الأربعاء 20 أغسطس 2025 07:55 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : رحلة العمر ملخصها كنا نطارد…”خيط دخان”

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة
الكاتب الصحفي مصطفى جمعة

(. يدور العمر على كفّي ،وجفن الايام على أطلال السنين تظلّل بهو التوق لزمن الغيب الآتى وصوت الثواني تلهث تطارد بساعاتها شبابيك الحياة تنبذ الحزن المديد وتهدي صبرى شعلة الأمل المعتق‬

‫يااجمل الذكريات التي تكونت بساحل المدى وكتبت صفحاتها في ذاكرتي تارة باللحظات المدهشة ومرات بالجفاء والبكاء على شاطئ السماح و الصباح والتي تهل من احساس المدى بالبعد والهمس المسافر للنجوم مقطعا من قصائد الزمان ساطعا انيق .‬

الحياة بالنسبة لي أنا الذي غاصُ فِي بَحْرهاِ وحيدا يصارع ظلمته وامواجه المتلاطمة كَيْ يَصْطَادَ لُؤْلُؤَه، قصيدة غاية البلاغة تتفاعل فيه المؤثرات الخارجية و الداخلية؛ التي شكلت وجداني على أساس ان هوية الانتماء لأم الدنيا التي كَسَاهَا الخالق كل الوان الحُسْنُ وَالأَلَقُ ، بحر منَ الحُبِّ يَسْرِي مسرى دمنا ليس ترفا لفظياً،وانما عشقا نَمُوتُ من اجلها وَتَبْقَى هي عروس تَأْتَلِقُ على مدى الازمان.

إن خصوصية تجربة حياتي من خلال النعمة التي وهبني الله اياها منحتني القدرة على تركيب الجمل في أنساق متوازنة تشي بالعمق والفاعلية والإيحاء تمتاز باكتنازها الرؤى والدلالات المراوغة التي تباغت في مسارها احيانا لكن يطغى عليها الفكر التأملي والإحساس الوجودي، وكشف الواقع بمؤثراته سواء السلبية او الايجابية .

وقصيدتي مع الدنيا بالترتيب العمري ما بين مراحل الطفولة والصبا والشباب والرجولة ، مقاطع وأجزاء، كل جزء منغماً في ذاته، من دون أي تنافر فيه حركة الدلالات وبناها الفاعلة التي تزجيها قوى الاردة بالصمود والصبر فتضفي على الرحلة قوتها والزمن صوته وإيقاعه،وحبكات وصراعه يشكل خطه الدرامي بمؤشراته على كثرة تنوع الموضوعات التي تناولتها بعدما توغلتْ في حقائقها حتى تبوح باسرارها على سلم أرقى درجات البلاغة في العرض.

لكن رغم مرارة الرحلة كنت ارى نفسي في مرايا عيونكم الحلم الهائم على أبسطة السحاب يحطم قيود الجاذبية تارة ومرات درويش يملأ ساحات الذكر أبتهالا كاصوت الموج الهادر المسافر من عمق الأعماق إلى ما فوق الآفاق متوشحاً بالشوق ،امضي في صدر الشفق مثل موج مهاجر من بحر الي محيط يبحث عن شط يحتويه في رماله يكتب عليه قصته المزدحمة بأسرار الفنون ومعابد السحر .

على بساط الحنين، نتحول الي أرواح تسكن حروفا الذكريات، والتعليقات، والطرائف، والمواقف، والشوارع، والحارات تمرح وتسرح في اعماقنا، ابتسامة بريئة على الشفاة، وفي العيون بريق دموع، تحن لتلك الأيام التي تنادي، وتنهال من ذاكراتنا كما المطر… فبها ومنها وإليها تذكرت كل المواقف… تذكرت كل الشخصيات… كل من فقدت في الرحلة… كل ما كسبت أو اكتسبت وتعلقت عيناي بألوان طيف.

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة