الثلاثاء 23 أبريل 2024 01:35 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

الحوارات

المذيعة السورية منال الخطيب: أفضل البرامج الحوارية لأنها تصقل خبراتي الإعلامية

النهار نيوز

منال الخطيب هي الأكثر تميزاً من بنات جيلها على شاشة الفضائية السورية التي انطلقت منها قبل حوالي 23 عاماً ,بعد تفوقها على الكثير من المتقدمين والمتقدمات لتحترف العمل التلفزيوني وتتابع مسيرتها الإعلامية بالعمل كمراسلة لتلفزيون مصر ودبي كما افتتحت شركة خدمات فنية تلفزيونية ,قبل أن تصبح مدربة في عدد من مراكز التدريب الإعلامي في الإمارات,وأخرها جامعة حمدان الذكية, يختلف أسلوب وطريقة طرحها للقضايا عن باقي بنات جيلها وتجيد فن استخدام الصوت, لنترك منال تروي لنا التفاصيل من بداياتها..

*- قرارك بدخول المجال الإعلامي هل أنت راضية عنه بالنظر إلى النتائج المادية والمعنوية ؟
الإعلام ليس مجرد مهنة بالنسبة لي , بل هو شغف وحلم , منذ كنت صغيرة أقرأ النشرات والأشعار على إذاعة المدرسة , وفي أول سنة دراسة جامعية في اللغة العربية قرأت إعلاناً لطلب مذيعات على التلفزيون السوري , وذهبت وقدمت أوراقي , ونجحت في المسابقة التي كانت على ثلاث مراحل , لم يكن تجاوز هذه المراحل بالأمر السهل خاصة أنّ المتقدمين كانوا بالآلاف بينما كان المطلوب حوالي 12 مذيعاً ومذيعة, المفارقة أنني وقتها كنت أمر بظروف عائلية ومادية صعبة وكنت أبحث وقتها عن وظيفة عادية للحصول من خلالها على دخل يعيلني فلم أجد, ورغم صعوبة الحصول على وظيفة مذيعة في التلفزيون السوري تمكنت من الحصول عليها , وعندما عرفت أنني من بين الناجحات في المسابقة نزلت لشراء الجريدة المحلية التي كانت تنشر أسماء الناجحات في المسابقة , ولم أكن أملك سوى ثمن الجريدة , لقد تقدمت في عملي وعملت مراسلة لتلفزيون مصر , ومن ثم تلفزيون دبي وافتتحت شركتي الخاصة وكنت أقدّم الخدمات الفنية لأكثر من ست محطات ناطقة باللغة العربية والتلفزيون الكولومبي وخدمات فنية للتلفزيون الصيني ,لقد أثمر عملي مادياً كثيراً من خلال شركتي لكن جاءت الحرب وغيّرت المعادلة رغم أنّ العمل تضاعف إلا أنّ التهديد صار أكبر خاصة عندما اشتدت التفجيرات في دمشق فقررت الرحيل وأغلقت أبواب شركتي لأبدأ من جديد ومن الصفر في دبي.

*- برأيك .. هل استطاع الإعلام العربي إيجاد موقع له خاصة وأن العالم اليوم أصبح قرية إعلامية؟ وكم استفاد المذيع العربي من الآخرين؟
أصبحت وسائل الإعلام اليوم على اختلاف أنواعها جزءاً أساسياً من حياة الأفراد والمجتمعات، وخاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة مع التطور التقني الهائل الذي أصبح سمة فريدة من سمات هذا القرن، والذي أدى إلى تنامي تأثير وسائل الإعلام، ,لكن لا بد من الإقرار بأنّ استمرار الهوة التكنولوجية الاعلامية بين الدول المتقدمة والدول النامية سيبقي الهيمنة الإعلامية لدول صناعة التكنولوجيا والحلول الذكية , هنا في دولة الإمارات مع توفر التكنولوجيا والأنترنت يبقى الأمر مختلفاً عن الكثير من دول العالم العربي, وهذا ما جعل مدينة دبي للإعلام من أولى وأهم الأماكن في استقطاب وسائل الإعلام العربي , والآن وبعد الانفتاح الذي تشهده السعودية نرى سوقاً إعلامية عربية جديدة تتيح للإعلام العربي مزيداً من الإزدهار

