الخميس 25 أبريل 2024 04:53 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : عندما دخل ياسر برهامي تاريخ كرة القدم من ... «الباب الخطأ»

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة
الكاتب الصحفي مصطفى جمعة

دخل نائب رئيس الدعوة السلفية الطبيب المصري ياسر برهامي تاريخ كرة القدم العالمية من الباب الخطأ عندما افتى قبل انطلاق منافسات مونديال البرازيل 2014 «أن مباريات الكرة نوع من الالهاء الشديد جدا وتغيب العقل عما يحتاجه المسلم من أمتنا لأمر دينه وأمته وبناء لشخصيته وأمور كلها واجبة في الحقيقة».

ووصل الامر في السخرية منه حينذاك بتشبيه ب «هنري الثاني» ملك انكلترا العام 1154م، الذي حرم كرة القدم وقال بانها تسبب ازعاجا للملائكة على الارض لانها تسبب ضوضاء كبيرة في المدينة بسبب دفع كرات كبيرة ما يسبب العديد من الشرور لاسامح الله، لذا أمر بعقوبة السجن ومنع هذه اللعبة في المدينة في المستقبل «وسن قوانين تهدد بالسجن لمن يضبط وهو يمارس كرة القدم يقول:.

وهنري الثاني واحد من أكثر ملوك انكلترا اثارة حكمه للبلاد، كان «هنري الثاني» ملكاً سطع نجمه بين سائر الملوك، وتمكن من خلال شخصيته القوية وذكائه الحاد من بسط سلطته بالقانون وبحد السيف حيث تولى الحكم في الحادية والعشرين من عمره حين ورث عرش انكلترا، الا أنه لم يكن انكليزياً بالكامل، فقد كان يتقن الفرنسية وقد ورث أراضي شاسعة وألقابا رفيعة المستوى في فرنسا، كان هنري ثمرة تلك الثقافة الانكليزية الفرنسية الهجينة التي حكمت انكلترا منذ الغزو النورماندي.

وبعد وفاة الملك هنري عام 1189م، ورث العرش ابنه الثاني ريتشارد قلب الأسد الذي يعد هو واحد من أهم ملوك انكلترا وأشهرهم والذي ذكرهم التاريخ كثيرا، كقائد عسكري محنك، خاض العديد من المعارك والتي يعد من أهمها الحملة الصليبية والتي قام بها حكام أوروبا على بيت المقدس، وكان ريتشارد على رأس هذه الحملة باعتباره قائداً حربيا لا يشق له غبار، وأيضاً لكونه ملكاً لواحدة من كبرى الامبراطوريات قديماً.

وحازت فتوى الطبيب ياسر برهامي في هذا الوقت على اهتمام العديد من وسائل الاعلام البرازيلية التي نشرتها نقلا عن موقع الدعوة السلفية على شبكة الانترنت في رده على سؤال: «ما الحكم في مشاهدة مباريات كرة القدم؟ نشر على موقع «أنا السلفي»، قال برهامي: «هذه مأساة، أنا في قمة الغيظ منها، نحن نقول انها لا تحرم الا بضوابط معينة اذا كانت تضمن الهاء عن فعل واجب أو تتضمن فعلا محرما كالعصبية أو كشف عورات أو حب وموالاة للكفار والمنافقين أو متضمنة لأي محرم وغالبا ما تتضمن محرمات».

وأضاف برهامي: «الهاء الشعوب والأمم عما ينفعها بهذا اللهو نوع من تدمير هذه الأمم والشعوب، ولذلك هناك من العلماء من أفتى بالتحريم مطلقا والحقيقة أنه تحريم مقيد ولكن هذه القيود غالبا موجودة وحاصلة»، متسائلا: «أين يأتون بالوقت فالناس في حاجة الى الوقت في دينها وفي نفع أمتها».

واستطرد: «الحاصل أن مباريات الكرة نوعا من الالهاء الشديد جدا وتغيب العقل عما يحتاجه المسلم من أمتنا لأمر دينه وأمته وبناء لشخصيته وأمور كلها واجبة في الحقيقة».

وأضاف: «من انشغل بهذه المباريات بالتأكيد سوف يحدث أنواعا من الخلل أنا لا أشك فيها»، مضيفاً: «أنا أؤكد من انشغل بهذا وقع في المحرمات».

واستقبلت فتوى برهامي بالسخرية في مصر والدول العربية ووصل الامر الى حد ان اتهمته أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر. سعاد صالح، بالبحث عن كل شيء لتشويه صورة الدين الاسلامي.

وانتقدت فتوى برهامي بتحريم مشاهدة مباريات كأس العالم. وقالت: «للأسف يتأثر بعض المواطنين بفتاواهم الشاذة».

وأكدت أن «ما يطلقه برهامي وتياره الأصولى من آراء شخصية تعد بمثابة بيان لأحكام الله على الأرض، والذي ينبغي ألا يتصدر له الا من توافرت لديه الدقة الشديدة، ويبلغ من العلم منتهاه، حتى يحكم باسم الله».

وتابعت: «هؤلاء الذين يصدرون الفتاوى الشاذة «شركاء لله» بموجب قول الله تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله)».

وأوضحت صالح أن مشاهدة مباريات كرة القدم، من الأمور الحلال التي أباحها الله - سبحانه وتعالى - للترويح عن الناس، ولا يشوبها أي نوع من أنواع الحرام، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشارك في ممارسة الرياضة، ويتسابق مع السيدة عائشة، رضي الله عنها، وكانت تجري وهو يجري، ويسمح لها بمشاركته في الرياضة.

وعلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي على فتوى برهامي بطريقة ساخرة حيث دشنوا عددا من الهاشتاغات للسخرية منه.

وكتب مغرد «يجوز للاعب زرع عبوة ناسفة عند مرمى الخصم بشرط أن يكون متوضئا»،فيما قال آخر «على الفريق الخاسر أن يدفع الجزية للفريق المنتصر ويحق له سبيهم وجعلهم عبيدا».

وسخر مغرد ثان «يجب تغيير بعض المسميات الغربية بأخرى اسلامية كالتالي: مدرب: ولي الأمر، لاعبو الاحتياط: المرابطون، مباراة: موقعة، حكم المباراة: القاضي، كابتن: أمير الجماعة، بلنتي: «منجنيق» فيما قال اخر «لا يجوز لمس الكرة بالقدم الشمال».

وكتب مغرد «لا يجوز استخدام الصافرة، ويجب استبدالها بصوت اطلاق الرصاص ويحرم استخدام الموسيقى في بداية المباراة ويجب استبدالها بأصوات تكبير أو نشيد «على الموت أخذنا» حتى يرعبوا الخصم اذا كانوا كفارًا».

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة