الدكتور ماجد عبد النصير: التصلب المتعدد مرض ”دمه تقيل” لكن السيطرة عليه سهل جدا

وصف الأستاذ الدكتور ماجد عبد النصير رئيس الجمعية المصرية للأعصاب وأستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بطب قصر العيني، مرض التصلب المتعدد بأنه مرض "ثقيل الدم" حيث يهاجم الإنسان في عمر ما بين 20 إلي 40 عام وهو أكبر فترة شباب والفئة المنتجة في عمر الإنسان، وقد يصيب أقل أو أكثر من هذا العمر، لكن عمر الشباب هو الأكثر إصابة بالمرض، لكن السيطرة علي المرض سهلة جدا عن طريق سرعة التشخيص والالتزام بالعلاج، موضحاَ أن التصلب المتعدد يشبه العديد من الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط حيث تحتاج هذه الأمراض المزمنة إلي ضبط معدلات السيطرة عليها بما يمنح المريض مستوي حياة أفضل من التعايش مع المرض بدون التعرض لهجمات أو أعراض صعبة.

وقال خلال احتفالية شركة حكمه للصناعات الدوائية باليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد، إن مرض التصلب المتعدد ، مرض مزمن لا شفاء منه ، لكن السيطرة علي أعراضه أمر يسير ، فلابد أن يكون المريض ملتزم بالعلاجات المتاحة وهي كثيرة ليتمكن من مصاحبة المرض والسيطرة علي أعراضه، فعلي المدي الطويل نتائج هذه الأدوية في منتهي الأمان.

مشيرا إلي أن شركة حكمه للصناعات الدوائية أتاحت العديد من الأدوية المتوفرة في التأمين الصحي أو نفقة الدولة، أو يمكن شراؤها لمن يريد علي نفقته الخاصة من المرض، حيث كانت أدوية مرض التصلب المتعدد فور طرحها بالأسواق من جانب شركات الأدوية باهظة الثمن وغير متاحة للمواطنين، لكن الآن تم أتاحتها بالمجان عبر وزارة الصحة سواء عن طريق التأمين الصحي أو نفقة الدولة بما يمنح المرضي الفرصة للالتزام بتناول الأدوية وييسر له طرق الحصول عليها.

مضيفاً أن مرضي التصلب يصل عددهم حوالي 3 مليون مصاب بالعالم، في حين تعد مصر ضمن الدول ذات معدلات الإصابة المتوسطة في نسب حدوث المرض حيث يتوقع وجود ما بين 40 إلي 60 ألف مريض بمصر.

وأكد عبد النصير أن مرض التصلب المتعدد ، مرض مناعي، فإذا حدث اضطراب في جهاز المناعة لأسباب عديدة، يتحول هذا جهاز المناعة إلي عدو لجسم الإنسان، فيهاجم الجهاز العصبي المركزي الذى يشمل المخ والحبل الشوكي، ووفقاً للمكان الذى يهاجمه جهاز المناعة، تظهر أعراض الإصابة علي المريض، ولفت إلي أن أشهر أعراض الإصابة بمرض التصلب المتعدد تظهر في التهاب في العصب البصري أو الجهاز الحركي أو عدم القدرة الإتزان ، وأوضح أن السيدات أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الرجال حيث أن مرض التصلب المتعدد يتشابه في هذا الأمر مع جميع الأمراض المناعية مثل الروماتويد والذئبة الحمراء اليت تصيب النساء أكثر من الرجال.

وقال إن الأدوية المتاحة في السوق المصري لعلاج مرض التصلب المتعدد حوالي 12 دواء تحت مظلة وزارة الصحة سواء في التأمين الصحي أو نفقة الدولة ولا يوجد أفضلية لنوع أو اسم دواء عن الآخر لعلاج المرض، لكن يتم اختيار الدواء حسب حالة وعمر ونوعية ودرجة الإصابة للمريض وهو ما يمكن أن يطلق عليه " شخصنة الدواء"، بمعني أن دواء بعينه يكون فعال جدا لمريض وقد يكون أقل فعالية لمريض آخر، وهذا يرجع لتقييم الطبيب لوصف العلاج الأكثر ملائمة للمريض للوصول لأسرع وأفضل النتائج المرجوة منه، موضحاً أن هناك صنفين من العلاجات، فهناك علاج للمرض نفسه وهدف هذا العلاج السيطرة علي وتيرة هجمات الجهاز المناعي الذى يهاجم الجهاز العصبي المركزي بما ينعكس علي السيطرة علي المرض بمعني تعديل وضبط أداء جهاز المناعة، كما يتم منح علاج للأعراض التي يعاني منها المريض.

كما يتم تقسم مرض التصلب المتعدد لنوعين رئيسيين مرض التصلب المتعدد الانتكاسي حيث يتعرض المريض لهجمة من جهاز المناعة وعلاجها يكون بأنواع كورتيزون إلي أن يتحسن المريض ثم يتعرض لهجمة اخري ويتحسن بالعلاج، لذا يسمي مرض انتكاسي فكل الأدوية المتاحة حالياً هدفها الحماية من هذه الهجمات

فالأدوية تحمي المريض من هذه الانتكاسات

وهناك مرض التصلب المتعدد التقدمي الأولي ، حيث يتدهور المريض دون الدخول في انتكاسات ولهذا النوع علاجات خاصة به، كما أن هناك مرض التصلب المتعدد التقدمي الثانوي حيث يتدهور المريض بصفة مستمرة.

مؤكداً أن هدف الأدوية جمعيها السيطرة علي جهاز المناعة وحماية المريض من الانتكاسات وتقليل تطور المرض .

وأوضح أن تشخيص مرض التصلب المتعدد يتم عن طريق الرنين المغناطيسي الذى يساعد الطبيب في التشخيص وأكد في الوقت ذاته أن مرض التصلب المتعدد ليس مرض وراثي،

ناصحاً بالالتزام بالعلاج الدوائي والابتعاد عن كل ما يؤثر بالسالب علي جهاز المناعة وأن يحيا المريض بطريقة صحية ويتناول طعام صحي، حيث لا يوجد طعام ممنوع علي المريض، لكن الالتزام بالطعام الصحي والابتعاد عن التدخين وكميات الملح الزائد في الأطعمة مع ضبط جهاز المناعة والابتعاد عن القلق والتوتر يساعد في السيطرة علي المرض وتجنب انتكاساته وتدهور المريض .

موضحا أهمية تنظيم حملات توعية لتخصصات الطب المختلفة من طب العيون أو الأنف والأذن أو العظام أو المفاصل، لسرعة توجيه المريض للتشخيص المبكر لدي متخصص في رعاية مرضي التصلب المتعدد ، بما يسرع من تناول العلاج فيتمكن المريض من السيطرة علي المرض مبكراً.

وأكد أن مرض التصلب المتعدد قد تتشابه أعراضه مع بعض أعراض أمراض أخري، مثل التهاب أعصاب العيون أو العظام أو عدم القدرة علي الإتزان، لذا لابد في حال استمرار الأعراض علي الأقل ليوم كامل دون الاستجابة للعلاجات الأولية للطبيب، التوجه لطبيب متخصص في علاج التصلب المتعدد.