الخميس 6 فبراير 2025 09:15 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أيمن سلامة : ما جدوي تفعيل المادة 99 ميثاق الأمم المتحدة في قطاع غزة

النهار نيوز

أرسل جوتيريش للمرة الأولى منذ توليه المنصب، خطابا إلي رئيس مجلس الأمن يفعّل فيه "المادة 99" من ميثاق الأمم المتحدة، وقال: "أكتبُ إليكم بموجب المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لكي أسترعي انتباه مجلس الأمن إلى مسألة أرى أنها قد تفاقِم التهديدات القائمة التي تكتنف صون السلم والأمن الدوليين".

وأشار الأمين العام في خطابه إلى أن "أكثر من 8 أسابيع من الأعمال العدائية في غزة وإسرائيل، أدّت إلى معاناة إنسانية مروعة"، لافتاً إلى "سقوط أكثر من 1200 شخص، من بينهم 33 طفلاً، وإصابة الآلاف في الهجمات الرهيبة التي نفذتها (حماس) وغيرها من الجماعات الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي".

وبيّن جوتيريش أن "المدنيين في أنحاء غزة يواجهون خطراً جسيماً، حيث أفادت التقارير بسقوط ما يزيد عن 15,000 شخص، أكثر من 40% منهم من الأطفال. وأُصيب آلاف آخرون بجروح"، مشيراً إلى "تدمير أكثر من نصف جميع المنازل في غزة، والتهجير القسري لنحو 80% من السكان البالغ عددهم 2.2 مليون شخص، إلى مناطق متقلصة في المساحة".

وأكد جوتيريش على "عدم وجود مكان آمن في غزة"، و"عدم وجود حماية فعالة للمدنيين"، متحدثاً عن "انهيار نظام الرعاية الصحية، وتحول المستشفيات إلى ساحات للمعارك".

ولفت إلى "قرار مجلس الأمن رقم 2712 الذي يدعو إلى توسيع نطاق توصيل الإمدادات لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان المدنيين وخاصة الأطفال"، وقال إن "الظروف الراهنة تجعل القيام بالعمليات الإنسانية ذات المغزى، أمراً مستحيلاً".

وحذر الأمين العام "من الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني"، معتبراً أن "الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة بعواقب قد لا يمكن عكسها على جميع الفلسطينيين وعلى السلم والأمن في المنطقة، ونحن، مع ذلك، نُعِدّ خيارات لرصد تنفيذ هذا القرار، حتى لو كنا ندرك أن ذلك متعذر في ظل الظروف الراهنة".

تمنح المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة الأمين العام للمنظمة السلطة الحاسمة للفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلام والأمن الدوليين ، وبالرغم من أن هذا النص يبدو بسيطًا لكنن يحوز أهمية كبيرة ويلعب دورًا حيويًا في قدرة الأمم المتحدة على مواجهة التحديات العالمية.

تقوم المادة 99 بدور الإنذار المبكر حيث تسمح للأمين العام بالتصرف بسرعة وحسم عندما يحدد التهديدات المحتملة، ويقدمها لمجلس الأمن ومن المحتمل أن يمنع الصراعات قبل أن تتصاعد عندما تكون الصراعات في مهدها وليس بعد تفاقمها .

يمثل النهج الاستباقي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة على عكس أجهزة الأمم المتحدة الأخرى، آلية مرنة وحاسمة تسمح في نهاية المطاف باتخاذ تدابير استباقية والتصرف بسرعة لمعالجة التهديدات الناشئة ، وهنا الأمر مرتهن بإرادة مجلس الأمن و كيفية تصرفه حيال تنبيه الأمين العام له .

أيضا توفر المادة 99 للأمين العام الاستقلال الذاتي في إثارة القضايا المهمة، حتى لو كانت حساسة أو مثيرة للجدل، و يعد هذا الصوت المستقل أمرًا حاسمًا في محاسبة الدول الأعضاء الذين يرتكبون جريمة العدوان ويهددون السلم و الأمن الدوليين .

تنص المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، الذي وقّع في يونيو عام 1945 في سان فرانسيسكو في ختام مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بنظام الهيئة الدولية، وأصبح نافذاً في أكتوبر من ذات العام: على أن "للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".

لقد فَعّل الأمين العام للمنظمة "المادة 99" بسبب "اقترب الأمم المتحدة من نقطة الشلل التام لعملياتها الإنسانية في غزة، في مكان قُتل فيه حوالي 15 ألف شخص، و130 من العاملين بالأمم المتحدة".

صفوة القول : يدرك القاصي و الداني موقف الإدارة الأمريكية من التأييد الصارخ للعدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، والرفض المطلق للتوصل لاتفاق وقف اطلاق نار مستدام في القطاع إلا بعد أن تحقق إسرائيل أهدافها المعلنة .