الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : حظ ”الأهلي” ما بين رؤية المجدين وسطحية الفاشلين


(. "الأهلي محظوظ" جملة اصبحت في هذه الايام ك"اللبانة"في افواه الحاقدون و العاجزون والكسالى،والاتكاليون عند تحقيق"سيد افريقيا"اي انجاز سواء محلي او قاري او دولي وهم بغبائهم يمتدحون قدره وقدراته من حيث لا يحتسبون. فحسن الحظ عند "النسر الحمر " ناتج لما يملكه بحكم تجارب التاريخ ومناطحة الايام والمواقف والاحداث من المبادرة الشجاعة، والعزيمة الناشطة،والفطنة الناجمة عن الانتباه والتعلم، ومحصلة ظروف نفسيّة،وصفات أخلاقية وأدبية،ومزايا شخصية،وظروف اجتماعية،تسهم في مجملها في الوصول للأهداف والطموحات المنشودة.
وكثيرٌ من هؤلاء الذين يحاولون التقيل من انجازات الاهلي والتي منها فوزه في ١٠ اشهر بكل البطولات واخرها مسابقة الدوري العام قبل نهايتها بعدة اسابيع يرمون فشلهم أو عجزهم عن تحقيق مبتغاهم على الحظ دون أن يقيّموا بإنصاف مسيرتهم الكروية التي آلت إلى واقعهم الراهن. فهم يتناسون كم الفرص التي هٌيأت لهم في السابق.
ولا احد ينكر وجود الحظ ولكن الفرق بين المجدين والفاشلين في تحديد مكانه ، فالحظ عند المجد يكمن في داخله كعنصر فعال في بناء الإرادة التي تخلق لاي فريق جوا ملائما، وفرصا متاحة لتحقيق النجاح. لانه في اعماقه نقطة التقاء العمل الدؤوب والتطوير المستمر مع الفرصة الجيدة.
ولا يستسلمون بسهولة عند مواجهة اي مصاعب، بالتالي يحققون النجاح بمعدلات أفضل من الفئة الأخرى.
فالمحظوظون يتمتعون برؤية منفتحة ومسترخية، تمنحهم الفرصة لرؤية كل الفرص الموجودة وانتقاء الفرص الذهبية منها حتى لو لم تكن ما يبحثون عنه حقا.
اما مكان الحظ عن الفاشلين يكمن في سطحية افكارهم وضعف ايمانهم بقدراتهم ولا يهتمون بالارتقاء بادواتهم بقدر ما يهتمون بتسفيه منافسيهم الذين دوما يعانقون المجد
والاهلي ليس محظوظ فقط،وانما لديه المؤهلات التي يستطيع بها ان يستدعي الحظ في المستطيلات الخضراء في اي لحظة بفضل الاجادة في التعامل مع اوراقه بالذكاء والمهارة والصبر وسرعة البديهة والقدرة على حسن التصرف في المواقف الصعبة لاستغلال الومضة التي تأتي من عمق الزمن المفقود واللحظات الميتة واللعب بها لكي يدخل الحظ مرمى منافسه فيسعد وقته وجمهوره.
و الاهلي "المحظوظ" تضيق عنده مساحة الاحلام بالجد ، وتتلاشى احزان اَي إخفاقات رويدا تحت طرقات اقدام اصائله، في الرمق المنسي من فانوس اي لقاء ، حيث تنطلق"الروح الحمراء" كالفراشة ، من سجن اللحظات الملتهبة ، قادمة من غابات الدجى ، يقودها هدف واحد لا غيره ،الا وهو الفوز.
و أذا كانت كرة القدم في كل الاحوال لعبة متمردة ، وفي الغالب تفرض منطقها ، الذي كان ومازال سر اثارتها ، فكم من فريق اعتقد انه نال ما يرضيه في مستطيلها الأخضر ، امام سيد الأندية ، الا أن "الاحمر" يبرز كفارس اكثر تمردا و يروضها ، كما حدث اكثر من مرة
والحظ لا احد ينكر دوره في الساحرة المستديرة لانه حالة تنطلق من أسباب معيّنة، قد يكون الفريق جزءاً منها، وقد لا يكون جزءاً منها، بل تُفرَض عليه لانه يستحقها نظرا لحالة الاصرار على تجاوز كل الظروف والمعوقات .
والحظ جزء من حركة هذا الوجود في كلّ مفرداته ومعطياته، الّتي قد تكون من صُنع الإنسان، وقد تكون من صنع الواقع الكونيّ الّذي يدبّره الخالق
ليس صحيحا أن الحظ يأتي مرة واحدة ولكن على حسب الحالة ممكن أن يأتي مرات ، والاهلي دائما في كامل الأستعداد له، اتحدث عن اهداف "الاحمر" في اللحظات القاتلة من الزمن المرحل ما بعد ال90 دقيقة
.