أيمن سلامة : قوات الدعم السريع في السودان و التجربة المصرية


ما أن أعلن الجيش السوداني أنه أيد الاتفاق الإطاري لأنه يلزم بدمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني ، وتحركت كرة الجليد حتي أصابت هدفها اليوم السبت في الخرطوم وغيرها من أقاليم ومدن في السودان ، وأعلنت الاستخبارات السودانية قوات الدعم السريع " ميليشيات متمردة " .
طالب الجيش بدمج قوات الدعم السريع في جيش واحد وأن تكون هناك قيادة واحدة للجيش بعد الدمج ، كما طالب الجيش أيضا بإتباع شركات قوات الدعم السريع لوزارة المالية والإجراءات الحكومية المعروفة ، كما يشترط الجيش بأن يحدد تحركات وانتشار القوات وفق عملية الدمج.
في المقابل ، اتهم حميدتي قيادات في الجيش -لم يسمها- بالتخطيط للبقاء في الحكم وبأنها لا تريد مغادرة السلطة ، و أيد حميدتي الدمج، ولكنه يشترط بأن يتم وفق جداول زمنية متفق عليها ، وتشترط قوات الدعم السريع أيضا مساواة ضباطها في الامتيازات بنظرائهم في الجيش.
بات جليا أن عملية دمج قوات الدعم السريع السودانية هي حجر الزاوية و خط الأساس الرئيسي الذي انطلقت منه "رصاصة الغدر" كما وصمتها بيانات الجيش السوداني صباح اليوم السبت ، ولم يفطن المتحاربون في السودان ، في ذات الوقت ، إلي الخبرات الكثيرة المكتسبة التي احزتها منظمة الأمم المتحدة في دمج المحاربين السابقين أو الميليشيات المسلحة التي كانت تحارب الدولة .
خاضت الجمهورية العربية المتحدة ( سابقا) تجربة تكاد تكون مماثلة لتكوين قوات الدعم السريع في السودان ، حين أمر الرئيس جمال عبد الناصر بتشكيل ميليشيات الحرس الوطني 1962- 1968 ، وبالرغم من تسميتها بالقوات وهي ذات التسمية للدعم السريع السودانية ، لكنها من الناحية القانونية تعد ميليشيات مسلحة تابعة و داعمة للدولة ، وكما كانت قوات الحرس الوطني في مصر تابعة لرئيس الجمهورية ، أسبغ تشريع البرلمان السوداني عام 2017 تبعيتها لرئيس الجمهورية .
كانت هزيمة يونيو عام 1967 القشة التي قصمت ظهر قوات الحرس الوطني في مصر ، فضمن الخطة الكبرى لإعادة تشكيل القوات المسلحة المصرية وإعادة هيكلتهافي عام 1968 ؛ فقامت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بحل "الحرس الوطني " الذي ثبت اخفاقه بل وتغوله في الشأن الداخلي المدني المصري بسبب الامتيازات و الاستثناءات الخاصة التي منحتها الدولة لمنتسبيه ، فهل تفعلها السودان بمساعدة الشركاء من الدول والمنظمات الدولية وتقوم بحل ميليشيات الدعم السريع التي تحارب الجيش الوطني ؟ .