السبت 20 أبريل 2024 04:43 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

الحوارات

 محمد دغمان لـ ” النهار نيوز” : أصبح الكاستينج للأعمال الدرامية التلفزيونية التونسية يمرّ بالإنستجرام 

محمد دغمان
محمد دغمان

محمد دغمان هو خريج المعهد العالي للفن المسرحي وأستاذ تربية مسرحية وممثل تونسي شارك في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية والمسرحية ،وللحديث حول مسيرته وتوجهاته وآراءه الفنية أكّد أيضا أن غيابه عن الأعمال الدرامية التلفزيونية التونسية سببه التحفظ عن مضمون العديد منها .
كما لم يخف دغمان إستيائه تجاه ما يلاقيه من إقصاء وتغييب من المشهد الثقافي بالمحافظة التي ينتمي إليها ومسقط رأسه سوسة مؤكّدا أنه وعلى عكس مسؤولي جهته (محافظة سوسة ) فإنه يلاقي كل الإحترام والتبجيل من مختلف المحافظات التونسية الأخرى ولا تمر مناسبة مسرحية أو ثقافية إلا وتقع دعوته وفق قوله وهذه تفاصيل الحوارمع النهار نيوز :

لم نعد نشاهدك تلفزيا إلا من خلال إعادات لمسلسلات قديمة فهل ستكون لك مشاركة في رمضان المقبل ؟
ـ لقد شاركت في شهر رمضان الماضي في سيتكوم دار نانا وهو من الأعمال الفنية المتكاملة القيمة وللأمانة أصبحت أتحرّى في المشاركة لا أحرص على الظهور لمجرد الظهور إضافة أن العديد أصبح يتجنب دعوتي بسبب مواقفي حيث يكون لي أحيانا بعض التحفظات وأعبر عن رايي بكل صراحة في بعض السيناريوهات ولست من الخاضعين بل أحاول النقاش من أجل نجاح ذلك العمل لا غير ولكن هناك من يفهم ذلك تدخلا في مهامه أو إستنقاصا منه ويقع سوء تأويل ما أقصد واصبحت متحفظا جدا على عدة أعمال خاصة بعد الثورة لا أرى نفسي فيهم وكنت قد صرحت في العديد من المرات أن لنا أزمة سيناريو فتقنيا قطعنا أشواطا متميزة وأصبحت لنا صورة عالميا وإخراجا رائعا ولكن على مستوى الكتابة هناك مشكل وأنا متحفظ على عدة مواضيع على شاكلة مسلسل أولاد مفيدة;شورب; وحتى مسلسل ;المايسترو; والذي لمّع صورة الإصلاحية (سجن الأطفال) صحيح أن سلطة الإشراف ومختلف الأطراف المسؤولة والتي لها صلة تقوم بواجبها وجميل أن نثمن المكاسب ولكن ليس إلى مثل تلك الدرجة من التتلميع حتى وكأن هذا المسلسل اصبح يرغّب الشباب في السجن ،صراحة هناك العديد من المسلسلات أصبحت تشجع على الإنحراف وتؤثر سلبيا على الأطفال والشباب وكأن الأمر أصبح موجها ومتعمدا من أجل تلك الغاية وأصبحت لنا مشاهد تنكّل بالمثقف وبالمربّي وأصبحت الإنحرافات تقدم على اساس أنها أشياء عادية .


كيف تفسر ارتفاع نسبة المشاهدة من خلال إعادات لمسلسلات قديمة ترجع لسنوات تسعين ؟
ـ أتقبل ذلك بسرور ومرارة في نفس الوقت لأننا لا نتمتع بحقوقنا في هذا المجال عكس بقية القنوات التلفزية في العالم .


