الخميس 25 أبريل 2024 11:50 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

عند مفترق الطرق

الكاتب الصحفي محمد حسين: أين أنت يا آمال؟!

الكاتب الصحفي محمد حسين
الكاتب الصحفي محمد حسين

أثق تماما أن كل من عرفها أو أقترب منها ، يشعر بإفتقادها كثيرا ويتوق إلى رؤيتها ، وتشمم عطرها الدائم ،الذى كان يعلن عن حضورها ، قبل أن تلوح أمام الناظرين ، تمشى بقامتها السامقة مثل ملكة < إغريقية > ، تحرسها آلهة الجمال والأناقة المتناهية والإحترام والشموخ ، والرقى الإنسانى والمهنى ، تمنح إبتسامتها الآسرة للجميع فى تواضع ومودة بالغين .

لم تعد تأتى إلى < الأهرام > بيتها الكبير ، غابت بفعل الزمن الذى يطوى الصفحات بقسوة ، بعد أكثر من نصف القرن من العمل الصحفى ، كانت فيه عنوانا مضيئا وشريفا على الصحافة المستنيرة الحقيقية .
< آمال بكير > ليست مجرد كاتبة صحفية محترفة ، إنها أكبر من ذلك بكثير ، هى عصر ذهبى كامل من الثقافة والفنون الرفيعة ، لم يعد له وجود ، وتاريخها معلوما بالضرورة لكل من عمل فى بلاط صاحبة الجلالة ، وهو تاريخ وطن قبل أن يكون تاريخا ذاتيا ، كانت شاهدة فيه على إنتصاراته الكبرى ، وأحلامه وهزائمه وإنكساراته ، وتراجع مشروعه المهم فى بناء نهضة ثقافية وفنية ، تليق بمصر الحضارة .
كنت من المحظوظين جدا ، عندما تقاطعت أولى خطواتى المهنية فى < الأهرام > ، مع السيدة الكبيرة <آمال بكير > ، فقد تعلمت منها كثيرا فى الصحافة والحياة ، ولا أنسى عندما أبديت لها عن ملاحظة على عنوان لخبر فى الصفحة الأخيرة ، التى كانت ترأسها لسنوات طويلة ، إنها ابتسمت وقالت لى : < أنا أعمل فى الصحافة قبل أن تولد > ، ثم أخذت بملاحظتى وقامت بتغيير العنوان .
هناك مالا يعد ولايحصى عن مآثر هذه السيدة ، صحفيا وإنسانيا ، ويكفى إنها كانت تحرص على أن تتيح لنا فرصا دأئمة ، لإرتياد المسارح والمعارض التشكيلية والفعاليات الثقافية ، إيمانا منها بأن الصحفى يجب أن يتذوق الفنون ، للإرتقاء بحسه المهنى والإنسانى.
لم يتمتع أحدا عمل بالوسط الصحفى الفنى ، بتلك المكانة التى كانت لها ، والاحترام الذى كان يكنه لها جميع الفنانين ، على مختلف اجيالهم ومكانتهم .
أفتقدك بشدة ياسيدتى ، وأنتظر عودتك بإشتياق ، راجيا ان تكونى دائما فى خير وسلام ، وآمل أن لا تنسى وعدك لى ، بأن احصل على سيارتك المفضلة " الفولكس فاجن" حين تستغنى عنها ، ولكن مثلك ياسيدتى لايعرف التفريط فى شئ أحبه ، كما أن مثلك لايمكن نسيانه أو التفريط فيه .
ليتك تعودى ياسيدتى ، فما أقسى غيابك .

# فى الختام .. يقول نزار قبانى :
< ياسيدتى ؛
أحبك وأقفل القوس
لا أستطيع أن أحبك أكثر >.

814361b0c880785a80f821d38e26642f.jpg
b9cb4449e3e25bbe12d680ccfe1d2c48.jpg
اماب/بكير/حسين