قصة حب وهمية ” قصة قصيرة”


تدور أحداث القصة مع شاب اسمه "علي"..إستقل القطار القادم من أسوان ، إلى الإسكندرية من إحدى محطات محافظات الصعيد ، متجهاً إلى عمله بإحدى شركات البترول بمدينة الإسكندرية الساحرة حيث الشواطئ الخلابة ..
أخذ "على" يتنقل داخل العربة فوجد أحد المواطنين جالساً على مقعده ، فطلب منه النهوض حتى يستريح بالمقعد المخصص له حسب تذكرة القطار الخاصة به بالفعل نهض الراجل ، واجلسه هو على مقعده
كان قد جلس بجواره بالمقعد شيخا كبيراً إسمه "نور الدين " تعرف على هذا الرجل المسن ، ودارت بينهما أحاديث كثيرة ، حدث بينهما إنسجاماً روحانيا إعتبره علي في مقام والده ، وكذلك الرجل بادله نفس الشعور .
سألا بعضهما الأخر عن أسمه ، وطبيعة عمله ، ومقصده من السفر ، لقد إمتزحت الرحلة بالمودة ، والإحترام المتبادل
وأخذ علي يستفيد من تجارب الشيخ فى الحياة ، ويستمع لروآياته.
وآصل القطار السير ، حتى وصل إلى محافظة بني سويف وقد أخذت الشيخ سنة من النوم ، ثم إستيقظ على صوت أبطال القوات المسلحة ، وهم يرددون الأغاني الوطنية ، والأناشيد ، وأغاني الفلكلور الشعبي الحماسية ، وبعضها كانت أغاني غزلية تتغزل فى الفتاة المصرية التى تصبر على فراق حبيبها ، أو ربما زوجها ، أو حتى أخاها الذي يقوم بأداء الواجب الوطني .
ضحك الشيخ ، وإبتسم إبتسامة عريضة ، ولكن يشوبها الحزن ، والقلق ، ثم همس فى أذان "علي " ياترى هيرجعوا لأهلهم ولا ربنا هيمنحهم شرف الشهادة ".. حينها توقف "علي" عن التصفيق، وظهرت على وجهه ملامح الحزن ، وقال :- ربنا يحفظهم " محدش بيموت ناقص عمر" !
رد الشيخ "فعلاً ربنا يحفظهم " هذا واجب وطني على كل إنسان حر..
ثم قال الشيخ :- " أومال لو محماش الوطن أبناءه مين هيحميه " ؟
وصل القطار إلى مدينة الجيزة طلب الشيخ من "علي " أن يحضر له حقيبته ، ويساعده حتى يتمكن من النزول ، قال "علي" :- ولكن مازال الوقت باقياً ، لم نصل محطة القاهرة بعد ؟
رد الشيخ " يا بني أخشى أن يفوتني القطار " أنا راجل عجوز " لابد أن أستعد للنزول قبل أن يتوقف القطار
شكر "علي" الشيخ على ما قدمه له ، من نصائح ، من خلال روآيته لبعض الأحداث ، التي مرت به ، فى حياته ، وقام بإيصاله ، إلى الباب ،وإنتظر بجواره حتى توقف القطار وأمسك بيده ، وأنزله من القطار ، ووضع له الحقيبة على الأرض ، وودعه ، وقبل يده ، ثم سمع صافير القطار إذانا بالرحيل بكي الشيخ ، وكذلك "علي" وقال الشيخ هكذا الدنيا لقاء ، وفراق !
إستدار "علي" ظهره مسرعاً إلي باب الصعود والدموع تملأ عيناه ، وأخذ يودع الشيخ ، ويولح بيده ، وصل إلى معقده وإذا به يرى فتاة جميلة، فى العقد الثالث من العمر تقريبا ، وقد جلست مكان الشيخ ، حسب رقم التذكرة الخاصة بها ، ألقى عليها السلام ، ثم جلس ، وهو يبكي !
أحست الفتاة أنه قد يكن فقد شيئاً غاليا ، قالت: هل أستطيع مساعدتك ؟
قال: شكراً لك .
قالت: هل فقدت نقودك ؟
قال: لا .
