الجمعة 26 أبريل 2024 03:26 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

الحوارات

الحكم التونسي الدولي السابق مكرم اللقام ل”النهار نيوز”: آن الأوان لمحاسبة كل من أجرم في حق كرة القدم التونسية

النهار نيوز

الحكم التونسي الدولي السابق مكرم اللقّام اسم مثير للجدل منذ السنوات الأولى لممارسة التحكيم بدأ التحكيم سنة 1991 ،وهو أول حكم يرفع قضية بالجامعة التونسية لكرة القدم سنتي 2009 و 2010 لمحاكم التقاضي الدولية "لتاس" و"الكناس" وايضا ل"لفيفا" وهي سابقة في تاريخ التحكيم ،ومؤخرا رفع قضية أخرى بالجامعة التونسية لكرة القدم، أصبح هذه المدة من الأسماء المتداولة في عدة مواقع إجتماعية ومنابر إعلامية وأثارت تصريحاته الكثير من ردود الأفعال منها المتعلقة أساسا بما وصفه بفساد المنظومة الرياضية بصفة عامة ، وموقفه من واقع التحكيم في تونس بصفة خاصة ، التقيناه لتسليط الضوء على هذه المواقف في حوار لم يتراجع فيه عن تصريحاته النارية ومواقفه المثيرة وهذه التفاصيل:

 

أصبح إسمك متداولا أكثر من أي وقت مضى ما هي الأسباب حسب تقديرك ؟

ـ الوضع الكروي في تونس والمهازل التي نعيشها باستمرار جعلت الناس يقفون عند كل ما صرحت به منذ أكثر من خمس سنوات من أن هناك دمار تعيشه الكرة التونسية وكل سنة يقع الاتفاق حول جمعية لتسليمها لقب البطولة وهناك جامعة موازية و حكام يقوم بتعيينهم شقيق رئيس الجامعة وذكرت أيضا أن هناك أخطاء متعمدة من طرف حكام وهناك آخرين تم ظلمهم لأتفه الأسباب واليوم اتضحت الصورة والكل اصبح مقتنعا بما كنت أصرح به منذ سنوات واقعيا وبالملموس ويسعدني أن أغلبية الجمهور الرياضي يتحدثون بما صرّحت به سابقا وهذا شيء يشرفني ،ولا يجب أن نرمي المنديل أو نستسلم .

 لماذا لم نسمع أصواتا لحكام آخرين تؤكّد وتدعّم تصريحاتك ؟

ـ هناك العديد من صرّحوا منهم سليم الجديدي ،مراد الدعمي ،يونس السلمي ،بن حسانة و ناجي

الجويني عميد الحكام في تونس وهو ما يؤكّد ان الثورة على منظومة الفساد في قطاع التحكيم بدأت ، عندما تكلمالحكم السابق بن حسانة وهو يملك وثائق خطيرة تدين الجامعة الموازية التي على رأسها شقيق وديع الجريء والذي طلب من بن حسانة تغيير نتيجة مقابلة وله شهود ولا أحد يتكلم أو يدين أمام صمت رهيب من الجميع مما يجعلنا نستنتج أن هؤلاء لا يريدون تنظيف المنظومة وليس من مصالحهم ذلك بل يرغبون في أن ينخر الفساد الرياضة حتى يستفيد العديد من الأطراف وهذا أمر خطير للأسف في بلاد تدّعي الديمقراطية ومقاومة الفساد دون حسيب ولا رقيب فكيف لوزيرة شباب ورياضة سابقة أن تقترض مبلغ مليونيْ دينار من إدارة الرهان الرياضي"البروموسبور" وتسلمه لوديع الجريء ولا ندري ماذا فعل بهذه الأموال ؟وكيف لأحزاب سياسية تدعم هذه المنظومة الفاسدة ،فعادل الدعداع اليد اليمنى لرئيس حزب حركة "النهضة" الإخواني راشد الغنوشي خرج وقال أن حزبه أنقذ وديع الجريء في وقت أن لا مجال لدخول السياسة في الرياضة وفي السابق دعّم رضا شرف الدين بصفته يمثل حزب"نداء تونس" رئيس الجامعة وديع الجريء فالحزبان الحاكمان كانا يدعمان في حكومة فاسدة ولكن منذ 25 جويلية تغيرت الوضعية وحلت العدالة والنزاهة مكان المحسوبية وسيحاسب كل من خان الأمانة وتمعش من رياضة كرة القدم وكلام وزير الشباب والرياضة كمال دقيش أكبر دليل على ذلك عندما توجه إلى رئيس الجامعة قائلا له انتهت الفسحة وهناك قرارات تطبخ على نار هادئة فقد آن الأوان لمحاسبة كل من أجرم في حق كرة القدم التونسية.

