الجزائر-الكاميرون.. خطوة تفصل الخضر على مونديال قطر


يستعد المنتخب الوطني الجزائري لخوض واحدة من أهم مبارياته في التاريخ، عندما يواجه منتخب الكاميرون، ليلة اليوم الثلاثاء، في تصفيات كأس العالم 2022. وكان المنتخب الوطني قد حقق فوزا ثمينا على الكاميرون بنتيجة 1-0، الجمعة الماضية، على ملعب جابوما بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، في ذهاب الجولة الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2022 عن قارة أفريقيا. وفي الوقت الذي عاد رفقاء بلايلي بفوز تاريخي من ملعب جابوما أنهى شبح الأسود غير المروضة مثلما سمح بفك عقدة ملعب جابوما ناهيك عن محو نكسة “الكان”، فإن التحدي سيكون كبيرا في ملعب تشاكر بغية تأكيد فوز الذهاب بنتيجة مقنعة تسمح بالتواجد في المونديال من أوسع الأبواب، وهو الأمر الذي جعل الطاقم النفي يحرص على إعطاء الأهمية للجانب النفسي بغية تحفيظ لاعبيه على أخذ الأمور بجدية وتفادي كل أشكال الغرور، وفي مقدمة ذلك نسيان نتيجة الذهاب والتركيز بشكل مباشر على موقعة البليدة، بدليل تصريحات بلماضي التي اتسمت بالكثير من الحزم والواقعية حين قال بأن هناك معركة أخرى يجب كسبها في ملعب البليدة، وهو ما يؤكد آليا ضرورة التفاوض مع موعد اليوم من موقع جيد وبعيدا عن كل الأحكام المسبقة، وهو نفس الكلام الذي ذهب إليه القائد رياض محرز الذي أوضح بأن المنتخب الوطني لم يتأهل بعد، ما يفرض التعامل بجدية مع مباراة اليوم.
شوط ثان في البليدة لا يقل صعوبة عن الشوط الأول في الكاميرون
لا يزال هناك شوط ثانٍ لا يقلّ صعوبة عن الشوط الأول، يفرض على جمال بلماضي اعتماد الخيار السليم من الناحيتين الفنية والتكتيكية، بين اللعب بذات الشكل أو العودة إلى الطريقة المعهودة 4/3/3، وخصوصاً في ظل غياب رامي بن سبعيني المعاقب، والإرهاق الذي نال من اللاعبين بسبب الجهد المبذول في دوالا. إضافة إلى الضغط الكبير الذي سيعيشه في ملعب البليدة الذي لم يسبق أن خسر فيها عبر التاريخ. هي معطيات وأرقام تكرسها أرض الميدان ومدى تركيز اللاعبين والتزامهم لتحقيق حلمهم في التأهل إلى المونديال، عودة الروح كانت كلمة السر في صفوف المنتخب الجزائري الذي نهض من ذات الملعب الذي سقط فيه قبل شهرين، والحفاظ عليها وعلى برودة الأعصاب مع التركيز الجيد سيكون مفتاح التأهل في ملعب "البليدة" اليوم الثلاثاء أمام منتخب كاميروني جريح سيكون شرساً وقوياً دون شك.
تغيرات طفيفة على التشكيلة الأساسية "للخضر"
يستعد المدرب الوطني لـ "محاربي الصحراء"، جمال بلماضي، لإجراء بعض التغييرات الطفيفة على التشكيل الأساسي المتوقع دخوله مباراة الكاميرون الثانية، مع الإبقاء على الحذر التكتيكي والدفاعي، الذي ميّز طريقة لعب "الخضر" في مواجهة الذهاب، وسيكون بلماضي مضطرا إلى الاعتماد على اسم جديد في منصب الظهير الأيسر، في ظل غياب اللاعب الأساسي، رامي بن سبعيني، نجم نادي بوروسيا مونشغلادباخ الألماني، بداعي العقوبة لتراكم البطاقات، بعد أن تحصل على بطاقة صفراء في لقاء الذهاب. جمال بلماضي يكون ثد استقر على إشراك مدافع نادي فالفيك الهولندي، أحمد توبة، في مكان رامي ن سبعيني، لأنه يملك أفضلية فنية على حساب الوافد الجديد، يوسف لعوافي.
بلماضي يجري تعديلا على خطته
ويرتقب أيضا أن يجري بلماضي تعديلا على خطته، فبعد أن أشرك ذهابا ثلاثة مدافعين في المحور، جمال بلعمري وعبد القادر بدران وعيسى ماندي، سيتخلى بنسبة كبيرة جدّا عن بدران في لقاء اليوم، من أجل إشراك لاعب جديد في خط وسط الميدان، والذي قد يغادره رامز زروقي هذه المرة بعد مشاركته المتواضعة في مواجهة الذهاب. وعلى عكس خطي الدفاع والوسط لن يجري بلماضي، حسب العديد من المحللين، أي تغييرات على خط الهجوم، باعتماده مرة أخرى على الثلاثي رياض محرز ويوسف بلايلي وإسلام سليماني، لكن بأدوار هجومية أكثر لمحرز وبلايلي، بعد أن تقيّدا بالأدوار الدفاعية ذهابا.
