الجمعة 19 أبريل 2024 06:47 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

منوعات وتنمية بشرية

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب: في حضرة اميرالطرب ....”خشوع العابدين”

صورة
صورة

هذه الكلمات التي كتبتها عنه وانا اقوم بتغطية احدى حفلات هلا فبراير العام2005 ، كانت وراء اتصال هاتفي نادر بيني وبين امير الطرب ابوبكر سالم رحمه الله ،قال لي فيه " ان ما كتبته عنه في جريدة الرأي، هو بمثابة وسام له في رحلة العمر الفنية "...وكلماته هذه كانت اكبر وسام لي سوف احمله على صدري ما حييت وهذا نص ما كتبته :

اضواء المسرح التي تصاعدت درجات الوانها مابين الازرق الصافي ، والاخضر عنوان العطاء ، والوردي الحالم،تراقصت طربا لتقديمه ، ولم لا،، اذا لم تتجمع كل هذه العناصر من اجله ، فلمن تكون؟,,, انه المخضرم في زمن الحداثة ، والمجدد في عصر التحولات، والحارس على النغمة الاصيلة امام زحف العولمة واتصال القارات، انه الاصيل في قبائل الانغام ، واب الاصيل في سلسال التواصل عبر الايام والالحان، والقادم من الماضي الجميل، والصامد كجبال اليمن ، وروابي الشام ، وجريان النيل، وتحدي السعودية امام كل متغيرات الايقاعات والمقامات والكلمات انه ابو بكر سالم،، الذي يُسكر دون خمر ويذبح دون قتل ويعالج دون دواء ويصعد دون صاروخ وينزل دون سقوط ويلعب بقوة فريق ويرقص دون اهتزاز، مساحة من مناجم الذهب مسافة من بحار اللؤلؤ، وهكتارات من مروج الورد، وكيلومترات من الآفاق الرحبة التي احتجزها له القدر لكي يتحرك فيها مابين «القرار» الشجي و«الجواب» الملائكي الذي يسمو بالاحاسيس الى مواطن الحلم والى مراتع الهدوء، والى مواقع العزوبة.

كان أبو بكر سالم فارس الليلة،، اتعب حصان النغم وارهق مواطن الاوتار لكنه ظل قابضا على جواده بمعلمة واقتدار لم يهبط اداؤه ولم يهتز عطاؤه، ولم يغب توهجه، وكلما توغل في قلب الليل زادت مساحات الجمال في طربه وكلما مضى زمن اغنية تلهف الحضور لما هو آت منه، كان الصمت هو اللون السائد في صالة المتفرجين والغناء هو الصاعد من حنجرة الاصيل ابو الاصيل، وكأن وقع كليهما عقد الامتاع حتى اللحظة الاخيرة من ليلة الاصالة، ذهب ابو بكر سالم الى القديم فنهل منه شجون الذكرى فكان الرد «الله» واستحضر الحديث من غناه فضم الى معجبيه الورود التي تواصل النضج والواعدين الذين اجبرهم المعلم ان يصمتوا ويستوعبوا ويتعلموا ثم هتفوا له معلنين تجديد عهد الولاء حتى في زمن الاهتزاز الموسيقي قائلا او شاديا «ما علينا من كلام الناس»، متحديا من جاء قبله ومن سوف يأتي بعده، رافضا ان تذرف «عيونه أي دمعة» لانه هو الجبل الذي لا تهزه ريح، والنغم الذي يستلهم منه الكون موسيقاها وقبل ان يودع تذكر ان مامضى لحظة طارت مثل الريح وانه يريد ان يقول الكثير ولذلك سألهم «متى اشوفك» وفي كل الاحوال والاوقات كان يردد «انا لااستطيع ردكم ياهل الكويت»، وقبل ان يبدأ دعا الله ان يحفظ الكويت لانها تجدد شبابه وبالفعل كان شباب الشباب في ليلة كان هو شمسها.

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب حضرة امير الطرب خشوع العابدين