 قبل الثورة التونسية كنت ضمن المنظومة في فترة من الفترات فقد تكون دعمتها بشكل أو بآخر ؟

ـ لم أدعمها ولم أعمل في هذه المنظومة .

كنت تعمل في منظومة أقوى ربما ؟

ـ لا أعتقد ذلك فمنظومة وديع الجريء أقوى من المنظومة السابقة خمسة أضعاف ،على الأقل في السابق هناك ديكتاتورية لا تسمح بتكوين ديكتاتورية أخرى ،فوديع الجريء أقوى من الدولة فهل يعقل تكوين إمارة وسط دولة ؟

هل تعرّضت إلى ضغوطات وأنت حكم في العهد السابق ؟

ـ للأمانة تمت معاقبتي في العهد البائد والإعلامية عائدة عرب شاهدة على ذلك فقد كنت مدعوّا في حصة في القناة الوطنية 2 بصفة مباشرة ولكن اعتذروا لي لانهم تلقوا تعليمات من رئيس المدير العام للتلفزة التونسية في تلك الفترة ومن الوزير السابق سمير العبيدي وكانت لي مقالات في جريدتي "الصريح" و"الحدث" تحذف بسبب التعليمات أيضا .

ولكن في تلك الفترة لم تكن حرا في قراراتك فليست هناك إستقلالية تامة؟

ـ نعم فالفساد جذوره قديمة ولكن فساد الجامعة الحالية أقوى وأخطر،وللتاريخ المرة الوحيدة التي امتنعتُ فيها عن التصفير في مقابلة وقعت تنحيتي من القائمة الدولية ،ففي إحدى مقابلات الترجي أقصيت اللاعب خالد بدرة فتم تجميدي أربع أشهر زمن عبد السلام شمام رغم أن الترجي انتصر في تلك المقابلة فعندما نتحدث عن منظومة نعني الفرق الكبرى فطوال مسيرتي التي امتدت على عشر سنوات حكّمْت خمس مباريات للترجي وستة للنادي الصفاقسي وأربع للنادي الإفريقي فلم اكن اتعامل مع الفرق الكبرى بل كنت مقصيا من إدارة مقابلاتهم بحكم أنهم يعتبرونني صارما في قراراتي فهذه المباريات التي حكّمتها طوال عشر سنوات اليوم حكّمها الحكم الصادق السالمي في موسم واحد حسب الخدمات ،اليوم الوضعية أتعس هناك تسيبا وفسادا أكثر فلا نعرف شيئا عن الجامعة التونسية لكرة القدم وليست هناك أي عملية محاسبة لهذا المرفق العمومي ،أحمّل المسؤولية لكل الحكومات المتعاقبة وخاصة لرئيس الحكومة الأسبق الحبيب الصيد عندما اقترح عليه وزير الشباب والرياضة في تلك الفترة ماهر بن ضياء حلّ المكتب الجامعي حسب الفصل 21 ولكنه خاف ولم يوافقه وكان بن ضياء قد صرح بذلك في وقت من الأوقات ،فأنا لا أتجنّى على أحد فما صرّحتُ به قاله خالد الدعداع وماهر بن ضياء ورئيس النجم الساحلي السابق رضا شرف الدين ورئيس النادي الصفاقسي منصف خماخم ولو ننصت للرأي العام فهناك نسبة كبيرة من يعترفون بكل هذه المظاهر للفساد وهناك سخط كبير من عدة جمعيات ومن الرياضيين على الجامعة وعلى المنظومة الفاسدة ككل فأنا تجرأت على القول وتحمّلت مسؤوليتي في ذلك وهناك من جاء بعدي وتجرأ ولابد للبقية أن يتحركوا لأن الوضعية كارثية وخطيرة على الجميع ولابد من وضع اليد في اليد من رياضيين وإعلاميين وجمهور في ظل البلاتوهات التلفزية الموجهة تحت شعار النفط مقابل الغذاء ، فالجريء له سياسة ديكتاتورية أقوى من سياسة الرئيس السبق زين العابدين بن علي ، فمثلا المدرب مختار التليلي كان يشتم وينتقد في وديع الجريء وعندما منحوه منصبا في مركز تدريب الشبان بمنطقة "برج السدرية" في احواز العاصمة أصبح من المادحين والمدافعين عنه، فإن السياسة التي يتوخاها وديع الجريء وبقية المرتزقة غير ناجحة بالمرة،يشغّل في العديد مقابل أن يدعموه ،فهناك من كان يتنقل إلى مدينة سوسة وينقل لي أخبار وديع الجريء وهو من أبناء جهته ،انقلب فجأة حيث شاهدته مؤخرا يجري بصورة وديع الجريء في الملعب .

