الجمعة 29 مارس 2024 01:49 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

عامريات..  هؤلاء من يكونون؟ 

النهار نيوز

تعاني رياضتنا وستبقى.. لم تعد تجد من يهتم بها بسبب ما لحقها من المآسي والتجاوزات.. ضاعت المسكينة في (كومةٍ) من الجهلاء والمنتفعين ألـ(منتفخين) الذين كانوا حتى الأمس القريب في القاع ثم إرتقوا إلى كراسي القرار والمال، فتغيّرت عندهم الأحوال وأصبحوا يبيعون الأقوال وينسفون الأعمال!..

سؤال: هؤلاء من يكونون؟

جواب: إنّهم من أتيتم بهم أنتم، سواء عن طريق صندوق أعدّ لهذا الغرض في مكان مظلمٍ مقفرٍ أو إتفاقاتٍ جانبية كان لها أكثّر من عرّابٍ، وجدنا أغلبيتهم، يعضّون أصابع الندم والحسرة والانزواء.. منهم من إعتذر وغيره بقي على نهجه الأهوج، ورياضتنا تدور في فلكٍ يطوف فوق الحضيض والقاذورات..

السباحون في المستنقعات كثر، وراكبي الخيول الـ(حمير) أكثر.. ومتسكعوا الطرقات أصبحت لهم مكانة ولا ألـ(جنرالات) أيام (هتلر).. الأميّون (يجعرون) بأصواتهم في كل فضاء، والـ(موافقين) على طول الخط تزايدوا بشكلٍ مخيفٍ، خوفاً على مكاسبهم وتمشية أمور اتحاداتهم وكلّهم بلا استثناء، لم يسجّلوا أي إنجازٍ، وكل ما نراه اليوم أو رأيناه بالأمس وحتى غداً بوجودهم، لن يكون أكثر من (كذبةٍ) أو (كذبات) يتاجرون بها برؤوس ألـ(غلابه) وقبلهم ألـ(مسؤولين) ألـ(نائمين) ألـ(دافعين) بلا حساب أو رقابةٍ!..

ولأننا مثلكم أيها الرياضيون الشرفاء، يا من تركتم الجمل بما حمل وجلستم على مقربةٍ من بيت حبّكم، نقول لكم.. متى تبدأ مرحلة الجد والعمل، فهل ستبقون في (سبات) أم ستتحرّكون و تتحررون من خوفكم وانهزاميتكم أمام مجموعةٍ من المؤشّر على أعمالهم الكثير من الخروقات التي لا تمحى بسهولةٍ، وإنما تحتاج إلى تداخلٍ (قانونيٍ) مع النزاهة.

اعتدنا رؤية ما يتم بناءه على عجلٍ أو صعوده بسرعة غير (معقولة) أو مخطط لها بتأنٍ أن يتهدم تلقائياً أو حال الاتكاء عليه لأنه بنيّ كالقصر من ألـ(رمال) أو يهوى بسرعة الصاروخ بعد تفكك ما يحميه بفعل دخوله أو خروجه من (الغلاف الجوي) أو ارتطامه بشيء لم يكن يعلم به وسيكون السقوط أسرع..!

هذا ينطبق على جميع من يعملون في أي سلك حكومي.. وظيفي.. رياضي.. أولمبي.. اتحادي.. صاحب أو مشتري أو متآمر على (كرسي) لأن (الثقة) نقصد (البناء) يحتاج أشخاص عاملة طاهرة اليد لتعمل وتعلّي البنيان المنشود، لأنها تعلم بكونها لاحقاً من تجني من خلفه الفائدة الشرعية وإن لم تستطع فسيكون للأجيال القادمة هذا إن كان هناك من يفكّر بهم أصلاً ولا يعتمد على (شلّة) يطلق ايديها فيضيع قبلها..!

وكي لا نتشعّب ونغوص في حيثيات قضايا كثيرة وساعتها يصنّفنا (البعض) في صف (سين أو صاد) وهو الدارج حالياً..

ها نحن نختصر ما نريد قوله بهذه الحكاية المأخوذة عن المجتمع المصري الشقيق وباتت مثل يضرب ويعتد به وهو.. (يا فرحة ما تمت خدها الغراب وطار)..

حيث يطلق المثل عند خيبة الأمل بعد الفرح الشديد المؤقت قصير المدة..

قالوا: أن إمرأة فقيرة اشتهت قرطاَ من الذهب تزيّن به أذنيها، خاصة وأنها كانت (طويلة العنق) فأرادت لفت الأنظار لجمال (عنقها).. فأخذت تدّخر القرش (عملة مصرية) على القرش..

تحرم نفسها وأبناءها من كل ملذات الحياة، حتى جمعت المبلغ المطلوب..

ذهبت المرأة الى السوق واشترت القرط (تراجي) باللهجة العراقية وعادت به إلى البيت، لا تكاد الدنيا تسعها من شدة الفرح، لكنها لم تصبر حتى تدخل بيتها، فوقفت على باب الدار تنظر إلى القرط بسعادة غامرة... كان في الـ(تراجي) خرزة حمراء، وتعلمون أن الطيور الجارحة تهوى اللون الأحمر وحتى الغربان تجذبهم الألوان الساطعة..!

شاهد غرابٌ المنظر فهوى على القرط بسرعة فائقة واختطفه منها وطار، جزعت المرأة وحزنت وصاحت قائلة والدموع تنسكب من عينيها فقالت على الفور: يا فرحة ما تمّت خدها الغراب وطار..

كثير من هذه الأمور تحدث في يوم وليلة ولكن من يتعلّم ويستكن ويعرف حدّه فيقف عنده..؟ لأن البناء مهما (ارتفع) تكفيه (هزّة) واحدة ويتهاوى ويصبح نثراً (منثورا) وهكذا بعض الطموحات..

ربما يزعل (علينا) البعض ويعتقد أننا نقصد شيئاً بعينه..!!

نخبر هؤلاء الآتي.. من اعتقد أننا قصدناه فقد صدق.. ومن لم يعتقد ذلك فصدق هو الآخر.. ولا تنسوا أن الغربان أصبحت كثيرة وحركاتها مثيرة في الاغواء.. وما كان بيدك اليوم (داري عليه وإلا سيؤخذ بوقت أسرع مما وصل إليك)!.. دمتم ولنا عودة هذا (إذا ما صار شي).