الأربعاء 20 أغسطس 2025 07:59 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الإعلامي توفيق العبيدي يكتب : الفرق التونسبّة تغادر مبكّرًا كأس الملك سلمان للاندية …. نظام الدوري التونسي سبب البليّة

توفيق لعبيدي
توفيق لعبيدي

وحدث ما كنّا نخشاه، ونبّهنا إليه قبل مشاركة الفرق التونسية في كأس الملك سلمان للاندية البطلة 2023، فها هي نوادينا تتساقط كأوراق الخريف في عزّ فصل الصيف وبكيفيّة مهينة لم نعهدها من قبل. فبعد الهزيمة الثانية لكلّ من النادي الصفاقسي والاتحاد المنستيري التي حكمت عليهما بمغادرة الدورة في وقت قياسي ومن الباب الصغير، بقي بصيص من الأمل يحدو الممثّل الثالث لكرة القدم التونسية ونعني به الترجي الرياضي - صاحب الرقم القياسي في الفوز بالكأس العربيّة في ثلاث مناسبات صحبة الرشيد العراقي الذي اضمحلّ- ليواصل المسيرة ويجتاز الدور الأوّل، منتظرًا هديّة من الاتحاد السعودي بفوزه في المباراة الثالثة على الشرطة العراقي مع حتميّة الانتصار على شقيقه النادي الصفاقسي. وإن كانت المهمّة غير مستحيلة، فإنّها تبدو صعبة لأنّ الضغط سيكون مسيطرا عليه في مواجهته لفريق بلاده الذي عرف مصيره، ثم إنّ زملاء كريم بن زيمة الذين كانوا أوّل من ضمنوا التأهل إلى الدور ربع النهائي، يكفيهم التعادل ضدّ الشرطة العراقي لتصدّر مجموعتهم مع حرص مدرّبهم البرتغالي على تشريك العناصر الإحتياطيّة وعدم بذل مجهودات كبيرة، تحسّبا للاصابات وتجنّبا للارهاق في قادم المقابلات.
وإذا حصل انسحاب الترجي، وهذا محتمل، فإنّ الفرق التونسية الثلاثة ستخرج خاوية الوفاض في هذا الموسم الرياضي الرديء الذي زاده سوءا شكلٍ البطولة المعتمد بنظام المجموعتين والانقطاعات المسترسلة ومقابلات التدارك التي تمّت برمجتها في زمن متقارب وفي شهر رمضان المبارك بالأخصّ فضلًا عن نهاية الموسم بصفة متأخّرة لم تمكّن اللاعبين من أخذ نصيب وافر من الرّاحة واسترجاع الأنفاس لإتاحة الفرصة للفريق، في متّسع من الوقت، للاستعداد الجيّد وخوض العديد من المقابلات الوديّة وتيسير عمليّة تأقلم اللاعبين المنتدبين الجدد مع القدامى بهدف تحقيق التجانس والتناغم بينهم قبيل المشاركة في دورات هامّة على غرار هذه التظاهرة العربيّة التي نعلم ميقات إقامتها منذ زمن بعيد….
لقد ثبت، دون أدنى شكّ، أنّ نظام البطولة المعتمد في تونس إلى جانب عوامل أخرى يضيق المجال لسردها، هو من أهمّ أسباب تراجع كرة القدم التونسيّة ، ولا نتوقّع العدول عنه طالما أن الفرق لا تجرؤ على رفض ما اقترح عليها من الجامعة إلّا قليل منها وفي سرّها دون الإفصاح عن ذلك جهرًا بسبب عناد المسبّرين لمقاليد الجامعة وتعنّتهم وخوفا من ردّة فعلهم المتتظرة إزاء كلّ فريق تحدّثه نفسه شقّ عصا الطّاعة.
والسؤال المطروح حاليّا من يتحلّى بالشجاعة الكافية ويضع حدّا لهذا التراجع المذهل لكرة القدم التونسيّة التي تمرّغ أنفها في التراب خلال هذه التظاهرة الإقليميّة؟
وإلى متى ستظلّ الأندية والدولة خاصّة صامتةً، سالكة سياسة النعامة وهي على الربوة، تنظر نظرة المتفرّج العاجز إزاء هذا الوضع المتردّي والطريق المؤدّي إلى النفق المظلم؟
لقد كان لنا أسوة حسنة في بعض رؤساء الأندية الذين صمدوا ولم يركعوا للجامعة في عزّ بطشها وسطوتها وسجّلوا بمواقفهم الشجاعة أسماءهم في التاريخ الكروي بأحرف من ذهب على غرار رئيس النادي الصفاقسي سابقا المنصف خماخم ورئيس النجم الساحلي الأسبق رضا شرف الدين ورئيس هلال الشابة توفيق المكشر ورئيس الترجي الرياضي حمدي المدّب، كأنّهم يردّدون بصوت عالٍ واحد " إنّ في بني قومك رماح " رافعين شعار اللاءات الثلاث لا للخنوع ولا للظلم ولا للاستسلام … فمن ينضمّ إلى هذه القائمة من الرؤساء الشرفاء دفاعا عن كرة القدم التونسيّة وسمعتها بين الأمم ؟….