الدكتور أيمن سلامة : هل ستسحب فرنسا قواتها من مالي ؟


تحديات عديدة متراكمة تلقي بظلال كثيفة من الريبة والتردد اللذين وصلا لحد التخبط في التصريحات الرسمية الفرنسية، فقد صرحت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي ، منذ قليل ، لإذاعة (فرانس إنتر) اليوم السبت 29 يناير 2022 إن بلادها لا يمكنها البقاء في مالي إذا كان الثمن باهظا ، في حين صرح أمس الجمعة وزير الخارجية الفرنسية إن القوات الفرنسية ستبقي في مالي لمكافحة الإرهاب و مساعدة مالي في الانتقال الديمقراطي
لا يقتصر الخلاف بين فرنسا و سائر الدول الأوربية مع مالي حول الاستحقاقات الدستورية التي لم يلتزم بها المجلس العسكري في مالي، ولكن عقد المشهد نشر متعاقدين عسكريين من روسيا في مالي أمرا يتعارض مع المهمة التي تقوم بها الدول الأوربية في ذلك البلد .
في المقابل ، وعلي صعيد بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد التي أرسلت لمالي بموجب قرارمجلس الأمن رقم 2100 المؤرخ في 25 أبريل 2013 ، فإن قرار مجلس الامن هو الذي يحدد ولاية القوات بشكل أساسي فضلا عن اتفاق المركز القانوني للقوات الذي تبرمه منظمة الأمم المتحدة مع الدولة المضيفة ، ووفقا للقرار تتحدد مهام القوة وصلاحيتها و مدي اشتراط رضي الدولة المضيفة علي انتشار القوات من عدمه .
في كل الأحوال فإن الدولة المضيفة لها مطلق الإرادة و السيادة في الاستغناء عن أي قوة أجنبية أو دولية لحفظ السلام طالما لم تنشأ هذه القوات تأسيسا علي الفصل السابع من ميثاق منظمة الأمم المتحدة ، وهنا تقوم القوة ب " إنفاذ السلام " و تلجأ القوة للعنف المسلح و تفرضه علي أطراف النزاع المختلفة بغرض إنفاذ السلام الذي لم يتحقق قبل نشر هذه القوة .
وكانت الجمهورية العربية المتحدة أول دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة تقوم بطرد قوة الطوارئ الدولية الأولي للأمم المتحدة من سيناء في عام 1967 ، ولم ينازع أحد من الآحاد في أهلية مصر لاتخاذ مثل ذللك القرار الخطير و الذي عُد سابقة تاريخية في عمل قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام الدولية .