الشاعرة ندى وردا أوراهم تكتب : مكانتي


كقبلة العشاء الأخير
حين سلّم يهوذا بها
سيّدَهُ النّاصري
سلّمتني أنتَ إلى قدري
و حرّرتني من قدرِك..
تركتَ روحي تنزف و تنتفض
و تشقّ الأرضَ كالجُلجلة
بقبلة على جبيني ..
ودّعت أحلامي المسافرة
و بدأتَ تُحارب طواحينَ الهواء
و تنفخ في شراييني حماقاتِك
كبلّورٍ تصنعه و تقتنيه
ثمّ تُسقطه سهواً
ليصلكَ صوتُ ارتطامي
أتذكر ذاك الصّليب المعلّق
في جِيدي ..
أنا التّي راهنتُ عليكَ أمامَه
تحدّيتُ الأعرافَ و شرقيّة القبائل
ثمّ بعدها خسرتُ الرّهان ..
من خميرةِ القمحِ صنعتُ غرامي
علّه يكبر و بالعشقِ يُثقلك
تكابرتَ أنت و خسرتني
و ربحتُ أنا نفسي ..
سيأتي يومٌ أشكر الله فيه
على نعمةِ النّسيان ..
و أنّني أقنعتكَ سلفاً
بأنّي امراة مكانتها بين كفوف الرّاحِ
و ليس في كفّ الميزان…