الثلاثاء 19 أغسطس 2025 03:59 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أيمن سلامة : التهجير القسري الإسرائيلي للمصريين قبل الفلسطينيين

النهار نيوز

وفقاً للمصادر الإسرائيلية والعربية المتاحة، ارتكبت إسرائيل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضد سكان سيناء المدنيين العزل غير المشتركين في أي نزاع مسلح، وتجسدت هاتين الجريمتين الدوليتين في "التهجير القسري" لهؤلاء السكان الخاضعين للاحتلال الحربي الإسرائيلي في الحقبة 1967-1982، وتجاهر إسرائيل في ذات الوقت، أنها واحة الديمقراطية في محيط من الوحوش اللاإنسانيين ..

كشف كتاب إسرائيلي صدر في تل أبيب عن ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي في سيناء المصرية العديد من الجرائم ضد الإنسانية، منها إجبار الجيش الإسرائيلي لما يناهز 30 ألف مصري من بدو سيناء والنقب على إخلاء مساكنهم قسراً لإجراء تدريبات عسكرية، ووفقاً للكتاب فقد قضي عشرات الأطفال والمسنين نحبهم فى درجة حرارة وصلت للصفر، وكشف الكتاب الجديد الذي كتبه الكاتب اليساري الإسرائيلي والمحرر السابق بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية دافيد لانداو، تحت عنوان " فرسان القتال" أن سكان تلك المناطق البدوية أجبروا على الانتقال إلى منطقة بعيدة سيراً على الأقدام في أحوال طقس عاصفة وشديدة البرودة تسببت بوفاة العشرات منهم برداً وجوعاً، ونشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقتطفات من هذا الكتاب الذي فضح الممارسات الإسرائيلية بحق بدو سيناء.

ويستند الكتاب إلى بحث أجراه عام 1972 المستشرق والباحث الإسرائيلي الدكتور يتسحاق بيلى، ونشر الكتاب باللغتين الإنجليزية، والعبرية، ويقول بيلى، الذي كان يجرى بحثاً عن حياة بدو النقب، إنه عرف بأمر الإخلاء من أحد مشايخ عائلة الترابيين البدوية، والذي التقاه فى العريش، وأخبره أن عدداً كبيراً من أبناء القبيلة أخلوا قسراً من مساكنهم في منطقة "أبو عقيلة"، واضطروا للسير عشرات الكيلومترات حتى وصولهم إلى "جبل الحلال" في سيناء وسقط منهم الكثير فى الطريق.

وأوضح بيلى أنه توجه للمنطقة التي قصدها الأهالي والتقى معهم وأخبروه أن الجيش الإسرائيلي داهمهم وأمرهم بإخلاء المنطقة بشكل فورى، موضحين أن عملية الطرد استمرت ثلاث ليال، واضطر الأهالي للسير في ساعات الليل في برد الصحراء القارس الذي وصل إلى درجة صفر، وقال الأهالي لبيري، إن حوالي أربعين شخصاً لقوا مصرعهم نتيجة البرد الشديد معظمهم أطفال ومسنون، مؤكداً أنه وثق حوالي 28 قبراً صغيراً لأطفال، وأضاف المستشرق الإسرائيلي: "توجهت إلى القيادة العسكرية الإسرائيلية فى العريش فى ذلك الوقت وتحدثت مع عدد من الضباط، وقالوا إن عملية الإخلاء تمت بأوامر من قائد المنطقة الجنوبية آرييل شارون، ويبدو أن شارون معني بأن تستخدم المنطقة التي أخلى سكانها للاستيطان الإسرائيلي".

جاء فى فصل آخر من الكتاب: "يجب أن نتذكر الواقع حينها، كان الجيش الإسرائيلي فوق النقد، وشارون بعد حرب الأيام الستة عام 1967 أصبح شبه إله، وكان شارون يرى فى كل عربي مصدر إزعاج يجب التخلص منه، وأراد إجراء تدريبه العسكري الكبير ولم يهمه الثمن أو معاناة السكان العرب من الفلسطينيين والمصريين".

صفوة القول : سواء ارتكبت إسرئيل جريمة الإبعاد القسري للفلسطينيين من قطاع غزة إلي سيناء المصرية ، أو جرائم التهجير القسري للمصريين في سيناء أثناء الإحتلال الغاصب العسكري لسيناء 1967-1973 ، تظل هاتين الجريمتين الدوليتان أبد الدهر و لا تسقطا بالتقادم .