الجمعة 29 مارس 2024 01:12 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الفنانة التشكيلية أميرة عبدالعزيز تكتب: بوابة نصر قاهرة المعز

الفنانة التشكيلية أميرة عبدالعزيز
الفنانة التشكيلية أميرة عبدالعزيز

بسم الله الرحمن الرحيم
" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
صدق الله العظيم
والآن سَنُكمِلُ حديثنا عن أحد أهم أبواب قاهرة المعز.. جوهرة الشرق.. ألا وهو "باب النصر".
تعتبر بوابة النصر هي بوابة دخول الجيوش المصرية المنتصرة، تمتاز بأنها بوابة حجرية ضخمة محصنة شيدها القائد العسكري الفاطمي "جوهر الصقلي".
كما أَطلَقَ الوزير بدر الجمالي عليه لاحقاً إسم "باب العز"، وبرغم ذلك آثرَ سكان القاهرة الإسم الأصلي "بوابة النصر أو باب النصر"، والتي ظلت مستخدمة حتى يومنا هذا ولعل سبب التمسك بهذا أن الباب النصر كان بوابة دخول الجيوش المصرية المنتصرة، وقد قام بنقل هذا الباب بالإضافة إلى باب الفتوح من أماكنهم الأصلية بجوار زاوية القاضي لأماكنهم الحالية.
وتذكر السيرة الشعبية الخاصة بالملك الظاهر بيبرس أن هذا الباب كان البوابة التي دخل منها الظاهر بيبرس القاهرة لأول مرة في حياته.
بدأ البناء في بوابة النصر سنة (480 هـ/ 1087م)، وعليها نقش كتابي منحوت على الحجارة يسجل تلك السنة.
ويعتبر هذا الباب من أهم الآثار ذات الطبيعة العسكرية اللى بقيت في مصر من تلك الفترة التي حكم الفاطميون فيها مصر. وتمتاز البوابة بالزخرفة على الجناحين وجبهات الأبراج، والتي ترمز إلى النصر في جهود حملات حماية المدينة من الغزاة وبين جناحي البوابة يوجد باب ضخم عال تعلوه فتحة محاطة بإفريز يمتد ليحيط ببرجي الباب، نقشت عليه كتابات تذكر اسم من قام ببنائه (الخليفة المستنصر وأمير الجيوش أبو النجم بدر) وتاريخ البناء وفوق هذا الإفريز توجد فتحات المزاغل، ويوجد بالبوابة سلم حجري يصل لسطح البوابة، هذا السلم ذو تصميم يعتبر الأول من نوعه في تاريخ عمارة هذه الفترة، ويقود هذا السلم إلى الأبراج كما يقود لمجموعة من الحجرات التي تحتوي على أهم مجموعة من العقود الحجرية.
ويعد مقاس فتحة البوابة من الجهة الجنوبية ثمانيةِ أمتار ، وبعد أن يجتاز العابر منها إلى خارج الأسوار عشرةِ أمتار يتراجع جدار البوابة نحو الداخل مترا من كل ناحية ثم يتراجع مرة ثانية بعد ثلاثةِ أمتار ونصف المتر، من كل ناحية كذلك حتى تضيق فتحتها فتبلغ خمسةُ أمتار أو أقل قليلاً من ذلك، وهذا هو موضع مصراعي الباب الخشبي، ثم يتراجع الجدار نحو الخارج مرتين فى الجهة الشمالية وتتسع فتحة البوابة من جديد حتى تقرب من مقاسها عند بدايتها جنوباً.
بينما يبلغ طول ممر البوابة واحد وعشرون مترا، وهو مسقوف فى جزء منه بقبوة من الحجارة أسطوانية نصف دائرية وفى جزءٍ آخر بقبوةٍ متعارضة.
تَحفُ بالبوابة بدنتان ضخمتان، فى الواجهة الرئيسية من ناحية الشمال أي فى الجهة الخارجية عن سمت الأسوار وهاتان البدنتان مستطيلتا القاعدة يبلغ طول كل ضلع منها ثمانية أمتار وربع وهما بارزتان خارج البوابة وخارج الأسوار ويبلغ إرتفاع كل منهما وصولاً إلى القمة إثنين وعشرون مترَ تقريبا وينقسم هذا الإرتفاع إلى ثلاثة طوابق ويتراجع كل منهما تراجعاً خفيفاً عن الطابق الذى يدنوه.
أيضاً تتوسط واجهة الطابق الثاني سُرر وجامات زخرفيه بارزة منحوتة، أما البوابة نفسها فيعلوها عقد مغلق منفوخ وتتوسط حلق هذا العقد لوحة حجرية نُقِشت عليها ثلاثة أسطر من كتابة دينية بالخط الكوفي (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد رسول الله، وأخيراً كما يظهر فيها شعار الشيعة على ولى الله).
وقد قام نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر بتسمية هذه الأبراج من الجدار الشمالي على إسم الضباط الفرنسيين المسؤولين عن أمنها ولا تزال هذه الأسماء منحوتة قرب أعلى مستوى البوابات.
وأخيراً وليس آخرآ سأظل أقول بيقين أن القاهرة ستبقى تحمل ذاكرة شوارعها ومبانيها أسرار وحكايات مليئة بالدموع والإبتسامات والإنكسارات والإنتصارات التي لاتزال باقية ما بَقِيَ التاريخ وما بقيت الآثار.

09ed4cb2e96f.jpg
38a6dbbe451c.jpg
98ceec87fa56.jpg
e3d599f8210c.jpg
f70c79b5d5a5.jpg
اميرة/عبدالعزيز/باب/النصر