الكاتبة سوزان فرغلي تكتب: أرقدفي سلام من الله


أما بعدُ ...
فإليكَ يا قريبُ وأنتَ البَعيد ...
إليكَ صفحاتٌ يَكتبها الحبرُ بدونِ إِمضائك ... لتَكن بخير وسعادة دائما وابدا ..
إنني هنا يا صديق .. في جانب من العالم أنتظر عودتك .. لم تخبرني يومَ الرحيلِ متي ستعود ؟! .. تركتني ورحلت ..
هل ينبغي أن أصبر أكثر مما قد مضي ؟! .. أم أن أوان العودة قد فات ؟! .. وهل ستعود كما كنت ؟! كما عليه الحال سابقا ؟! .. لا تدري ولا أدري ..
إني علي العهدِ بقيت .. ولم أنكر شيئا من المكتوبِ في الميثاق .. أشعرُ بغصةٍ في حلقي .. تؤلمني كثيرا .. لكني أعتدت عليها تقريبا ..
إنني هنا .. أُصاحبُ شيئا لتَوهِ فقدك .. قلبي يلقي التحية عليك .. أحاديثٌ طويلة .. وتفاصيلٌ دقيقة .. ومرارةٌ تخيم علي كل شئ .. شغفٌ علي العمل مفقود .. وإرادةٌ غير ماضية .. واقعٌ يكبل كل صغير وكبير .. والرحماءُ كانوا أيام الانبياء .. والصبرُ نافذ لا محالة .. وقلمي يتعثر في الطريق ..
لا أدري ماذا بي ؟! .. شئ ما يصرخُ بداخلي ..
"ومن أَسهرُ الليلَ شوقاً إليهم .. فيسخرُ من مُقلَتيَّ الشروقُ "
علي كل حال .. أخبرتك من قبل يا صديق بأنه :
" لا يمكن لأحد أن يفهمك حين يكون الماءُ في يدك .. ويكون الجفافُ في صدرك .. لا يمكن لأحد أن يَعي ما تريد .. حين تكون النجاةُ في جسدك وقلبك هو الغريق .. لا يمكن لأحد أن ينفعك .. حين يكون النور من حولك .. والظلمة بداخلك وفيك "
أرقد في سلامٍ من الله .. وتبهل أن نلتقي بعد أن فرقتنا الحياة .. سأبتهل كذلك .. بالرغم أن غايةَ الأملِ تُخبرني ان لا لقاء !! .. فكيف بِيَّ اليأسُ إذا قد صنع ؟! .. حقيقة لست أدري ..
يا صديق ..
أتمني أن تُوصلَ حَمامتي الزاجلةُ .. الضعيفة الجناح المنهكة القوي تلك الرساله .. أتمني أن تكون علي قيد الحياة سعيد .. ساعة ان تصلك الرسالة .. لنرقد في سلام آمنين .. إني أحبك يا رفيق .
والسلام .