السبت 23 أغسطس 2025 05:21 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

اللواء طيار طارق فرحات يروى السيرة الذاتية عن رفيق دربه الراحل لواء طيار كمال الدين رؤوف

اللواء طيار طارق فرحات
اللواء طيار طارق فرحات

كلية الطيران فى ١١ / ١٢ / ١٩٦٥

تخرجنا فى كلية الطيران بعد عام ١٩٦٧م، هذا العام الذى مرّ علينا ونحن عليه شهود، حيث ضربنا ونحن فى الكلية، «حيث تعرضت مصر للضرب ونحن لا نزال طلبة فى الكلية الجوية».
فى تاريخ ١ / ٤ / ١٩٦٨ قبل التخرج بشهرين تواجد اللواء كمال الدين بين مجموعة سافرت إلى روسيا للطيران على «ميج ٢١»، وبعد عودته من روسيا ذهبنا إلى القاعدة الجوية ببنى سويف، وبدأ طلعاته الجوية حيث طار على «ميج ١٧»، وبعد فرقة الميج ١٧ تم توزيع الأسراب على «ميج ٢١» بالقاعدة الجوية بالمنصورة.
ومن المعروف أن اللواء كمال الدين كان من التفوق والحماس والالتزام حيث اشترك فى جميع طلعات عمليات الحرب الجوية فى حرب الاستنزاف.
وفى عام ١٩٧٢م
ذهبنا إلى ميراج فى ليبيا، وأخذنا فرقة فى مطار طرابلس، إلى أن تم استدعاؤنا فى حرب أكتوبر ١٩٧٣م.
حضرنا من ليبيا على مطار طنطا حتى حرب ٧٣.
كانت مؤهلات اللواء كمال حيث كان يشهد له الجميع من أسباب الثقة فيه ليكون ضمن مجموعة الطلعة الأولى فى حرب أكتوبر.
ولشدة تميزه الذى كان مشهودًا، تم اختياره للاشتراك فى طلعات ضرب الثغرة.
حيث كان يطير مع قائد التشكيل الطيار أحمد هاشم، بالتبادل معي.
وبعد حرب ٧٣ عادت الطائرات الميراج إلى ليبيا، ثم تم توزيعه إلى أسراب الميج ٢١، ثم عاد ثانية إلى الميراج.
وبعد وقت لم اتذكر التوقيت على وجه التحديد، وبعد حرب أكتوبر بسنوات، أثبت فيها جدارته وكفاءته وتفرده وامتيازه، تعرض لحادث خطير فى طلعة جوية حين نفذ منه الوقود، فأضطر إلى القفز فى الصحراء الغربية فى منخفض القطارة، إلا أنه كان مثابرًا ومصممًا على الاستمرار بين الصفوف القتالية مهما كلفه الأمر.
ثم بدأ بالتدرج فى قيادة القواعد الجوية من قائد لمطار طنطا لقائد لمطار غرب القاهرة، وغيره.. حتى وصل لقيادة قاعدة أبو صوير الجوية، نظرًا لتحدثه اللغة الإنجليزية بطلاقة.
والتى كان بها أسراب من الـ F16 بالإضافة إلى مجموعة من المدرسين وقيادات من الأمريكان، فكان الاختيار الصائب والدقيق له لشخصيته الجامعة، فى التعامل، أهله فى ذلك لغته الإنجليزية المتمكنة.
إن ملف اللواء طيار كمال الدين كان حافلًا وفخرًا لنا جميعًا زملائه، وجميع قياداته العسكرية إلى حد أنه كان يقوم بطلعات جوية ومهمات عسكرية كانت حكرًا عليه بالاسم من القيادة العليا.
حيث بدأت بطولاته من الميج ٢١ أثناء حرب الاستنزاف فى قتال طائرات الميراج المعادية، ساعده فى ذلك قوة بنيانه الجسدي، «BODY BUILDING» وشدة حماسه القتالي، فهو شخصية متفردة جمعت بين يقظة الذهن وسرعة التصرف، والجرأة، وحنكة المناورة، والمباغتة، حيث كانت القيادات قبل زملائه يلقبونه بـالــ «commander» أى القيادة، ذلك الأداء وتلك الشخصية التى رشحته لأن يكون له باع فى التاريخ الجوى بمعهد دراسات الحرب الجوية، ففى هذا المجال له شهرة واسعة النطاق.
كان اللواء طيار كمال الدين يتميز بعزة نفس صلبة شديدة غير مسبوقة فى عرين لا يلين، معروف يحكى عنه الصغير قبل الكبير، ويتأسى به الصغير قبل أن يتمثلون به فى طيارنه يتمثلون به فى شخصيته، إلى حد رفضه الكثير من المناصب والترقيات، لم يكن يجرى وراء أية مناصب، وكان يستحى حياءًا جمًا حين يتم الإشارة إليه أو التنويه عن تاريخه.
تواضع فوق الخيال رحم الله أخى وزميلى ورفيق دربى لواء طيار كمال الدين، وأسكنه الله فسيح جناته، وجزاه عن كل ما قدمه للوطن فى أخطر مراحله العصيبة خير الجزاء، وليكون له شفيعًا بعد الممات.

تعقــيب الكـاتبة إلهام شرشر:
وأنا أقول بعد حديث هذه القيادة العسكرية الوفية المخلصة، إذا كان تكريم السماء له أمر ليس بيدي، وإن كانت كل الشواهد أن الله قد كرمه وأكرمه بمنحه ومحنه فى حياته، ولله الحمد، إلا أنه يستحق التكريم فى الأرض وعن جدارة، وأنتظر تكريمه.

d0096ec6c83575373e3a21d129ff8fef.jpg
كمال الدين رؤوف