أيمن سلامة : قصف جسر كيرتش ........ ماذا يقول القانون الدولي الإنساني ؟

إن شرعية استهداف الجسور ومنها جسر "كيرتش" بموجب القانون الإنساني قضية معقدة ، وليس ثمة إجابة مباشرة وحاضرة لها ، وهناك عدد من العوامل التي يجب مراعاتها ، بما في ذلك الغرض من الهجوم ، والخسائر المدنية المتوقعة ، والميزة العسكرية التي يمكن تحقيقها.

بموجب القانون الدولي الإنساني ، يُحظر تعمد توجيه الهجمات ضد الأعيان المدنية، وخارج سياق العدائيات العسكرية بين البلدين المتحاربين منذ 24 فبراير عام 2022 ، فجسر كيرتش هو هدف مدني ، وبالتالي يحظر استهدافه عمدا.

وبالرغم من ذلك ،هناك استثناءات لهذه القاعدة ، على سبيل المثال عندما يكون الهجوم ضروريًا لتحقيق هدف عسكري وتكون الخسائر المدنية المتوقعة غير مفرطة مقارنة بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة.

في حالة جسر "كيرتش "، ووفقا للتصور و تقدير الموقف العسكري الأوكراني ، يُعد الجسر أحد الأصول الاستراتيجية المهمة للجيش الروسي، وإذا تم تدمير الجسر ، فسيكون من الصعب على روسيا إعادة إمداد قواتها في شبه جزيرة القرم ، ومن ناحية أخرى ، يعد الجسر أيضًا وصلة نقل حيوية للمدنيين في شبه جزيرة القرم، إذا تم تدمير الجسر ، فسيؤدي ذلك إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين وتعطيل.

نافل القول ، يجب تحديد شرعية استهداف جسر "كيرتش" بموجب القانون الإنساني على أساس كل حالة على حدة ، مع مراعاة جميع العوامل ذات الصلة، ومع ذلك ، من الواضح أن مثل هذا الهجوم سيكون انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي إذا لم يتم تبريره بموجب استثناءات حظر مهاجمة الأعيان المدنية وهذا يعني مساهمة العين " الهدف " المدني في المجهود الحربي الروسي .

يعتبر مفهوم الضرورة أمرًا محوريًا في القانون الدولي الإنساني. هذا يعني أن الهجوم لا يمكن أن يكون قانونيًا إلا إذا كان هو السبيل الوحيد لتحقيق هدف عسكري، إذا كانت هناك طرق أخرى أقل ضررًا لتحقيق نفس الهدف ، فلن يكون الهجوم ضروريًا وبالتالي فهو غير قانوني.

مفهوم الميزة العسكرية مهم أيضًا بموجب القانون الدولي الإنساني، وهذا يعني أنه يجب توقع أن يعطي الهجوم ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة للمهاجم، وهذا يعني أن الهجوم يجب أن يُتوقع منه تحقيق هدف عسكري أكثر من مجرد رمزي.

مفهوم الإفراط مهم أيضًا بموجب القانون الدولي الإنساني، وهذا يعني أن الخسائر المدنية المتوقعة يجب ألا تكون مفرطة مقارنة بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة. وهذا يعني أن المهاجم يجب أن يوازن بين الخسائر المدنية المحتملة والميزة العسكرية المحتملة وإصدار حكم بشأن ما إذا كان الهجوم متناسبًا.

ختاما ، وفقا للضربات المتتالية التي استهدفت الجسر تحديدا ، لا يمكن الزعم بأن الاستهداف الأوكراني للجسر المشيد في أراضي أوكرانية محتلة ألحق خسائر مدنية مفرطة في صفوف المدنيين .