بعد تغول الصين.. الاتحاد العام التونسي يطالب بمراجعة العقود


تمت المصادقة على التقريرين المالي والأدبي، خلال الفترة الصباحية لليوم الثالث و الأخير، للمؤتمر الـ 25 للإتحاد العام التونسي للشغل تحت شعار "متمسكون بإستقلالية قرارنا، منتصرون لتونس الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية".
وتمت تلاوة اللوائح ومناقشتها والمصادقة عليها في الفترة المسائية ليمر المؤتمرون للتصويت انتخاب مكتب تنفيذي جديد الى حدود الساعات المقبلة.
لقد اشيّدت الأزمة الإقتصادية والإجتماعية بإرتفاع كل المؤشرات السلبية من تضخّم للمالية وعجزها وتزايد للمديونية وارتفاع في أعداد العاطلين عن العمل مع استشراء الفساد ونخره لمفاصل الدولة وأغلب القطاعات. وقد أسهمت هذه الأزمة في تشكيل وضع اقتصادي كارثي من أبرز سماته تدهور المؤشرات الاقتصادية إلى أدنى نسبها وتغول الاقتصاد الموازي الذّي أغرق السوق بالمواد المهربة، وتعدّ الصین المساھم الأكبر في العجز التجاري لتونس وذلك بنحو 4،5 ملیار دینار لسنة 2018، من إجمالي عجز التجارة الخارجية للبلاد والذي قُدر في ذلك الوقت بنحو 4،19 ملیار دینار خلال نفس السنة. وقد تحولت تونس من دولة منتجة خاصة في قطع للنسيج إلى دولة تستورد كل حاجياتها من الصين، الأمر الذي ساهم في إغراق السوق التونسية.
ومن هناك، تضاعفت المشاكل بانهيار الدينار التونسي وارتفعت نسبة التضخم وتفاقم ظاهرة
التهرب الجبائي والضريبي وتقلص الإستثمار وتفشي الفساد، وهو ما أدى إلى تدهور المقدرة الشرائية والتهاب الأسعار وتزايد نسب الفقر والبطالة وتهميش.
وقد طالب الإتحاد العام التونسي للشغل علي الصعيد الاقتصادي للبلاد :
التدقيق في المالية العمومية وديونها
حوار وطني حول المنوال التنموي
إنقاذ المؤسسات العمومية
إصلاح جبائي في إرساء العدالة الجبائية
إصدار الأوامر والمناشير التي تنظّم الاقتصاد التضامني والاجتماعي
وضع استراتيجية وطنية للاستثمار العمومي والخاص و مراجعة مجلة الاستثمارات
إصلاح المنظومة البنكية والسياسة النقدية
رقمنة الإدارة والمؤسسات
وضع استراتيجية وطنية للنهوض بالقطاع الفلاحي والمياه
وضع استراتيجية وطنية لإنقاذ البيئة وتطوير الاقتصاد الأخضر والطاقات البديلة
فتح ملف الثروات الباطنية ومراجعة عقودها
إصلاح قطاع السياحة
مراجعة العقود الجارية الثنائية كلّما اختلّ الميزان التجاري فيها
وذكر، الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل في بن عروس التونسية، نجيب المبروكي، الجمعة، خلال المؤتمر الـ 25 للاتحاد العام التونسي، أن الأمين العام دعا إلى إدارة الشأن العام بالصدق و بالجدية والنجاعة اللازمة آلة الابتعاد عن التجاذبات السياسية التي أهملت الخوض في حل الإشكاليات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الشعب التونسي.
وقال المبروكي، إن " الإتحاد هو القوة الوحيدة التي تثير القضايا الحقيقية للشعب مثل التنمية والتشغيل ومحاسبة الفاسدين وإنقاذ الإقتصاد التونسي من الانهيار وحمايته من كل أشكال الهيمنة الخارجية ".