الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب الفنون الشعبية القنائية …وحي من نبع الحياة

(. لحظات من العمر هي ثمرة ريعان الشباب تخالطها آثار السنين الناعمة الأولى، والحنين اليها معزوفة ما أزال أراها رغم مرور السنين تشدو بموسيقى الحياة التي تتغنى بأهازيج المودة لكل جيلي والاجيال التي اعقبته على أجنحة من الأمل ولذلك أحن إليه في كل لحظة حنين القلب إلى النبض .

ولعل الحنين وحده هو الذي دفع بي لتدوين هذه الاحرف في ذكرى اول مشاركة لي مع فرقة قنا للفنون الشعبية التي كانت تعد واحد من اهم الفرق الثلاثة في مصر الحبيبة لاحياء ذكرى رفاق العمر الحاضرون او المسافرون الي حيث النور أصحاب الطموح اللامحدود الذين طرقوا أبواب المستحيل طرقاً عنيفاً وأحالوه إلى واقع ملموس يلهم العبر و الدروس من ارواحهم وجهدهم ومثابرتهم وتحديهم لكل الظروف بما فيها الواقع الاجتماعي .

والفنون الشعبية القنائية وحي من نبع الحياة و رمزاً صميماً لأصالتنا فى أروع معانيها ، وعمق بساطنها وصفاء سجيتها وروعة مكانتها ويظهر هدا جليا في اللوحات الاستعراضية التي قدمتها الفرقة والتي استمدت من حكاياتنا الشعبية التى تعد من أهم ذخائرنا ، ونفائس تراثنا المتدفق من أعماق جذورنا الضاربة فى إغوار الماضى ، وسجل حاضرنا الذي نعيشه

وصور الحياة في قنا وبما تحفل به من انشطة هي لوحات على صدر الزمن حيث كانت اول من عرفت فن “النحت” والذي كان يعبر عن المنطقة وتوجهاتها ومعاركها وابطالها ، وهو ما يظهر في الجداريات والمنحوتات ليعقبها بعد ذلك حقبة الموسيقى التي لا يمكن تناولها من دون الرقص. وحتى الأشعار التي تغنى مع كل رقصة كانت تأتي وفي ذهن شاعرها اللحن والرقص

فشكرا لله الذي جعلني اعاصر بل اشارك مع هذه المجموعة المختلفة عن البشر لكونها خلقت من من معان وضياء لكي يدفعون التراث القنائي الاصيل نحو العلا من اجل ان يضيء لهم ولبلادهم طريق الخلود ويدونون صفحات مبهجة لفرقتهم التي كانت ومازالت رغم مرور ٦٢ عاما على تأسيسها مرتعاً للأرائل ومسرحاً للغزلان ومأوى للأيانق الأصيلة .

: