الثلاثاء 19 أغسطس 2025 02:20 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب: عهد ”ناصر” للأمة في”٣٠ مارس”

النهار نيوز

أيام قليلة تفصلنا عن ذكري بيان ٣٠مارس الذي القاه الزعيم الخالد جمال عبدالناصر في ٣٠مارس ١٩٦٨ والذي كان منهاج لخطة عمل لتجاوز هزيمة يونيو ١٩٦٧ و قال في مقدمته "الان يصبح فى إمكاننا أن نتطلع إلى المستقبل، وقبل الآن فإن مثل ذلك لم يكن ممكناً إلا بالاستغراق فى الأحلام أو الأوهام، وكلاهما لا تستسلم له الشعوب المناضلة، فضلاً عن أن تقع فيه بينما هى عند مفترق الطرق الحاسمة وأمام تحديات المصير.

قبل الآن لم يكن فى مقدورنا أن ننظر إلى أبعد من مواقع أقدامنا؛ فلقد كنا بعد النكسة مباشرةً على حافة جرف معرض للانهيار فى أى وقت. وكان واجبنا فى ذلك الظرف يحتم علينا - قبل أى شىء آخر- أن نتحسس طريقنا إلى أرض أصلب تتحمل وقفتنا، وأرض أرحب تتسع لحركتنا"

هذا هو ابو خالد الذي كان قبل 18 يناير 1918 في ضمير مصرنا نورا يتكون منذ الازل في مساحات التوهج، وقف للفجر حتي طلع وعندما بزع زمنه أنار التاريخ بالفكرة والوعيَ معا وعندما رحل تغطت أم البلاد بالتعب ، والبحارُ أتخذت شكل الفراغ ، لكنه بقى وسيبقى التوهجَ عند لحظات التجلي*إسما ينمو في ضمير الشعب في كل عصر ووقت. و يسكن في وجدان الشعب الي الان إيمانا وبشري ، ورافق المجد إسماً وذكري وفي عهده الأرضُ حملت خيرا وبركة والحقول انبتت قمحا وعطرا

ابو خالد الذي سمع صوته الزمان ، عندما كان بالنسبة لادراكنا، مجهول المكان ، صوتا روي الشرايين وتـــبع ذاته نسيما، عطرهواء النيل فغمر روح مصر بالشذا ، فذابت فيه مشاعرنا بالامال ، سيفا مطرز بالنجوم، برقت انواره ومضات سحر ، اضأت غيهب الليل البهيم ،فسبّحت باسمه الزراعات والصناعات والجنيهات والمحافظات .

وعندما سجل حضوره على شاشة حياة مصر العظيمة كان بطلا يصدّ الشمس ، أنّ لفحت سواعد الغلابة والشقيايين والبنائين ، فيحجبها عن الاذى ،ويأذن للنسيمِ يَسْرِي عَلِيلاً في ربوعها ، حتى ان تخيلنا انه بيْنَ غُصْنِ الخضرة ، هواء ملىء الروح والوجدان بالالهام ، فحلقنا في السماء نسورا مجنحة بالعزيمة، فعبرنا الصعاب .

ذكريات سنوات عهدك فى فمى ، ما دام زمنك عمري ، ظللته بالطهارةِ ، و رسمت طريقه بالصبر ،وحققت انجازاته بالوُّد ، فكبر وطننا فى عيوننا ، الي ان فاق المكان ، وتجاوز حدود الزمان حناناً، فاق حدَ زمان.

نتأسّف على الماضى لن يعود ، ما عِشْنَا فيه يوما من عصره غُرْبَهْ،.ولا ذقنا مرارة ،من اجل هذا حب شعبك لف القلوب حول قلبك ، فاصبحت رغم البعد اقرب للدم من الوريد.

.قسما يا من كنت تُوْسَى الجُرُوحُ ،واصبحت في القلوب جُرْحُ لا يُوْسَى،لن نرحم من خانوا المبادىء ،وباعوا ضمائرئم للشيطان ، وتخلفوا عن ركاب التعمير والبناء ،وتحولوا أبواقا مسخرة نحو الفساد بالرشوات تتمخطر