عيد فؤاد يكتب : أفريقيا تنتظر الكبير


مفاجآت مدوية .. ونتائج غريبة، شهدتها بطولة كأس الأمم الأفريقية في نسختها الرابعة والثلاثين المقامة حاليا في كوت ديفوار وتختتم فعالياتها في الحادي عشر من فبراير المقبل .
البطولة أسدل الستار على الدور الأول فيها بخروج بعض المرشحين للمنافسة على لقبها القاري على يد منتخبات أقل، تاريخيا وفنيا مثل المنتخب الجزائري الذي حل رابعا في المجموعة الرابعة والذي تأهل منها المنتخبات الثلاث الأخرى لدور الـ 16 وهي منتخبات..بوركينا فاسو، أنجولا، موريتانيا، بينما ودع محاربي الصحراء صاحب التاريخ الكبير وحامل لقب البطولة عامي 1990 ، و2019 من دور المجموعات على يد "المرابطون" صاحب واحدة من أكبر مفاجآت البطولة والذي تأهل لأول مرة في تاريخه إلى هذا الدور بفوزه بهدف دون رد.
لم تقف المفاجآت عند هذا الحد، ولكن امتدت لتصل إلى المجموعة الأولى التي كاد أن يودعها مبكرا منتخب كوت ديفوار"منظمة البطولة" من دورها الأول أيضا لولا أن خدمته نتائج الآخرين، حيث حل ضمن أحسن أربع ثوالث ليصعد بمعجزة إلى دور الـ 16 رغم خسارته القاسية من منتخب غينيا الإستوائية برباعية نظيفة دون رد، وهو ما تسبب في ثورة غضب عارمة بين جماهير الأفيال" امتدت آثارها إلى إلى السوشيال ميديا، حتى أن صور تحطيم مشجع إيفواري شاشة التلفاز الكبيرة الخاصة به وإلقاء "تيشيرت" منتخب بلاده على الأرض، كانت حديث الجماهير، احتجاجا على "العلقة" الكروية التي تلقاها الأفيال من فريق "الرعد الوطني" وهو الإسم الذي يطلق على الفريق الغيني الإستوائي الذي يواجه نظيره المنتخب الغيني الملقب بـ"الافيال الوطنية" ثالث المجموعة الثالثة، وخاصة أنه كان قاب قوسين أو ادنى من توديع البطولة .
وإذا كان الأفيال، الفائز بكأس البطولة مرتين من قبل 1992، 2015 قد أفلت من الخروج مبكرا، فإنه سيصطدم بأسود التيرانجا، حامل اللقب يوم الإثنين القادم في دور الـ 16 في مواجهة من العيار الثقيل محفوفة بالمخاطر قد تطيح به خارج البطولة إذا ما استمر على نفس هذا المستوى الهزيل الذي ظهر عليه في الدور الأول .
على الجانب الآخر، وفي إطار المفاجآت المدوية التي شهدتها النسخة الحالية للبطولة، فقد ودع المنتخب الغاني "النجوم السوداء" صاحب الأربعة نجوم، أعوام 1963، 1965، 1978، 1982، بعد مصر7 ألقاب، والكاميرون 5 ألقاب، المنافسات بعد توقف رصيده عند نقطتين فقط حصل عليهما من التعادل مع موزمبيق، ومصر، والخسارة من الرأس الأزرق 2/ 1 .
المنتخب التونسي"نسور قرطاج" ودع هو الآخر في مفاجأة غير متوقعة، على الرغم أنه أحد المنتخبات التي حظيت بشرف التتويج بكأس الأمم الأفريقية من قبل عام 2004 وهي المرة الوحيدة التي توج فيها باللقب القاري، والأغرب أنه حل رابعا في المجموعة الخامسة التي تأهل منها ثلاث منتخبات إلى الدور ثمن النهائي للبطولة وهم مالي، جنوب أفريقيا، ناميبيا، والأخيرة كانت أحد الأسباب الرئيسية في الإجهاز على النسور وتمهيد الطريق أمامهم لتوديع كوت ديفوار مبكرا، وإجهاض أحلامهم في المنافسة على اللقب، في الوقت الذي جاء فوز ناميبيا الملقب "بالمحاربين الشجعان" أكبر مفاجآت البطولة، وخصوصا أنه أول فوز في البطولة التي يشاركون فيها للمرة الثانية في تاريخهم، إضافة إلى أن التعادل مع مالي سلبيا كان كافيا لتأهلهم ضمن أحسن أربع ثوالث عن فرق المجموعة الخامسة برصيد أربع نقاط ومواجهة أنجولا في ثمن النهائي يوم السبت المقبل .
خلاصة القول أن أمم أفريقيا 2023 والتي تم ترحيلها لتقام مبارياتها في 2024 بعد تأجيلها من قبل CAF تنتظر كبيرها 11 فبراير القادم، من بين المنتخبات الستة عشر الذين الذين صعدوا إلى الدور ثمن النهائي للبطولة، فهل سيكون كبير القارة أحد المنتخبات المغمورة اتي لم يسبق لها الفوز باللقب مثل مالي، بوركينا فاسو، أنجولا، ناميبيا، موريتانيا، كاب فيردي، غينيا الإستوائية، غينيا أم أن الكبار، مصر، الكاميرون، نيجيريا، المغرب، جنوب أفريقيا، السنغال، كوت ديفوار، الكونغو الديمقراطية، سيكون لهم كلام آخر، هذا ما سوف تجيب عنه المنافسات القادمة في الأدوار الإقصائية، وصولا إلى المباراة النهائية ثم اعتلاء منصة التتويج من قبل كبير القارة .