أوجه تشابه متعددة بين فاصلتي “الخضر” في مونديالي 2014 و2022
ارتبط تأهل “محاربي الصحراء” إلى كأس العالم في آخر مناسبتين عامي 2010 و2014 بلعب مباراتين فاصلتين، في حين فوّتوا فرصة المشاركة في مونديال 2018 بروسيا بعد اعتماد نظام تصفيات مغاير، وسيكون المنتخب الوطني معنيا بخوض الدور الفاصل مرة أخرى الشهر المقبل بطموحات كبيرة وبتشابهات واضحة مع آخر مونديالية فاصلة له سنة 2013، ولعل أبرزها أن المنتخب الجزائري خرج من الدور الأول من بطولة كأس إفريقيا للأمم عام 2013 بجنوب إفريقيا، وهو نفس الشيء الذي حدث في نسخة الكاميرون 2021 (تأجلت إلى عام 2022 بسبب مخلفات جائحة كورونا)، وفي كلتا النسختين سجل “الخضر” نتائج مخيبة للآمال عرضتهم للكثير من الانتقادات من قبل الجماهير ووسائل الإعلام، واكتفت الجزائر خلال نسخة 2013 بقيادة المدرب البوسني، وحيد خاليلوزيتش، بحصد نقطة واحدة من ثلاث مباريات، بعد هزيمتين أمام تونس (0ـ1) والطوغو (0ـ2) على التوالي، وتعادل أمام كوت ديفوار بـ(2ـ2)، وهي نفس حصيلتها النقطية عام 2022 تحت قيادة جمال بلماضي، بعد تعادل سلبي (0ـ0) أمام سيراليون، وهزيمتين أمام غينيا الاستوائية بـ(0ـ1) وكوت ديفوار (1ـ3).
الكاميرونيون متشائمون قبل مواجهة "الخضر"
أجمعت عديد الصحف الكاميرونية الصادرة، الاثنين، في العاصمة “ياوندي” على استحالة عودة منتخب بلادها بتأشيرة كأس العالم من الجزائر، عقب الخسارة في لقاء الذهاب أمام المنتخب الجزائري بهدف دون رد، الجمعة، على ملعب “جابوما” في مدينة “دوالا”، معتبرة أن قضية تأشيرة المونديال فصلت لصالح “الخضر” في لقاء الذهاب. ولم تختلف الصحف المحلية في ياوندي في توقعاتها بنتيجة لقاء الإياب الذي سيجري اليوم الثلاثاء على ملعب “مصطفى تشاكر” في البليدة، مستبعدة تحقيق أشبال ريغوبير سونغ نتيجة تسمح لهم بالتأهل إلى العرس الكروي العالمي القادم في قطر، حيث أكدت “أكتي كاميرون” أن ما يحدث داخل بيت المنتخب انعكس سلبيا على نتائج المنتخب الأول، سواء في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، بسبب الصراعات الداخلية، قبل أن تطفو على السطح قضية إقالة البرتغالي أنطونيو كونسيساو عن رأس العارضة الفنية للمنتخب الكاميروني بداية الشهر الحالي وتعويضه بالدولي السابق سونغ.
القنوات الناقلة لمباراة الجزائر والكاميرون
سيتم نقل المواجهة المونديالية الفاصلة بين منتخبي الجزائر والكاميرون، على قناتي التلفزيون الجزائري الرسمي، الأولى والسادسة، والتي يمكن التقاط بثها على الأقمار الصناعية "نايل سات" و"عرب سات" و"يوتلسات". وبإمكان الجماهير المهتمة بمتابعة هذه القمة الكروية مشاهدة المباراة عبر قناة "ليكيب" الفرنسية على القمرين الصناعيين "أسترا" و"هوتبيرد"، فضلا عن منصة الاتحاد الدولي لكرة القدم على "يوتيوب"، وهي نفس القنوات والمنصات التي نقلت مباراة الذهاب أيضا.
