الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : ”حتة”. من …مصر”


(. "نحن بسطاء جدا نقبل الناس على علاتهم، وليست لنا عادات لا نتنازل عنها نأكل كل و أي شئ، ونصادق كل البشر" هكذا تكلم عزت حته عن نفسه مختصرا بعبقرية كينونة جيله وشخوصه .
ورغم كل ما عناه كان إنساناً مبهجاً ومبتهجاً في أقسى لحظات الأسى والحزن.من طاقته الهائلة على زرع البسمة في الشفاه، وانتزاع الضحكة من الناس. وقدرته على كيفية احالة اوقات الملل والسام للحظات مشوقة .
كان حبيبي عزت حتة يعرف كل شئ، ويجيد كل شئ، لانه طوال حياته مؤمن بأن على كل انسان أن يعرف شيئاً من كل شئ ، كان يكتب المسرحيات ويغني ويمثل ويرسم ، ويجيد كل ذلك بصورة مدهشة، وببراعة لا تدانى.
كانت الفكرة المسرحية تأتي عنده عفو الخاطر. ومزدحمة بالتفاصيل والصور ورغم عمق القضايا التي يتحدث عنها وفيها في الادب والفن والحياة الا انه يتناولانها بمنتهى البساطة فكانت حواديته .التي كان يبث عبرها لواعج همومنا ، ويسخر من خيباتنا بمثابة الغذاء الروحي لي ، لاننا احيانا نتمشَّى معا خلالها فِي مفاصِل الشِّعر ، او في زوايا الرواية ، او على هامش اللوحات ، على ضوء ابتسامته العريضة التي تنير كل قسمات وجهه، دون أن تستطيع مقاومة إغرائها.
وعندما يشـــد وتـــر الـحـزن يعــزف لحن الاسى فتــمـوت الاشعار على اوتار قيثارته ويـخـنتنق الــغـنـا في حنجرته فينزف دموع تراها في عينيه خــيـال حـالـم بمــلامــح عـابـد يـحـاكي ضــي الـنـور.
لكنه كثيرا ما كان ينتقل للحكي عن ذكريات طفولته، ويؤكد لي دائما دائما ان انا وهو التقينا خلف غيوم الغيب كطيفان في الخيال مثل حلم، قبل ان يحصل ميلادنا