الخميس 9 مايو 2024 06:01 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

دنيا ودين

أحمد قنديل يكتب.. ”يا آمنة بِشِرَاكِ”

النهار نيوز

لكل زمان نبي يحظي بقدومه ، لكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حظيت به جميع الأزمان ، إذ جاء متمما لما سبق حيث أتم الله نعمته علينا بهذا الدين الذي جاء به سيد البشر محمد صل الله عليه وسلم ، لما لا وقد قال ربنا جلا جلاله وعلا شأنه
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} صدق الله العظيم

فلقد عم الرخاء بمولده وظهرت المعجزات بأمر الله تعالى
وُلِد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مختونًا مقطوع السرة، وخرج نورٌ معه، أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية، بحسب شهادة أم عثمان بن العاص، وأم عبد الرحمن بن عوف، اللتين باتتا عند أم النبي ليلة الولادة، فقد قالتا: رأينا نورًا حين الولادة أضاء لنا ما بين المشرق والمغرب.

لم يرى الوجود مولوداً اتقى الأرض بيده حين مولده ورفع رأسه إلى السماء ، ونظر إليها إلا إياه
وما خرج نور من أم طفل قط سواه ، ولا مولوداً غيره رب العرش أسماه ، بعدما أسمته أمه عليها السلام أحمد قبل أن يسمّيه جدّه وكان هذا الاسم نادرًا بين العرب فلم يسمى به من العرب إلا ستة عشر نفرا ،

أيضاً تساقطت الأصنام في الكعبة على وجوهها، و انكسر إيوان كسرى ، وسقطت أربعة عشرة شرفة منه ، و أخمدت نيران فارس، حيث أنها لم تخمد قبل ذلك منذ ألف عام.
وجفت بحيرة ساوة ، و لم يبقَ سريرٌ لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا، وانتُزع علم الكهنة، وبطُل سحر السحرة، ولم تبق كاهنةٌ في العرب إلا حُجبت عن صاحبها.

كما أنه حجب إبليس عن السموات السبع، لانه كان ، عليه من الله تعالى ما يستحق ، كان يخترق السموات السبع ، فلما وُلد عيسى عليه السلام حُجب عن ثلاث سموات، وكان يخترق أربع سموات، فلما وُلد الهادي - صلّى الله عليه وسلم - حُجب عن السبع سموات كلها ورميتْ الشياطين بالنجوم.

هذا النبي الكريم الذي علم الإنسانية جمعاء مكارم الأخلاق وحسن المعاملة ، والإحسان إلى المسلمين ، وغير المسلمين نرى البعض من أمته يسيئون إلى المسلم وغير المسلم ، ولا يتبعون تعاليمه التي جاء بها .
بعثه الله تعالى متمما لمكارم الأخلاق ، كما قال صل الله عليه وسلم
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وكان ذلك في زمن الجاهلية ، أى أنه كانت الأخلاق في هذا الزمن غير مكتملة وبرغم ذلك كانت الكلمة هي الكلمة ، والعادات والتقاليد والأعراف تحكم الجميع .

‏ كذلك كانت توجد حزمة من الأخلاق رغم عدم إيمان أهلها بالتوحيد كانت تحكم تصرفاتهم وأفعالهم ، ومع ذلك وجد الإسلام الأرض الخصبة أثناء هذه الحقب من الزمان لينتشر بين العرب والعجم ، وكانوا أكثر تحضراً مما عليه البعض الآن من أفعال لا تتماشى مع الأديان السماوية ،
ونحن الآن لايأمن بعضنا بعضاً ، ولايؤدي من ائتمن أمانته الا من رحم ربي ،
انظروا إلى حديثه صل الله عليه وسلم قال :-
اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة:
اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيدكم صدقت ياعلم الهدى.
طوبى لمن حملت به ، ومن أرضعته ، ومن كفله ، ومن صدقه ، ومن صادقه ، ومن نصره ، ومن جالسه ، ومن حادثه

وأخيراً لايفوتنا أن نتذكر سويا في هذه الذكرى العطرة نسب النبي الهاشمي فهو صلى الله عليه وسلم أشرف الناس نسباً وأعظمهم مكانةً وفضلاً، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

جدير بالذكر أنه صل الله عليه وسلم ولد في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل، قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة (هجرته من مكة إلى المدينة)، ما يوافق سنة 570 أو 571 ميلادياً و52 ق هـ. ولد يتيم الأب، وفقد أمه في سنّ مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب، ثم من بعده عمه أبي طالب .

حيث توفي والده وهو حملٌ في بطن أمه على الصحيح من أقوال العلماء، فوُلد الرسول يتيماً، قال -تعالى-: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى).
أرضعته حليمة السعدية بعد أن قدمت إلى قريش تلتمس أيٍ من الرضعاء، وكان لها ابناً رضيعاً لا تجد ما يسدّ جوعه، ذلك بعد أن رفضت نساء بن سعد إرضاع النبي -عليه السلام- بسبب فقده لوالده؛ ظنّاً منهنّ أن لا تعود عليهنّ رضاعته بالخير والأجر، وبسبب ذلك نالت حليمة السعدية بركةً في حياتها وخيراً عظيماً لم ترَ مثله قطّ.

ويذكر أنه صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل في أحد الأيام وشقّ صدره واستخرجه، واستخرج من قلبه علقةً وقال إنها حظّ الشيطان منه، فغسلها بماء زمزم في طست من ذهب، ثمّ لأمه وأعاده مكانه، فكانت حادثة شقّ الصدر، وكان ذلك الأمر الفاصل في عودته إلى أمه.

توفيت والدة النبي -عليه الصلاة و السلام- آمنة بنت وهب وهو ابن ست سنواتٍ، وكانت عائدةً به من منطقة الأبواء؛ وهي منطقةٌ واقعةٌ بين مكة والمدينة، إذ كانت في زيارةٍ لأخواله من بني عدي من بني النجار

وكان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يخلو بنفسه في غار حراء في شهر رمضان تاركاً كلّ من حوله؛ مبتعداً عن كلّ باطلٍ، محاولاً التقرّب من كلّ صوابٍ قدر ما استطاع، متفكّراً في خلق الله وإبداعه في الكون، وكانت رؤياه واضحةً لا لبس فيها، وبينما هو في الغار جاءه ملكٌ قائلاً: (اقرأ)، فردّ الرسول قائلاً: (ما أنا بقارئ)، وتكررّ الطلب ثلاث مرّاتٍ، وقال الملك في المرة الأخيرة: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، فعاد إلى خديجة وهو في حالة فزعٍ شديدٍ ممّا حصل معه، فطمأنته

وما أحوجنا فى هذه الأيام إلى امرأة مثل السيدة خديجة رضي الله عنها التى آزرت النبي صلى الله عليه وسلم فى دعوته وظلت له سندا وعونا

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»

مولد النبي صلى الله عليه وسلم يا آمنة بِشِرَاكِ النبي امنه