الخميس 28 مارس 2024 10:55 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

السياسة والبرلمان

الدكتور أيمن سلامة يكتب : إثيوبيا و دعاية الحرب

النهار نيوز

كشفت التطورات الدراماتيكية الأخيرة للنزاع المسلح غير الدولي في إثيوبيا – بلغة القانون الدولي الإنساني - عن لجوء المتحاربين : الحكومة المركزية في أديس أبابا ، و التكتلات العسكرية المختلفة المتمردة علي الحكومة بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إلي دعاية الحرب من أجل التأثير النفسي في العقيدة القتالية

و القدرة القتالية للخصم .

لجأ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلي وَصم خصومه المقاتلين بالإرهاب كما رفض التفاوض معهم ، حتي الآن ، بغرض تعزيز مركزه القانوني ، وفاجأ الجميع بإعلانه قيادة الجيش الإثيوبي علي الجبهات الأمامية ضد نمور التيجراي و أنصارهم ، كما أعلن " النفير العام " حاشدا المدنيين الإثيوبيين للقتال و الدفاع عن العاصمة الإثيوبية .

لجأت ، في المقابل ، ميليشيات التيجراي إلي الهجوم الدعائي المضاد منذ أسابيع حين أعلنت عن هدف مجهودها العسكري الرئيسي و المتمثل في إسقاط نظام آبي أحمد ، وتَوّجت دعاية الحرب التيجرانية في بث مقاطع الفيديو لآلاف أسري الحرب من الجيش الإثيوبي لأجل تثبيط الهمم و إشاعة الفشل بين الصفوف العسكرية و الأنساق الحكومية لنظام آبي أحمد .

لا مرية أن الأهداف الأساسية لدعاية الحرب لا تقتصر علي هدف واحد ، ولكن تتغي العديد من الاهداف أبرزها :

تغيير إتجاهات الرأي العام بتغيير قيمه ومعتقداته، وهذا بما يخدم الجهة القائمة بالدعاية ، وإثارة الشك في نفس الخصم لإضعاف ثقته بنفسه، وهذا بإضعاف إيمانه بقضيته وزعزعة أمله في كسب أي انتصار مادي أو معنوي، وإقناعه بالهزيمة المؤكد ، وزرع روح الإنقسام في صفوف العدو، بإثارة الفرقة بوجه عام بين الشعب وحكومته، وبين الجنود وقادتهم، وبين الأحزاب والطوائف، وبين الجيش والمدنيين للقضاء على كل طاقاته، و تدعيم الإنتصارات المكتسبة، بإشاعة الروح الإنهزامية في صفوف العدو، ونشر التوجيه السياسي الجديد في المناطق التي حررها الطرف المنتصر ،و تشجيع الجماعات المناهضة للحكم في الدولة الهدف التسهيل تفكك سلطة الخصم وانهيارها، وتحريض العناصر المعزولة على التمرد والقيام بأعمال تخريبية

لكن هناك أهداف أخري تقصدها دعاية الحرب ، منها : ردع أي دولة يحتمل وقوفها إلى جانب الدولة العدو لمساعدتها وتدعيمها، ومحاولة بث الشقاق بين الدول الأعضاء في الحلف الذي تنتمي إليه الدولة العدو، ومحاولة كسب تأييد الدول المحايدة، بإقناعها بشرعية الشخصية التي تحارب من أجلها، وتدعيم أواصر الصداقة مع الدول الحليفة ، و الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وقوتها، وذلك تصدي لدعاية العدو، وإقناعها بعدالة قضيتها، وبضرورة صلة الحرب حتى يتحقق النصر وإن تطلب ذلك تضحيات جسام.