قالت: هل فقدت شيئا ثميناً ؟
قال: نعم .
قالت: هل أبلغت الشرطة بنقطة القطار ؟
قال: لا .
قالت: لما ؟
قال: لن يجدي ذلك شيئاً !
قالت: لماذا !
قال: لقد فقدت أبي مرتين .
تعجبت الفتاة !!
ثم قالت: ماذا ؟
قال: نعم مثلما سمعتي
قالت: هل لي أن أسمع منك ما الخطب إن كنت تسمح بذلك ؟
قال: نعم ، وأخذ يروى لها قصة الشيخ من بداية الرحلة حتى نهايتها .
وقال هكذا فقدت أبي مرتين مرة عندما مات أبي ، والثانية عند فراق الشيخ .
صمتت الفتاة ، وتذكرت أباها المتوفي فبكت هي أيضاً
قال: مالذي يبكيك ؟
قالت: أبكاني ما أبكاك !
أنا أيضاً فقدت أبي منذ ثلاثة أعوام
قال: أعتذر على ما سببته لك من ألم
قالت: لا ، لاشئ ، لاعليك
قال: هل لك أن تخبريني بإسمك ؟
قالت: نعم ، إسمي " علياء "
قال ، وأنا " علي"
ضحكا لهذه الصدفة "علياء " و "علي" بالطبع إنها صدفة !
أخذا يخبر كلآهما الآخر عن تفاصيل حياته ، ربما وجدا إرتياحاً نفسياً ، في حديثها ، إلى أن ذكرت له أنها متزوجة ولديها أبناء ، ولكنها ليست سعيدة ، فى حياتها ، وهو أيضاً قال لها أنه كذلك ، ولم يكن راضياً بهذه الزيجة ، وإنما فرضت عليه ، إبتسما وقالا إنها رحلة الصدف ، نشأ بينهما شئ من التقارب الفكري .
هو إعتبرها زوجة مثالية ، وهي شعرت بذلك نحوه ، ولكن ما العمل إنها فى عصمة رجل ، وهو أيضاً لديه زوجة
نظر إليها ، وصارحها بما تسلل إلى قلبه تجاهها.
هي أيضاً قالت له إنها أحست نحوه بشئ غريب يجذبها إليه ، أخذ ينظر كلاهما إلي الآخر.
توقف القطار ، وغادر من وصل مقصدة ، وركب أخرون، وإذا برجل يحمل حقيبة سوداء مستطيلة الشكل ، جلس في الجهة المقابلة لهما ، وما لبث إلا وأخرج من حقيبته آلة موسيقية وترية "كامنجا " ، وأخذ يعزف عليها
طلب "علي" منه أن يعزف لهما " اغنية " القلب يعشق كل جميل " أخذ الرجل يعزف وهما يدندنان بحروف الأغنية مع أنغام الوتر ، وينظران فى عيني بعضها البعض .
أخذا يتبادلان الإبتسامات ، والنظرات ، أمسك بيدها ، وأمسكت بيده ، وظنا أنهما لن يفترقا ، عاشا ساعات جميلة
ولكن دقت أجراس المحطة ، وأعلن المذياع إنتهاء الرحلة بوصول القطار لآخر محطاته ، وإستقيظ الحبيبان على أنهما عاشا قصة حب وهمية ، وأن كلاهما سيرجع إلى أحضان نصفه الآخر الذي قدر له الله أن يكن من نصيبه
"كن راضياً بما قسم الله لك لعله خيراً "



















تحرير 12 محضر غلق وتشميع لعيادات غير مرخصة خلال حمله مكبره للعلاج...
سقوط عنصرين اجراميين شديدين الخطورة بالقليوبية
عاجل..سوهاج.. انهيار كوبري مشاة خارج الخدمة بقرية العتامنة بمركز طما
عاجل.. مصرع مواطن بقرية إدفا بمحافظة سوهاج
تعرف على … موعد تتويج محمد صبحي بـ”وسام التفرد في الإبداع” على...
الصحة المصرية تعلن خلو البلاد من ”التراكوما”
انطلاق فعاليات الدورة التدريبية للتغذية العلاجية بمديرية الصحة والسكان بأسيوط