الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : قنا...مين يقدر يوصفك زي أنا؟


قنا هي وليدة ما كتبه السحاب على التراب من اشعار وحكايات وما نقشه التاريخ ب"إزميله" على اوتار موسيقاه ولذلك لا عجب تحلق في سماء من يزورها كالساحرات في جلسات استحضار الأرواح، انها الكيان الذي لطالما أسره سحر الكلام وعشق الخوض في المجهول.
و تحتل قنا مكانة مرموقة في المراجع التاريخية التي اوردت اسمها مقترن بجمال احتضان النيل لها ووصفها عدد من المستشرقين كطائر منتصر يغرد على قمم الجبال، عيناه تحاكي المستقبل ولم لا فهي نمت على حنان أغصان اشجارها التي في النهار ظل وفي الليل حراس تتطلّع من اعينه اللهفة لعناق نور الشمس نحو الأمل بغياب الظلام محاولة استعادة ذات تاهت بين نفس توّاقة وقلب يسير بلا وقود.
وقنا حالة فريدة فكل ثانية فيها مهما تشابهت أو تطابقت لن يكون هناك مثلها أبداً، شمسها لها عبق خاص تنير الحياة وتمنح الدفء نطلبها، نريدها... هي فرحنا واحزاننا، هي الروح هي كل شيء... وربما لا شيء.
والليل فيها نجماته تتلألأ وسط السماء تماماً كفتاة خجولة بعيون حبيبها ويخترق النور غيماتها فتتكسر لتصطف تلك الألوان فتدق القلوب حباً على أوتارها شجنها الليلي وتتشابك الايادي تواعد الانفس بوعود تكتب نفسها في لحظات تحاكي تفاصيل السطور ألا وأن الوعد الأول يساوي المستحيل.
و زخات امطارها على رغم قلتها توقظ عشق البذور للنمو من جديد، ومن اجل هذا عندما يمر ليل فيها تنتظر كل يوم ضياء الشمس في يوم ربيعي تتفتح معه القلوب شغفاً بأجمل نبتة تغني بمختلف الألوان فألوانها ما هية الا انعكاس لشروق شمس الذي يمثل الارتجال في العزف الفردي او الجماعي بجمالياته من نقش ذكريات تحاكي لحظات الصمت عند تعانق الرموش حدقت العين.
أخر الكلام
"وحشتيني"