أيمن سلامة : الكلية الحربية تحتفي بتخريج الدفعة 54 ملحقين دبلوماسيين

عَقدت الكلية الحربية أمس ليلة الزينة احتفالً بتخريج الدفعة رقم 54 للملحقين الدبلوماسيين، وذلك بعد إتمام دورتهم التدريبية بالكلية الحربية، بالتعاون مع معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية، و أكاديمية ناصر العسكرية العليا.
اللواء أشرف سالم زاهر
بدأ الاحتفال باستعراض ومناقشة البحث الجماعي للدورة، تلي ذلك عرض تقرير نجاح الدورة والموقف التدريبي الذي تضمن ما تم تنفيذه من برامج تدريبية وتأهيلية ومراحل إعداد بدني حصل عليه الدارسون خلال فترة تدريبهم بالكلية الحربية.
شرّف الاحتفال حضور وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي ، و السفير علاء حجازي مساعد وزير الخارجية ، و السفير وليد حجاج مدير معهد الدراسات الدبلوماسية ، و السفير الدكتور منير زهران رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ، والوزير المفوض عصام عاشور مدير إدارة السلك الدبلوماسى والقنصلى ، والدكتور محمود السعيد عميد كلية الاقتصاد و العلوم السياسية جامعة القاهرة ، والدكتور محمد مطاوع أستاذ الاقتصاد السياسي بالكلية .
ومن خلال مناقشة البحث الجماعي و الختامي للدارسين ، وقبل تخرجهم أمس ، فضلا عن الفيلم التسجيلي المبدع الذي عرضته قيادة الكلية الحربية للحضور الكريم ، تيقن الكافة دون أن يساورهم ثمة شك أن الكلية الحربية ليست محلاً لتطعيم الدارسين فيها علي فنون القتال وإعداد الرجال الأبطال و حسب ، ولكن الكلية الحربية معقلاً للتنوير و التثقيف دون زيف أو مبالغة أو تزييف .
لقد حرصت الكلية الحربية و معهد الدراسات الدبلوماسية لوزارة الخارجية و بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية علي أن يقوموا بإعداد أرقي البرامج التدريبية ، وبخاصة ، للدورات المتميزة ومنها علي سبيل المثال لا الحصر ، دورات إعداد الملحقين الدبلوماسيين ، ولم يقتصر البرنامج التدريبي لهذه الثلة المختارة من شباب مصر علي حقول المعرفة العسكرية و الأمنية و حسب ، ولكن استقدمت الكلية الحربية الثقات من الخبراء المحاضرين سواء أساتذة الجامعات أو السفراء أو القادة العسكريين و الأمنيين ، لينقلوا ما اكتسبوه من علوم المعرفة ، وحقول التجارب ، والتطبيقات العملية للدراسين في هذه الدورات .
جَليٌ أن الكلية الحربية بقيادة مديرها القائد الفذ اللواء /أشرف سالم زاهر - الذي رَفّعه أمس القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس جمهورية مصر العربية ، ليصير أول رئيس للأكاديمية العسكرية العليا – بذلت الغالي و النفيس من أجل تحقيق أعلي قياسات تعليمية وتدريبة في نيف وستة أشهر وهي فترة إعداد هؤلاء الدارسين ، لكن كانت تتابع تطور أدائهم ليل نهار وزارة الخارجية المصرية و علي مدار الساعة ، سواء قيادات الوزارة أو معهد الدراسات الدبلوماسية .
يوم بعد يوم، تثبت الكلية الحربية مصنع الرجال، ومعقد الآمال ومعين الأبطال أنها بوتقة الانصهار لرجال مصر وقادتها الأوفياء الأبرار، ومصدر الفخر، و مَعدن التِبر، و حاضنة البطولة، و مرآة الفحولة ، والذخر الذي لا ينفد ، و الفكر المتقد ، و حافظة العقيدة للأمة المصرية التليدة .
الكلية الحربية ، و الحجارة فيها تنطق و يدرك ماهيتها -الحربية - كل ذهن متفتق ، و الكلية الحربية لا نبالغ حين نزعم أن عَرق أبطالها شذي ، وتضحياتهم وبلا مشاحة أسمي المُنَي ، و الكلية الحربية ليست مدرسة ولا معهد ولا كلية بل هي مصر الأمصار ، و صنو الشرف والمجد و الفخار ، والكلية الحربية ، أيضا ، ليست عين من الأعيان ولا مجرد حقبة في زمن من الأزمان ، فالحربية شاهد علي العصر بل شاهد علي الجيش المصري العر مرم الأغر ، والكلية الحربية ليست نسقا من الأنساق و لا إجماعا أو وفاق ، لكن الكلية الحربية هي الحقيقة المجردة، و الصحيحة الساطعة ، و الشمس التي تهوي إليها كل النفوس ولِمِ لا وجيش "رمسيس" فاق و جاوز وسبق جيش البسوس .
لقد أثبتت الكلية الحربية أمس من خلال تخريجها للدفعة 54 ملحقين دبلوماسيين ، أن الكلية ليست مجرد دبابة أو مدفع أو مدرعة أو طائرة، بل هي الصفوة الماهرة، و النخبة الباهرة، والقيادة الذاخرة، والقدرة المقتدرة الجبارة القادرة .
هنيئا للكلية الحربية وقائدها المُظفّر اللواء أركان حرب / أشرف سالم زاهر وأركانه الأشداء النواب والمستشارون و هيئة الكلية العظيمة بالحدث المهيب ، الذي لا يدنو عن تحقيق الكلية الحربية هذا العام رباعية الجودة العالمية و هو الإنجاز ، بل السبق ، الذي لم تحققه واحدة من آحاد الهيئات و المؤسسات والمنشئات المصرية قاطبة .
هنيئا أيضا لوزارة الخارجية المصرية المدرسة العتيدة للدبلوماسية والمؤسسة التليدة الذاخرة بكل قيم الوطنية ، بتخريج أبطال جدد يمثلون الوطن أروع تمثيل ، ويمثلون إضافة عظيمة للخارجية المصرية .
وختاما، أدعو كافة المؤسسات و الهيئات و الإدارات الحكومية في الوطن المُفدى أن توجه قبلتها شطر هذه المنارة، وتقوم بأهم زيارة ، فتري المُحال حقيقة، و تُشَنِف آذانها بزئير الطلاب ليل نهار ، يصيحون الواجب : شعاراً ، و الشرف : فخاراً ، و الوطن : اقتداراً ، وتدرك أن الجيش الصنديد هناك في البر و الجو و البحر و كل الأفلاك .