: أن فن العديد ينقسم إلى أغراض متنوعة تقال وفقاً لنوعية الراحلين من حيث السن والجنس والقيمة الاجتماعية ونوع الميتة التى لقيها الراحل، فمنها ما يقال عن الشباب وكبير السن والرجل والمرأة واليتيم والغريب والغريق والقتيل وقليل الخليفة وأحوال القبر والغاسل والفحّار، وغيرها من الأغراض.
واشار عادل صابر، بإنه جمع في كتاب (غُنا الحزانَى)اكثر من أربعة آلاف عدودة من جميع محافظات وأقاليم الصعيد، ومنهم ألف عدودة من أمه لوحدها،مضيفا: يمكنني أن أزعم بكل شجاعة إننى لم أغادر عدودة واحدة لم أجمعها فى كتابى ولم أترك شيئاً لمن يأتى بعدى من جامعى العدودة -والله ولى التوفيق- .
(. ولكي تعرف مبلغ غنا الحزن في قنا والإسراف في إذكاء عاطفة الأسى والشجن، تجد الجماعات من النساء عليهن السواد وقد ضربن بالخمر السود على رءوسهن وعوارضهن، وفي أيديهن المناديل السود، وهن يبكون ويعددون رغم احيانا لا يعرفن الميت أو الميتة ولا لهن عهد بأحد من أهلهما أبدًا، وذلك كلة انتهازًا للفرصة السعيدة في البكاء الحار وسفح الدمع السخين.
(. ولقد تجاوز غنا الحزن نطاق التبكي على الموتى إلى سائر مواجع النساء، حتى لترى كثيرات ممن يطلبن المناحات إنما يطلبنها ليعولن ويطرحن أثقالًا من الدموع على ما لا سبب له إلى الموت ولا إلى الأموات،