ربما لو وقع استقطابك وتعيينك مثلا على لجنة الحكام لقمت بنفس الشيء ؟

ـ حاولوا ذلك في وقت ما واقترح علي شقيق وديع الجريء تعييني ولكني رفضت ولي حجج تثبت ذلك .

 لكنك في فترة ما كنت صديقا لوديع الجريء؟

ـ نعم ،كنت أظن أنه صديق مخلص ولكن تبيّن بعد ذلك أنه كان يتقرّب مني لضرب رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم السابق علي الحفصي بإيعاز من آخرين يعمل لصالحهم فحاول تحريضي ضده ،مركّزا منظومة فاسدة فخاب ظني فيه .

 ماذا تتوقع من القضايا المرفوعة ضدّ الجامعة التونسية لكرة القدم ؟

ـ أعتبرها خطوة مهمة قد تكشف عدة ملفات أخرى ،وهي فرصة لرئاسة الحكومة لإيقاف هذا الفساد فهناك الفصل 21 يسمح لها بحل المكتب الجامعي فلو كان لنا دولة سيتخذ القرار المناسب فمن حق الحكومة حل المكتب الجامعي ف"الفيفا" تقر بذلك لو ثبتت تجاوزات أو فساد فالجامعة ليست إمارة،خاصة وان من كان يختفي وراءهم الجريء قد انزاحوا من الساحة السياسية.

 تخوض منذ سنوات تجربة التحليل الرياضي في القناة التلفزية التونسية"تونسنا" ماهي الإضافة الحاصلة ؟

ـ بكل تواضع وجودي في هذا البرنامج أعطى التوازن في فترة من الفترات في ظل حضور المدرب السابق مختار التليلي الذي كان يدافع بكل شراسة على رئيس الجامعة وديع الجريء رغم اني كنت موضوعيا إلى أبعد الحدود وتعاملت مع كل الفرق على نفس المسافة وتفاعل الناس معي أكبر دليل على ذلك ،وبرنامج "الإثنين الرياضي" اليوم من أفضل البرامج الرياضية التونسية واكثرهم نزاهة وموضوعية بتنشيط الإعلامي المتميز الصحبي بكار مع نخبة نيّرة من المحللين الرياضيين.

خضت أيضا تجربة إذاعية في إذاعة "نجمة آف آم" في برنامج صباحي يومي "نجمة صباح" ولكن ككرونيكير تتحدث في الشأن السياسي والإجتماعي كيف تصف هذه التجربة ؟

ـ دعوة سعدت بها من إدارة هذه الإذاعة المتميزة وسعدت أكثر بتواجد منشطة البرنامج ورئيسة تحرير الإذاعة ريم التريكي وبمشاركة الأستاذ المحامي سهيل مديمغ تجربة مهمة لم نحد فيها عن الرسالة الإعلامية وقدمنا فيها مادة إعلامية هادفة شدت المستمع ومثلت له إضافة كان يبحث عنها في المشهد السمعي التونسي واشكر من مكنني من هذه الثقة والمسؤولية ويعتبر برنامج "نجمة صباح" من أفضل البرامج الإذاعية الصباحية التونسية بشهادة العديد .

 ترشحت ايضا للإنتخابات البلدية وفزت بمقعد في المجلس البلدي بمدينة "سوسة" كيف تفاعلت مع هذه المسؤولية ؟

ـ تجربة متميزة في حياتي بحكم أني قريب من الشأن الجهوي ومتابع لكل الأحداث والمتغيرات أردت أن أساهم من جهتي في خدمة بلادي ومدينتي ونلت الثقة التي سمحت لي بالفوز بمقعد في البلدية كمستقل لا أنتمي لأي حزب سياسي وتقلدت مسؤولية رئيس لجنة الرياضة وقمت بتشخيص دقيق لما يوجد في الجهة من فضاءات رياضية وتمكنا من صيانة العديد منها وتقدمت بمشروع متكامل في هذا الشأن يخص ايضا ملاعب الأحياء وتعصير قطاع الرياضة في الجهة والتشجيع على الممارسة الرياضية لدى الشباب لوقايته من مخاطر الإنحراف والإرهاب وارجو أن يقع تفعيل مختلف المقترحات .

الحكم التونسي مكرم اللقام