لكن من جهة أخرى هذه الإعادات تجعلكم متواجدين في الساحة باستمرار ؟
هذا لا يعني شيئا فهم المستفيدون يشتغلون بنا ويرفعون في نسب المشاهدة بأعمالنا دون أي مقابل في ذلك ، وهم الآن يشرّكون في كل من هب ودب يصنعون فقاقيع فنية لأنهم يقبلون العمل دون حقوق وعندما تنتهي مهمتهم يأتون بآخرين وهكذا دواليك وللأسف ما يقترف في حقنا عيب كبير فجيلي يعتبر من المؤسسين صحبة من سبقونا الذين سلمونا المشعل ولكن لم نتمكن من التواصل مع الجيل الحالي لأنهم أولا لم يوفروا لنا الفرصة للتواصل وثانيا لأن هناك عملية إقصاء وقعت لكل من له موقف ويناقش السيناريو وكل من له تحفظ على المادة المقدمة تم إقصاءه ولم يبقى غير بعض الأسماء الكبرى نسبيا والبقية همهم الوحيد الظهور دون مبادىء ،وأصبحنا نتفرج مكرهين بحكم تواجدهم في كل القنوات التلفزية .


هل أنت مع تشريك وجوه في الأعمال التلفزية من خارج المسرح ؟
قد تكون هناك مواهب ولكن لابد من التكوين فالمهنة صعبة لا يجب إستسهالها ،ولابد للعمل الفني أن يكون منفتحا ولكن أن يمر الكاستينغ عبر الأنستغرام فهذا يعتبر فضيحة ،للأسف هؤلاء الفقاقيع جعل الكل يريدون أن يمثلوا وأصبحت المهنة مهددة بفقدان أساسياتها الفنية وأيضا أركان التعاقد فيها في مجال الأجور والبروتوكول فهناك العديد من التنازلات أصبحت تقدم والتي لم نكن نقبلها نحن كجيل قديم ،فهناك أشياء محسومة لا يمكن لي أن أنخرط في صورة تحطم المجتمع التونسي فهناك أصول وجذور.


على المستوى المسرحي كيف تنشط وأنت بالأساس مسرحيّ ونلاحظ أنك مركز أكثر على التكوين ؟
في جهتي بسوسة أتعرض إلى عملية إقصاء واضحة والكل على علم بها وكنت قد أعلمت السلط الجهوية والمركزية بذلك بخصوص ما أواجهه من تغييب وإقصاء ممنهج من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة بسبب موقفي تجاه أداءها فهي تتعامل مع مجموعة معينة دون سواها وفق الولاءات من خلال أنشطة سطحية والمتتبع للشأن الثقافي بسوسة يلاحظ كل ذلك بصفة جلية ،فاليوم سوسة للأسف تعاني من التصحر الثقافي وعدد الأنشطة لا يعني مضمون جيد والغريب كيف لمندوب ثقافة متواجد منذ سنة 2008 إلى اليوم في سوسة ؟ وكذلك الشأن بالنسبة لمديرة المركز الثقافي بسوسة -هذا المسكوت عنه- المتواجدة لمدة 15 سنة في وقت سمعنا في العديد من المرات وزراء ثقافة ينادون بالتداول وكل مندوبي الجمهورية للثقافة وقع تغييرهم في عدة مناسبات ليست لي أي مشكل شخصي تجاه المندوب ولكن لابد من مراجعة ذلك حتى تتقدم الثقافة في جهة مثل سوسة تتوفر فيها كل الوسائل بأن تكون قطبا ثقافيا ولكن للأسف تعرف ركودا وانسحابا من العديد من الوجوه الثقافية والفنية وعزوفا كبيرا فمن لا يدخل بيت طاعة المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة يصبح من المغضوب عليهم .


هل تعتبرأن مركز الفنون الدرامية والركحية بسوسة سيحرك المشهد المسرحي على الأقل
في سوسة ؟

البداية كانت خاطئة فالمركز بقي ثلاثة سنوات في وضعية جمود ولا زال إلى اليوم في طور البناء ولكن وقع الإسراع في تعيين مدير له إضافة ان طريقة تعيين المدير في حد ذاتها مشبوهة وزادت الوضعية تعقيدا بعد إستقالة مدير المركز وتعيين المدير المالي مكانه بصفة وقتية في ظل غياب إستراتيجية واضحة وقد كان لي الشرف بأن أنتج باكورة أعمال هذا المركز بمسرحية للأطفال بعنوان ;ثمار المحبة; لاقت إستحسان كل من شاهدها وأتمنى أن تتعدد الإنتاجات وفق مقاييس شفافة ونزيهة .