الكاتبة سوزان فرغلي تكتب: ليتك تعود وتحملني معك

إندثرت كل معانى الوفاء ،تلك التى علمتنى إياها زمان.

لا أعلم السبيل لخطوتي

لا أرى راحة..

أغريب أنت أم غريب نسلك عن هذا الزمان؟

أورث منك الغربة وصار هجرى للخارج حلمى الآن..

علمت الآن لم كنت دائم الترحال.. ترفض ذلك الواقع المرير بل وتتمرد عليه.

أتعلم يا أبى لكل منا حكاية صارت تحرقه داخليا..

أنت أنتصرت عليها ورغم ذلك رحلت وتركتنى فى عز صبايا

أحمل وحدى عبئى وخطايا.

صرت عينك وبصيرتك وحكمتك

لماذا لم تعلمنى النسيان ،لم تركتنى وسط كل هذا الجهل وذاك التخلف..

لماذا لم تتركنى بأى بلد خارج تلك الأسوار فهى تقيدنى وربما تختنق عروقى إلى حد النزيف.

صرت أنزف وصار الوهن يلازم دقات قلبى فلا أمل فيهم ولا أستطيع التغيير وحدى.

صرت غريبة يا أبى

صارت تأكلنى الغربه كما تتأكل الينابيع من فيض النيران ،أتمنى الحياه برفقتك ،أعد الأيام والسنين وأتذكر أنه مضى الكثير ولم يبقى الا القليل

اااااااه لو كنت أعلم ميعاد قبض روحى لأقمت الأفراح

فروحى مقيدة في ذاك الزمان ولن يحررها سوى وجودى المخلد بجانبك

اااه يا أبى لازلت تلك الطفلة التى تنام ع سرد القصص ولكنى صرت أسمعها وحدى

ااااه توحشت أيامك وأيام جدى ،لازلت أري نفسى في ذاك البقعة التى تركتنى فيها وهملتنى لأتحمل وحدى ألم الزمان

أطحت بذاك الحزن الدفين وطويته خلف ملامحى ،ولكن عيناى صارت تفضحنى فأى عين تراها

تلمح إنطفائها وركودها ويسألونى فى تعجب فيم الحزن أهو حبيب غادر أم قصة مؤلمة ؟
أضحك في استنكار وأواصل المزاح فقد تعودوا ع رؤية ابتساماتى ولا أحد أدرك أنها مطفية وليست من القلب

اااااه لو كنت تعلم معاناتى ،ما تركتنى يا أبى يوما ااااااااااه

أبى ليتك تعود وتحملنى معك بأحلامى فلا أعود للحياه مجددا