المواجهة رقم 11 بين المنتخبين
التقت الجزائر والكاميرون في 10 مباريات باحتساب اللقاءين الوديين اللذان عرفا فوز الجزائر (4-0) سنة 1995 بالغابون وتعادل (0-0) ثم فوز الجزائر بالضربات الترجيحية (6-5) سنة 1991 بداكار. وبخصوص المواعيد الرسمية، التقى المنتخبان الجزائري والكاميروني لأول مرة يوم 14 مارس 1984 بمدينة بواكي الايفوارية لحساب الدور نصف النهائي من كأسإفريقيا. بعد التعادل (0-0) عادت الكلمة الاخيرة للكاميرون بضربات الترجيح (5-4). وقد ضيع القائد محمود قندوز الركلة الترجيحية "للخضر" آنذاك. سنتان بعد ذلك وبالضبط خلال كان-1986 بمصر حقق الكاميرون الفوز بنتيجة 3 - 2 لحساب دور المجموعات. ثالث مواجهة رسمية لعبت يوم 15 فيفري 1998 بمناسبة كأس إفريقيا التي جرت ببوركينافاسو، وفاز الكاميرونيون مجددا بواقع (2-1). اللقاء الرابع خلال كان-2000 بغانا ونيجيريا عرف تغلب الكاميرون أيضا على الجزائر (2-1) في الدور ربع النهائي. وفي كان 2004 بمدينة سوسة التونسية تعادل الفريقان (1-1) لحساب الدور الأول من كأس إفريقيا للأمم-2004. المواجهة الخامسة بين المنتخبين كانت عام 2016 حيث فاز الكاميرون (2-0) في مباراة الإياب لمونديال-2018 بروسيا بعد انتهاء مباراة الذهاب بالبليدة بالتعادل (1-1). وتعود آخر مواجهة بين المنتخبين الى 25 مارس الجاري حيث فاز "الخضر" في موقعة الذهاب للدور الفاصل المؤهل للمونديال بهدف نظيف سجله هداف "الخضلر" اسلام سليملني. وخلال هذه المباريات، سجل الهجوم الجزائري 7 أهداف بينما تلقت شباكه 11 هدفا.
هدف سليماني سيكون وزن في حسابات التأهل
عكس ما هو معمول به في القارة العجوز، خاصة في الكؤوس الأوروبية للأندية، وعلى رأسها رابطة أبطال أوربا، حيث صار الهدف خارج الديار لا معنى له في حالة التساوي في النقاط والأهداف، وهذا بداية من الموسم الكروي الحالي. فإن الأمر مازال مختلفا في البطولات التي يشرف عليها "كاف"، على الأقل خلال مباريات السد الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم في قطر، وبالتالي الهدف الذي سجله سليماني هناك في جابوما، سيكون له أثر كبير معنويا وخاصة في الحسابات في مباراة العودة.
محرز يهدد عرش مواطنيه بلومي وماجر
يملك محرز فرصة ذهبية لمعادلة رقم أسطورتي كرة الجزائرية لخضر بلومي ورابح ماجر، في عدد الأهداف المُسجلة مع المنتخب الوطني الجزائري. ويحوز مهاجم نادي مانشستر سيتي محرز في سجله التهديفي، 26 هدفا بألوان "الخضر" إلى حد الآن، بفارق هدفين عن مواطنيه بلومي وماجر، اللذان سجلا 28 هدفا في مشوارهما مع كتيبة "المحاربين"، وبالتأكيد سيسعى رياض محرز لترك بصمته في مباراة ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بمدينة البليدة، بين المنتخب الجزائري ومنافسه المنتخب الكاميروني، ويحاول زيارة شباك الحارس أندري أونانا، خاصة وأنه فشل في ذلك خلال لقاء الذهاب. ويُعد الجناح الأيمن لنادي "السيتي"، أكثر اللاعبين مساهمة في تسجيل الأهداف، تحت قيادة المدرب الوطني جمال بلماضي. وسجل النجم الجزائري محرز تحت قيادة مدربه جمال بلماضي، 18 هدفا وصنع 07 أهداف أخرى، وتحصل على ركلة جزاء، مساهما بذلك في تسجيل 26 هدفا. وضمن تصفيات نهائيات منافسة كأس العالم قطر 2022، سجل رياض محرز 05 أهداف وصنع اثنين إلى حد الآن، بدأها بهدف وتمريرة حاسمة أمام منتخب جيبوتي وأتبعها بثلاثة أهداف وتمريرة حاسمة أمام منتخب النيجر ذهابا وإيابا، وختاما بهدف في مرمى بوركينافاسو.
بلماضي يوّجه الدعوة لبن رحمة
قرر المدرب الوطني جمال بلماضي توجيه الدعوة لنجم نادي وست هام الانجليزي، سعيد بن رحمة، للتواجد بشكل عاجل في تربص "محاربي الصحراء"، أمس الاثنين، قبل مواجهة الكاميرون، اليوم الثلاثاء، في إياب الدور الفاصل من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2022 بقطر. وتواجد بن رحمة ضمن قائمة اللاعبين الذين تحدث إليهم جمال بلماضي في قترة سابقة، وطلب منهم التأهب لأي استدعاء مستعجل قد يصلهم قبل لقاء العودة، وهو ما حدث بالفعل مع نجم نادي وست هام، الذي كان تأثر في وقت سابق من استبعاده من اللائحة النهائية قبل فاصلة المونديال. يجدر الذكر، أن لاعبا واحدا فقط من "الخضر" تأكد غيابه عن لقاء العودة أمام الكاميرون، ويتعلق الأمر برامي بن سبعيني نجم بوروسيا مونشغلادباخ الألماني بداعي الإيقاف.