الخميس 9 مايو 2024 02:40 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي ياسر حمدي يكتب: المسؤول ذو الضمير

الكاتب الصحفي ياسر حمدي
الكاتب الصحفي ياسر حمدي

لو صلح حال كل مسؤول في منصبه، وأصبح الضمير هو المسيطر على كل عامل وموظف في هذه الدولة، وراعى كل ذي منصب مصلحة الجمهور المتردد عليه كما يراعي مصالحه الشخصية، وعلم أن مكانه يحتم عليه تسخير كل ما في وسعه من أجل خدمة المواطنين، لصارت مصر في مصافي الدول الكبرى المتقدمة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، لكن للأسف هنا نجد النقيضين معاً، وهذه معضلة كبيرة جدًا، لأن معدومي الضمير كثر، وهم سبب ما نحن فيه الآن.

والحقيقة المؤكدة أن هناك بعض المسؤولين ذو الضمير اليقظ، ينحتون في الصخر، ويجتهدون عرقًا من أجل مصلحة الوطن والمواطن، وأينما وجدوا يتحول المكان بإدارتهم الحكيمة وإخلاصهم وتفانيهم في عملهم إلى نموذج مشرف، ومكان يحتذى به في تقديم أفضل الخدمات للمواطنين بسهولة ويسر، ودائمًا ما تجدهم ناجحين محبوبين متقدمين عن غيرهم في أي موقع أو منصب يشغلونه، لكنهم للأسف قلة بسيطة جدًا في هذا المجتمع.

العقل والرزانه صفاتهم، والوعي والحس الوطني حليفهم، وروح القانون نصب أعينهم، لذا لا تجد في مصالحهم الحكومية أو إدارتهم أو أماكن عملهم مهما كانت طبيعتها أو حجمها أي مشكلة من أي نوع، نظرًا لفهمهم الواقع الذي يعيشونه، ويقينهم بأن مصالح المواطنين يجب أن تقضي بإتقان، لأن في ذلك تقدم ورقي لوطنهم الغالي.

يوم الأربعاء الماضي تأثرت السيدة صفاء بحادث مروري كان سببًا في دخولها المستشفى على الفور، نظرًا لوجود نزيف داخلي بالبطن، مع كسور عدة في ساقيها، والمؤلم هو وفاة الشخص الذي أصطدم بها بدراجته البخارية «موتوسيكل»، وهي عائدة هي وزوجها البسيط الحال من زيارة لأخته.

سيارة الإسعاف أخذت الست صفاء إلى مستشفى ناصر العام بشبرا الخيمة، والتي يترأسها الدكتور محمد ناجي، صاحب الخبرات والخلق العالي، وعلى الفور تم عمل الإسعافات الأولية بقسم الطوارئ لتشخيص الحالة، وبالطبع جرت لها الفحوصات اللازمة لاكتشاف وتشخيص حالتها، بعكس ما يحدث وما نرى في كثير من مستشفياتنا الحكومية، التي بات يقين في أذهان المواطنين أن الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود.

هذا هو حال الكثير من المستشفيات الحكومية، خدمات متدنية، وإهمال جسيم، وعجز في الاسره، ونقص في الأطباء، وتشخيص خطأ، وقوائم إنتظار، وفي الغالب لا تجد غرف رعاية مركزة، وغيرها من المخاطر الصحية التي باتت تهدد صحة وسلامة المواطنين، لكن دائمًا ما تجد شعاع نور يخرج من بين الظلام ليدفعنا نحو الأمل الذي نعيش من أجله.

وبالعودة لحالة السيدة صفاء التي دخلت على الفور غرفة العناية المركزة، لسوء حالتها الصحية والتي شخصت بقطع في جهاز الطحال، وهو جهاز دموي متصل بالعديد من الأوردة الدموية بالجسم، فقد نزفت كثيرًا، الأمر الذي جعل نسبة الهيموجلوبين منخفضة جدًا، وعليه لا بد من تعويضها ما فقدته من نزيف عن طريق نقل دم وصفائح البلازما والدم، لكن بأعداد وكميات ضخمة.

إدارة المستشفى بذلت ما في وسعها لإنقاذها وعمل المستحيل من أجل شفائها، ونظرًا لقرب هذه المستشفى العام من الطريق الدائري والطريق الزراعي دائمًا ما تجدها مقتظة بالعديد من حوادث الطرق كحالتها، وهنا كانت المشكلة، حيث النقص في أكياس الدم والبلازما والصفائح الدموية، ولأنها تنزف نتيجة إصابة الطحال بقطع فكان لابد من نقل دم كثير لها مع صفائح الدم والبلازما لهبوط نسبة الهيموجلوبين بدرجة عالية، وللأسف اضطرت الإدارة إلى طلب البعض من هذه الأكياس والصفائح لشرائها من الخارج، وزوج المريضة الذي لا حول له ولا قوة.

الزوج يعمل باليومية ولا يستطيع شراء ما طلب منه، لكن هنا يأتي دور «المسؤول ذو الضمير»، هاتفني الزوج عن طريق أحد الأصدقاء وأخبرني بالحالة، وبمجرد الإنتهاء من المهاتفة، تحدثت هاتفيًا مع الدكتور «خالد جمال الخطيب»،وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، وهو ذاك المسؤول الذي أتحدث عنه، على الفور خاطب المستشفى وأرسل لها كميات كبيرة من أنواع فصائل الدم المختلفة من بنوك الدم بالمحافظة، وظل يتابع الحالة عن كسب.

وعندما تحدثت مع أحد الزملاء الصحفيين المسؤول عن تغطية الأحداث الصحفية بوزارة الصحة عما بادر به الدكتور خالد جمال، أكد لي أنه من المسؤولين الناجحين المتفوقين في كل منصب شغله، ومن أصحاب الخبرات العالية، ومخلص بدرجة كبيرة جدًا في عمله، ومتفاني في خدمة المواطنين، ولديه شعور واعي بالواجب تجاه الوطن، ومنذ تقلده منصب وكيل وزارة الصحة بالقليوبية لا يجلس على مكتبه، فهو دائم الزيارات المفاجئة على كل مستشفيات المحافظة، لرصد أي قصور أو مخالفة لتذليل العقبات أمامها، ومعالجة القصور وإن تطلب الأمر منه أن يعالجه بروح القانون.

حالة وكيل وزارة الصحة بالقليوبية حالة فريدة من نوعها ومثال يحتذى به، ومثال ناجح لمسؤول عايز يبني البلد بجهد وكفاح وعرق، وتؤكد أن هناك أمل كبير وتفاؤل في بناء الجمهورية الجديدة التي أرسى قواعدها الرئيس السيسي، ويسعى جاهدًا لإستكمالها بالتصور والأهداف التي حددها، كي تصبح مصر أم الدنيا بالمعنى الحقيقي، والسؤال: هل سنجد أمثال عدة للمسؤول ذو الضمير مثل الدكتور خالد الخطيب؟ وخصوصًا في مجالي الصحة والتعليم!.

المسؤول ذو الضمير الكاتب الصحفي ياسر حمدي الاهمال الطبي المستشفيات الحكومية الدكتور خالد الخطيب وكيل وزارة الصحة بالقليوبية