الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب: عبدالرحيم منصور و”المعذوبين بالفن”

تهل علينا هذه الايام الذكرى ال"٣٨"لرحيل الشاعر الكبير عبدالرحيم ،منصور احد ابطال حرب اكتوبر المجيدة الذي حارب بسلاح الكلمة فمنحه الرئيس الراحل انور السادات رتبة "الرائد العسكرية" ووسام عسكري
وانتقل المغفور له بأذن الله الي الرفيق الاعلى يوم 28 يوليو 1984،وابلغني استاذي لويس جريس بخير وفاته ونحن في مطار سان خوزية في طريق عودتنا الي لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا الاميركية لعلمه بصلة القرابة التي تربطنا.
والأستاذ لويس جريس هو من اكتشف عبقرية عبدالرجيم منصور الشعرية اثناء جولته فى الجنوب المصرى لأكتشاف المواهب لتقديمها فى مجلة صباح الخير تحت عنوان (المعذوبن بالفن)
وبدأ شاعرنا عبدالرحيم منصور ومعه مجدى نجيب والأبنودى وسيد حجاب فى بث اشعارهم العامية عبر الاذاعة وكان الناس يعشقون هذا النوع من الشعر الذى اصبح على كل لسان وخصوصآ البسطاء لأنه كان يستخدم لغة حياتهم اليومية التى تشكل تعاملاتهم ومشاعرهم
وكتب في شهادة الفخر التي حصل عليها من الرئيس السادات مع الرتبة والوسام"في الوقت الذي كنا نسمع فيه أصوات المدافع وازيز الطائرات ، كنا نسمع ايضا من يشد من أزر جنودنا اثناء العبور لمواصلة النصر"
.واشهر واول اغانيه "بسم الله.. الله أكبر" والذي استلهما من صيحة رجال العبور "الله أكبر" ولحنها الموسيقار الخالد بليغ حمدي في مبنى الإذاعة والتليفزيون، وغنتها المجموعة، وكانت أول أغنية أذيعت في ذلك الوقت.
وفي الساعة الخامسة فجر 7 أكتوبر انتهى عبد الرحيم منصور من كتابة اغنية “وانا على الربابة بغنى " ولحنها على الفور “بليغ حمدى” وغنتها “وردة ( المصرية ) الجزائرية بعدما كتبا إقراراً بتحملهما كافة مصاريف الموسيقين والكورال، وعند وصول قائد الفرقة الماسية الراحل أحمد فؤاد قام بإبلاغ مسؤول إنتاج الإذاعة المصرية الأستاذ وجدي الحكيم أن جميع الموسيقيين والكورال متبرعين بأجرهم بالكامل وسيسجلوا الأغنية بدون أجر، والإذاعة قدمت فقط الأستوديو لتسجيل الأغنية.
واغنية “وانا على الربابة بغنى" تعتبر تحولا كبيرا فى تناول الأغنية الوطنية و خاصة المتعلقة بأحداث الحروب ولأول مرة لا نسمع الحنجرة العالية و اللهجة الصارخة المباشرة المهاجمة دوما و لكن وجدنا أغنيه أقل ما توصف به أغنية حرب ناعمة صادقة تحاول إيصال رسالة فى غاية الأهمية لجنودنا البواسل على الجبهة بأن أهليكم إن لم يجدوا ما يقدمونه لكم فيكيفهم أن يغنوا لكم و لمصر ليشدوا أزركم “: ولحنها بليغ حمدي وغنتها الراحلة وردة الجزائرية.
وانا على الربابة بغنى
مملكشى غير إنى أغنى وأقول
تعيشى يا مصر.. حلوة بلادى
السمرة بلادى .. الخضرة بلادى
اما أغنية "عبرنا الهزيمة" استلهم عبدالرحيم كلماتها من عنوان مقال كتبه الأستاذ توفيق الحكيم ولحنها الموسيقار بليغ حمدي وغنتها الفنانة الكبيرة شادية وأذيعت خلال معارك أكتوبر 1973م.
عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة .. باسمك يا بلادي تشتد العزيمة
باسمك يا بلادى عدينا القنال .. باسمك يا بلادي خطينا المحال
باسمك يا حبيبتي هاسمى الحرية
باسمك يا حبيبتى هاسمى النضال .. هاسمي الشجاعة واسمي الآمال
عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة .. باسمك يا بلادي تشتد العزيمة
باسمك يا بلادي عدينا القنال .. باسمك يا بلادي خطينا المحال
باسمك يا حبيبتي .. خطينا المحال ..ناديتي يا حبيبتى لبينا الندا
أمرتى يا حبيبتي ردينا على العدا .. طلبتى وقلنا امرك كلنا فدا
باسمك يا حبيبتى .. مصر يا حبيبتي ..خطينا المحال
وعلى هذه الشاكلة جاءت أغنية "يا ام الصابرين" للمطربة شادية من كلمات عبد الرحيم منصور وألحان بليغ حمدي،لتستنهض الهمم مرة أخرى وتتغنى بالصبر وقوة الإرادة التي يتميز بها المصري الصميم، ولتبين عن معدنه النفيس، الأغنية تقول في مطلعها:
يا ام الصابرين .. تهنا والتقينا
يا ام الصابرين .. ع الألم عدينا
يا مصر يا أمنا .. يا مصر يا ارضنا
يا مصر يا حبنا .. يا مصر يا يا يا عشقنا
مشينا و جينا .. للأمل عدينا
يا ورد الحرية .. يا مضلل علينا
ومن الأغاني الوطنية التي صورت لحظة صحوة المصري من رقدة اليأس بعدما هل نصر أكتوبر 73، أغنية "قومي يا مصر" التي غناها عبد الحليم حافظ ولحنها بليغ حمدي وكتبها عبد الرحيم منصور، وتقول الأغنية في مطلعها:
قومي إليكي السلام يا أرض أجدادي..
عليكي منا السلام يا مصر يا بلادي..
مصر مصر قومتي يا مصر..
وبعد النصر وبعد الليل جاي النصر..
قومتي يا مصر قومتي يا مصر..
وعدي ولدك ورفع علمك..
جابلك فرحك طيب جرحك..
ولعل عبدالرحيم منصور من اروع من كتب قصيدة عن الام وغنتها المطربة العملاقة شادية ولحنها جمال سلامة وتقول كلماتها :
أمي حبيبتي يا أمي
ضميني دوبيني غرقيني في الحنان
خديني طهريني و اغسليني من الأحزان
يا أصل الكون يا طاهرة يا جنة الإنسان
الدنيا ما تسوى حضنك و لا يسواش الزمان
أنا في حضنك يا أمي بأحس بالأمان
أيوه بأحس بالأمان
قوليلي و طمنيني عن رحلة الطريق
دفيني و نوريني بكلامك البريء
يا بحر الحلم الواسع يا سفينة النجاة
لولاك ما يبقاش معنى ولا نبض للحياة
مشواري بدايته انتِ و انتِ منتهاه
أيوه منتهاه
نادي لي شاوري ليا اهمسيلي بالعيون
تلاقيني بين ايديك نغم دافي حنون
يا نغم من القلب طالع مع طلعة النهار
يدعيلنا بالسلامة و يهون المشوار
مهما بنكبر ياأمي لسه في عينكي صغار
أيوه لسه في عينكي صغار