*- والمذيعة العربية.. هل استطاعت أن تعتمد بشكل نهائي على حضورها وشخصيتها ليكون الجمال هو أخر الأشياء الذي تفكر به أم لاتزال الكثيرات يعتقدن أنّ الجمال هو الأساس ؟
للأسف هناك إدارات إعلامية , ومذيعات يعتقدن أنّ الجمال هو الأساس بل صارت بعض المحطات التلفزيونية تبحث عن الخريجات الجدد , العمل الإعلامي خبرة تراكمية لا تكفي فيه الموهبة لهذا فإنّ الشغف الذي يدفع إلى العمل والدراسة والتطوير هو من يرتقي بالإعلامي أو الإعلامية ويجعل حضورها أكثر قيمة بالنسبة للمشاهد.

*- في السابق كانت هناك اختبارات عدة وصعبة لمن تريد العمل كمذيعة.. لماذا أصبح الأمر أكثر سهولة الآن؟
صارت المحطات التلفزيونية تسأل عن متابعي المذيعة على السوشيال ميديا أكثر من سؤالهم واهتمامهم بثقافتها وذكائها وسرعة بديهيتها حتى صار المؤثرون يقدمون بعض البرامج التلفزيونية وأحياناً لا يفلح الأمر لأنّ التقديم التلفزيوني علم وفن وهو مهارة بحاجة إلى دراية كاملة بجميع متطلبات العمل الإعلامي .

*- التلفزيون السوري كان الخلية الأولى للعديد من المذيعين والمذيعات، ماذا بالنسبة إليك؟
عملي في التلفزيون كان اللبنة الأولى في تأسيس خبرتي الإعلامية ,وهو أسس مسيرتي المهنية وهناك تعلمت قراءة الأخبار بالطريقة الصحيحة وممارسة مهارات التقديم التي طوّرتها مرات عديدة خلال سنوات عملي في الإعلام , فأنا عملت مذيعة أخبار , محررة ,مقدمة برامج , ومراسلة في الميدان .

*- هناك بعض المحطات الفضائية تأخذ المذيعة الجميلة لتوظيف قدراتها الجمالية.. فما رأيك؟
الجمال هو مفتاح القلوب , الله جميل يحب الجمال , والمتلقي يحكم على المقدم في الخمس دقائق الأولى من خلال مظهره ويعطي هذا الانطباع خمسون بالمئة من حكم المشاهد على المذيع أما الخمسون بالمئة الأخرى فتأتي في بقية الوقت حيث يفسح الدور لمهارات المذيع الصوتية والتقديمية من لغة جسد وتلوين صوتي وأداء محترف , لكن لا يمكن إغفال أهمية المظهر الحسن بالنسبة للمذيع الناجح ولذلك فسياسة بعض المحطات لاستقطاب المذيعات الجميلات تضمن الخمسون بالمئة الأولى من اهتمام المتلقي.

*- أين تكمن نجومية المذيعة؟ وماهي المواصفات التي تجعل المذيعة ناجحة؟
نجاح أي مقدم يقاس بمدى تأثيره وحالياً بات يقاس نجاح المذيع بعدد متابعيه ومدى نجاح برنامجه في استقطاب المعلنين وهي حسابات اقتصادية باتت تتضافر مع الأهداف الإعلامية لأي وسيلة إعلام إلا أنّ الكاريزما وسرعة البديهة والتجاوب الإيجابي مع الأزمات والمواقف المحرجة إضافة إلى الثقافة والمتابعة هي بالفعل سر نجاح أي إعلامي بل واستمراره .

