عيد فؤاد يكتب : الرحيل أفضل من المحاسبة على ”المشاريب”


جاءت استعارة النادي الأهلي حارس مرمى نادي الداخلية محمود الزنفلي لمدة ستة أشهر ليعوض غياب محمد الشناوي حارس مرمى الفريق الأساسي والمنتخب الوطني الذي تعرض للإصابة بخلع في الكتف ليثيرالعديد من علامات الإستفهام، وخاصة أن محمد أبو جبل كان قريبا جدا من الإنتقال لصفوف الأهلي عن أي حارس مرمى آخر .
تبخرت صفقة "جاباسكي" فجأة، نتيجة تدخلات خارجية، على الرغم من الإتفاق على كافة التفاصيل الخاصة بالتعاقد مع أمير توفيق مدير التعاقدات بالنادي، بل كانت الصفقة متوقفة على التوقيع فقط حتى يكتب لها النجاح ولكن لم يحدث ذلك، بعدما أشاع البعض أن محمد الشناوي لن يقبل بتواجد أبو جبل معه في الأهلي، نظرا لكثرة مشاكل الأخير، واصطدامه ببعض اللاعبين أكثر من مرة أثناء تواجده في المنتخب، وهو ما يتنافي مع مبادئ وسياسة النادي الأهلي وإمكانية أن يؤدي التعاقد معه إلى المزيد من الأزمات وفقدان السيطرة على "أوضة اللبس"، هذا ما تناقلته وسائل الإعلام، كل يفسر على طريقته الخاصة .
الحقيقة المؤكدة والواضحة رؤى العين أن المصالح الشخصية تحكم، وأن "تطفيش" أبو جبل جاء من بعض المقربين من مجلس إدارة النادي الأهلي لإفساح الطريق امام مصطفى شوبير حارس مرمى النادي "البديل" ليكون هو الحارس الأساسي خلال الفترة المقبلة، حيث ان التعاقد مع أبو جبل إذا ما كان قد تم فإن شوبير حينها كان سيظل هو الحارس رقم 2 في الفريق كما هو في وجود محمد الشناوي، الأمر الذي لن يقبله اللاعب، ولا والده نفسه، ولذلك نجحت محاولات إفساد الصفقة وطار أبو جبل وبقي شوبير .
التعاقد مع محمود الزنفلي لمدة ستة أشهر، يعني إتاحة الفرصة أمام مصطفى شوبير لأن يكون الحارس الأول في مباريات الفريق الرسمية المقبلة، المحلية والقارية، وخصوصا أن الزنفلي من النوع الهادئ والذي لا يثير المشاكل، وسيقبل أن يكون حارسا بديلا لشوبير، ويكفيه شرف التواجد في النادي الأهلي على أمل أن يحصل على فرصة هو الآخر مستقبلا للكشف عن موهبته في حراسة المرمى، الأمر الذي يؤكد نجاح المقربين من صانعي القرار في الأهلي تحقيق المراد .
وما ينطبق على شوبير الإبن ينطبق على محمد بسام حارس مرمى سيراميكا كليوباترا الذي كان يتمني الإنضمام لصفوف النادي الأهلي ولكن هناك من أقنع إدارة الأهلي بعدم جدوى التعاقد معه لكبر سنه، في ظل وجود 3 حراس مرمى يتدربون مع الفريق الأول على مستوى فني وبدني عال، وهم مصطفي شوبير، وحمزة علاء، ومصطفى مخلوف، ويستطيعون الزود عن مرمى الأهلي ببسالة، حيث يحتاجون فقط إلى أنصاف الفرص والتي سيتمسكون بها للدفاع عن عرين النادي بكل قوة .
وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة لمستقبل حراسة المرمى في الأهلي، وأن المصالح "والتخديم" لتمهيد الطريق لشوبير ليكون الحارس الأساسي قد تكسب، فإنه على الجانب الآخر جاء رفض معتمد جمال القائم بأعمال المدير الفني لفريق الزمالك الإستمرار في مهمته بعد تعاقد النادي مع البرتغالي جوزيه جوميز كان منطقيا جدا، نظرا لأن الخواجة جاء من البرتغال وبصحبته ثلاث مساعدين، وهو هنا يبحث عن مصلحته أيضا، ويرى من وجهة نظره أن "تيمه" سيساهم في نجاحه، بينما دخول عنصر آخر مصري، حتى لو كان معتمد جمال صاحب الأخلاق الرفيعة والإمكانيات التدريبية العالية لن يحقق له ما يريده، وبالتالي ..معتمد شعر بأنه لن يكون له دورا واضحا ولذلك "أخدها من قصيرها" ورفع الحرج عن إدارة نادي الزمالك وفضل الرحيل في هدوء حتى لا يحاسب على "المشاريب" ويكون هو الضحية إذا ما حصلت في الأمور أمور ولم ينجح الخواجة في مهتمه، حينها سيقال أن معتمد هو السبب، بل سيكون هو كبش الفداء وأحد أسباب فشل الزمالك، وهو ما فطن له "إبن" النادي جيدا وجلس يراقب الوضع من بعيد، متمنيا النجاح للمدرب الجديد ليس لشخصه ولكن من أجل نادي الزمالك نفسه الذي ينتمي إليه معتمد جمال.