عيد فؤاد يكتب :مهزلة الأفاعي واللعب بالمشاعر

مهزلة بكل المقاييس تلك التي انتهت عليها مباراة منتخبنا الوطني الأول لكرة أمام منافسه المنتخب الموزمبيقي" المتواضع" في الجولة الأولى للفريقين بدور المجموعات ضمن لقاءات المجموعة الثانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية في نسختها الرابعة والثلاثين المقامة في كوت ديفوار .

المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي 2/2 ، وحصل كل منتخب على نقطة، وكان يمكن أن تنتهي بخسارة مصر 2 / 1 في مفاجأة مدوية لولا تقنية الـ var التي حفظت ماء وجه الفريق، والبركة في الخواجة البرتغالي روي فيتوريا الذي أبدع في تأليف تشكيلة المنتخب والتي بدأ بها اللقاء، بإراحة بعض العناصر التي كان يحتاج إليها في مواجهة "الأفاعي السوداء" مثل أحمد فتوح "السريع" وأفضل ظهير أيسر في مصر، ومستقبل المنتخب، كما لم يكن موفقا أيضا للدفع بأحمد حسن كوكا، الذي لم يكن له دورا ملموسا في المباراة، وكان يمكن الدفع بمحمود كهربا بدلا منه.

لم يكن مفهوما أيضا لماذا لم يبدأ بعمر كمال عبد الواحد، الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز سواء في الدفاع أو الوسط أو الهجوم على حساب محمد هاني الظهير الأيمن، وخاصة ان الأخير لم يكن ادائه على المستوى المطلوب، وعندما حاول أن يصلح أخطاءه كادت المباراة أن تفلت منه لولا دعاء المصريين .

الأخطاء الدفاعية والكرات العرضية كانت نقطة ضعف واضحة في مواجهة موزمبيق، وتقريبا في كافة لقاءات المنتخب السابقة، ورغم تكرارها ولكننا للأسف لم نتعلم من أخطاءنا ولم يتم معالجتها بالشكل الأمثل ..ياترى متي يعالجها فيتوريا.. الله أعلم ؟

مواجهة غانا الخميس القادم لا تقبل القسمة على اثنين، إما الفوز والتقدم خطوة نحو حجز إحدى بطاقتي الصعود لدور الـ 16 أو الحجز مبكرا على أول طائرة للعودة إلى القاهرة .

المنتخب نال من الدعم الكثير، ولم تقصر الدولة معه، على كافة المستويات، كما نال دعما كبيرا رسميا وشعبيا، إضافة إلى الدعم الإعلامي الكبير، ومع ذلك لم يكن اداء لاعبيه على المستوى المطلوب .. لماذا.. لا أعلم !!؟

بعد صدمة الأفاعي، تذكرت تصريح روي فيتوريا، المدير الفني لمنتخبنا الوطني في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة مصر وموزمبيق والذي قال فيه نصا..البطولات لا تلعب بالكلام " وإن كنت أراه لعب بالمشاعر .

في الحقيقة كلامه منطقي، ولكن ما فعله المنتخب في اول مباراة ينذر بكارثة، وأن هذه البطولة إذا ما استمر أداءه فيها أمام النجوم السوداء 18 يناير الجاري بهذا الشكلن فعلى بعثتنا المبجلة ان تحزم الحقائب مبكرا إيذانا بالرحيل من كوت ديفوار، وبالتالي تبخر حلم المنافسة على اللقب، وحينها ستكون بمثابة ضربة قوية للكرة المصرية قد لا نفيق منها بسهولة، في ظل الأحلام الوردية التي "عيشنا" فيها جمال علام وشركاءه، وخصوصا حازم إمام المشرف على المنتخب، والذي كان احد أسباب استبعاد عناصر ما كان يجب أن تستبعد من القائمة الأساسية مثل.. أكرم توفيق"المقاتل" ذو الرئات الأربع ، وحسين الشحات "الدينامو".

يقينا.. الإرادة تصنع المعجزات..ومعالجة الأخطاء والوصول للتوليفة المناسبة سيعيد للفراعنة هيبتهم التي ذهبت أدراج الرياح مؤقتا، نتيجة "لدغة الافاعي السوداء" التي لم تكن في الحسبان، والذين نجحوا في تسجيل هدفين لأول مرة مرة في تاريخهم في شباك منتخب مصر، مع اقتناص أول تعادل لهم في ست مواجهات، وهو ما يؤكد على ان مستوى منتخب مصر "للخلف دٌر " وربنا يستر فيما هو قادم.