*- كيف تقيّمين عملك الآن كمدربة مع جامعة حمدان الذكية وما الذي قدمه لك؟
قبل جامعة حمدان الذكية عملت كمدربة في عدد من مراكز التدريب الإعلامي في الدولة, مثل فوكس أكاديمي وأعمل كمدربة في مؤسسة دبي للإعلام, أما عملي كمدربة مع جامعة حمدان الذكية فقد وضع مسيرتي المهنية على سكة العمل الأكاديمي, وشاركت في برامج تدريبية عديدة منها دبلوم القيادات النسائية وإضافة إلى ذلك عملت مدربة مع الأمم المتحدة في برنامج القادة الذي أقيم في تشرين الثاني الماضي بجنيف وسأشارك في الدبلوم القادم قريباً.

* - كيف تحافظين على مهنيتك؟
المصداقية هي سر استمرار الصحفي ودليل مهنيته الاعلامية إضافة إلى ذلك تطوير أدواتي الإعلامية والإطلاع على كل جديد في عالم الإعلام والصحافة .

*- من خلال مراحلك المتتابعة ماهو التخصص الذي بدا الأقرب إلى طموحاتك؟
عملت في الأخبار وفي البرامج وكلاهما محبب إلى فلبي, إلا أنّ البرامج وخاصة الحوارية أفضلها أكثر خاصة بعد الخبرة الإعلامية التي اكتسبتها وقدرتي على محاورة جميع الفئات الفنية والاقتصادية والسياسية , وهو ما اختبرته في برنامج دبي هذا الصباح حيث أستضيف يومياً ضيوفاً متنوعين من خلال جنسياتهم واهتماماتهم وتخصصاتهم .

*- كلما سُئلت إعلامية عن مَثلِها الأعلى تقول (أوبرا وينفري).. فهل نحن نفتقد الإعلامية النموذج؟
لدينا العديد من النماذج الإعلامية الناجحة في عالمنا العربي مثل الإعلامي “عمرو أديب” مقدم برنامج “القاهرة اليوم” والإعلامي اللبناني طوني خليفة والإعلامي اللبناني نيشان و”حمدي قنديل” رحمه الله الذي كان يقدّم “قلم رصاص” على قناة دبي في 2008 و السعودي “تركي الدخيل” مقدم برنامج “إضاءات” , لكن وكما يقولون ببساطة " أنتم تحبون الأجنبي " هههه , وبالتأكيد أوبرا وينفري أيقونة في النجاح والشغف لكثير من الإعلاميين المقبلين على المهنة

*- هل سرق العمل الإعلامي شيئاً من حياتك الخاصة؟
نعم بالتأكيد الإعلام شغف سرق وقتي واهتماماتي , مهنة الصحافة هي مهنة المتاعب لكن حبها يجعل العسير سهلاً كثيراً ما غادرت منزلي فجراً للحصول على سبق صحفي أو تأخرت بسبب مهام العمل وفي مواقف عديدة عرضت حياتي للخطر خاصة عندما كنت مراسلة لتلفزيون من دمشق وكنت أغطي الأحدث في المناطق الساخنة .

*- أمام هموم العمل.. ماهي هواياتك ؟
الرياضة هي شغفي الثاني بعد العمل الإعلامي , أحب ممارسة الرياضة يومياً ومن خلالها أفرغ قدر كبير من شحنات الضغط الذي نتعرض في يوميات عملنا .

*- هل لك اهتمامات رياضية؟
نعم كما ذكرت سابقاً أحب ممارسة الرياضة يومياً وهي عامل دعم نفسي وجسدي لي وأحب ممارسة اليوغا وبعض دروس الرقص .

*- من خلال خبرتك ماذا يحتاج شبابنا اليوم؟
يحتاج شبابنا اليوم الإصرار , والإطلاع أكثر , هم أكثر ذكاء إلكترونياً من جيلهم السابق إلا أنهم اعتادوا المعرفة السريعة وهذا ماتوفره محركات البحث إلا أنّ الكتب توفر ما هو أعمق وأكثر امتداداً .

*- ما رسالتك التي تحاولين إيصالها من خلال عملك؟
الإصرار يصنع النجاح , لن تفشل طالما لم تتوقف المحاولة, عملي كمذيعة كان حلمي منذ الطفولة حققته بالإصرار والعمل ورغم عراقيل عديدة واجهتها في حياتي المهنية إلا أنّ الإيمان بالنجاح كان يسّهل المشوار.
صفوان الهندي