الثلاثاء 23 أبريل 2024 03:12 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي ياسر حمدي يكتب: ارحموا الأسرة المصرية!

النهار نيوز

كأمور كثيرة في حياتنا، تختلط مفاهيم العلاقة بين الرجل والمرأة، وخصوصًا تلك المتعلقة بالعلاقات الزوجية وواجبات ومسئوليات الرجل والمرأة داخل هذه العلاقات، على الرغم من أن العلاقة بينهما محسومة جدلًا في جميع الكتب السماوية، فأمر الله بأن تكون قائمة على المودة والرحمة بين الطرفين.

أخيرًا خرج علينا عدة تصريحات تتحدث عن أن المرأة في العلاقة الزوجية غير ملزمة بالرضاعة، وأنها غير ملزمة بأعباء المنزل، وأن الزوج ملزم بأن يأجرها على عملية الرضاعة، كما أنه ملزم أن يأتي لها بخادمة لتقوم بدلًا منها بمسئوليات المنزل.

جميعها تصريحات أرها مضرة جدًا بالأسرة وتهدم المجتمع، وخرجت من سيدات بارزات في المجتمع المصري، وكأنه تشكيل نسائي «لخراب البيوت»، فلا تكاد حادثة أو واقعة تمس الأسرة المصرية أو الحياة الزوجية حتى وإن بدت عادية أو مشكلة طبيعية، إلا وتراهن يبادرن بالتصعيد وعدم التهدئة بحجة حقوق المرأة.

البعض رأى أنهن وأمثالهن سبب رئيسي في إرتفاع نسب الطلاق والخلافات الزوجية، والحقيقة تسببت تصريحاتهن بالفعل في تمرد العديد من الزوجات على أزواجهن، وزادت معها معدلات الطلاق، وهي نتيجة حتمية لكثرة الخلافات بين أفراد الأسرة بسبب بث أفكار مشوهة في عقولهم.. وكيف لا، وجميع دعواتهن «التشكيل النسائي» تدعو لتمرد المرأة على زوجها، فلا تخدميه فلست جارية، ولا ترضعي أطفالك فلست مرضعة، ولا تعاونيه إن كنت عاملة، والطلاق أمر سهل وهكذا.

هذا التشكيل النسائي تناسين أن الواقع المصري مختلف جدًا، عن غيره، فالزوج يكد طوال يومه ليوفر النفقة لزوجته وأبنائه، وليس أقل من أن يجد تعاونًا بل ورعاية من زوجته له ولأبنائه، هذا ما ذكره الشرع ووصفه كما ذكرت بالمودة والرحمة.

المؤسف أننا شاهدنا حتى تجرؤ كبير من هذا التشكيل على الفتوى في الدين، للي عنق النصوص الدينية لمصلحة أفكارهن، وهو ما رد عليه كبار علماء الأزهر الشريف وأثبتوا خطأه الواضح، هذا التشكيل تشدق بقوانين كثيرة يشكو منها الآن الرجل والمرأة، وتمتلأ بسببه ساحات محاكم الأسرة بمئات الآلاف من القضايا.

بين الحين والآخر تخرج إحداهن بتصريحات مثيرة للجدل، لدس بعض الأفكار الهدامة في تفكير الزوجة، حتي أصبح الطلاق موضة منتشرة بكثرة الآن، متناسين أن المرأة بطبيعتها عاطفية وتتأثر بالأحاديث بسهولة، خاصةً مع كثرة إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي وإنتشارها بشكل كبير بجانب البرامج التلفزيونية التابعة للمرأة، والتي أتاحت ظهورهم وهن يتسلطن بالأحاديث والأفكار الشاذة غير المعتاد عليها في المجتمع والتي تهدف إلى هدم الأسر المصرية وخرابها.

جاءت الطبيبة هبة قطب، لما يتنافى مع عادات وأعراف الشارع المصري، وقالت، إنه لا يوجد سند شرعي أو قانوني يجبر المرأة على الإلتزام بالطهي لزوجها!.. ورأى البعض في ذلك تحريضًا مباشرًا للنساء على أزواجهن، لأن الزوج يريد امرأة تعينه وترعاه وتصبح مسؤولة عنه، وبحسب ما ذكرته في تصريحاتها أن بعض السيدات يشترطن على أزواجهن الطبخ زيهم تمامًا، وهذه التصريحات سبب مباشر لهدم البيت وزيادة معدلات الطلاق.

وخرجت علينا المحامية نهاد أبو القمصان، وهي عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ولكن يبدو أنها ترى الإنسان فقط في جنس المرأة، منذ فترة لا تتحدث إلا عن حقوق المرأة، ومؤخراً فجرت تصريحات تتنافى تمامًا مع طبيعة الأمومة الفطرية التي تمتلكها كل أم، فالأم بطبيعتها تعيش من أجل تربية أولادها، و لا منطق يقول إن المرأة يجب أن تتقاضى أجر رضاعتها لأبنائها، أو أنها ليست ملزمة أصلاً برضاعتهم، وأعتبر البعض تصريحاتها أيضًا تحريض للأم على عدم رضاعة أطفالهن، وتحريض متعمد ضد الزوج.

وغيرهن من أفراد التشكيل النسائي أمثال: «رضوى الشربيني التي تدعوا إلى الطلاق وتفتخر بطلاقها والزواج أكثر من مرة وتدعوا السيدات للتفاخر بالطلاق والزواج مرة واثنين وثلاث، ومفيدة شيحة منتقدة الرجال دائمًا»، وغيرهم من الذين يسعون دائمًا لبث السموم في أذهان الزوجات تجاه أزواجهن.

الملفت للنظر أن من أعتبر تصريحاتهن مريبة وهدامة وتدعوا لخراب البيوت عدد كبير جدًا من النساء، وصارت جميع مواقع التواصل الإجتماعي ممتلئة بالمنشورات من تلك السيدات الفضليات التي تدعوا إلى الحفاظ على القيم والمبادئ الإنسانية المتعارف عليها في العلاقة بين الأزواج، رافضين تمامًا لمثل هذه الدعوات، ويؤكدن على قيام الزوجة بواجباتها تجاه أسرتها حفاظًا على أعراف المجتمع المصري.

الحقيقة أن هذه التصريحات شديدة التطرف الفكري، فضلًا عن سطحيتها وطبقيتها وتضليلها لأطراف العلاقة الزوجية، فلا يخفى على أحد أن تلك العلاقات الزوجية أصبحت كثيرة المشكلات بسبب سوء الأحوال المعيشية التي يمر بها غالبية الأزواج، والناتجة عن أحداث كثيرة يمر بها العالم، لعل أخرها الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت في كل إقتصاديات الدول المتقدمة والنامية.

وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إرتفعت حالات الطلاق بنسبة 14.7% خلال العام 2021 مقارنة بالعام السابق عليه، فسجلت حالات الطلاق 245 ألفاً و777 حالة في شهر أغسطس الماضي، وهذا الرقم خطير جدًا، ويحتاج إلى وقفة خصوصًا أن مشكلات الطلاق يدفع ثمنها بالأساس أطفال لا ذنب لهم في الحياة، وهؤلاء الأطفال بدورهم حينما يكبرون ويأتي دورهم في الحياة ليكونوا أزواجًا وزوجات فإنهم وللأسف سيكون لديهم مفاهيم مشوهة عن العلاقة، ويأتون بدورهم بأجيال جديدة تدفع الثمن وهكذا.

يا سادة من فضلكم أتركوا الأسرة المصرية في حالها، كفاهم الهموم والمشاكل الطاحنة جراء الأزمة الإقتصادية العالمية، وقدموا النصائح للزوجات بدل من تحريضهم على أمور قد يتداركوها مع أزواجهم بالعقل والحكمة، ولا دعي من النفخ في النار بمثل هذه التصريحات الهدامة التي ينتج عنها مشاكل للطرفين لا حصر لها ويدفع ثمنها أخرون، أتركوا الأزواج والزوجات يحددوا شكل العلاقة الزوجية فيما بينهم، ويتفقون عليها في إطار المحبة والمودة والشراكة والرغبة الصادقة في إقامة حياة أسرية مستقرة.

الكاتب الصحفي ياسر حمدي الأسرة المصرية تصريحات نهاد أبو القمصان نهاد ابوالقمصان رضوى الشربيني مفيدة شيحة تشكيل نسائي لخراب البيوت خراب البيوت نسب الطلاق زيادة نسب الطلاق في مصر الطلاق مصر