الجمعة 26 أبريل 2024 06:01 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

عامريات.. ألم يعتصر القلب.. كيف أسامح من آذوني؟! مصطفى يا مصطفى انا بحبّك يامصطفى

النهار نيوز

كلما اطالع ما يستذكره عديد الزملاء هنا في هذا التجمّع الكريم أو ذلك الكروب أو ذاك الملتقى، أجد ما يعتصر قلبي الماً وفرحاً للذي اقرأه تحت إسم أي زميل قديم ممن عملنا معهم أو ربطتنا علاقة به عن قرب او بعد وهو يروي ذكرياته الجميلة عن فترة عمله في كنف عالم الصحافة والإعلام.. عراقي كان او عربي.. لأن الحدود لم يعد لها مكان في تلاقح الأفكار وأكثر من يستفزّ قلمي بابداعه لأخرج ما لدي هو الكاتب الصحفي الشامل الكبير مصطفى جمعة ابن (قنا) المشبّعة بعطر مصر أم الدنيا.. نعم هو يستفزّني بابداعه وأسلوبه الرشيق (سهل ممتنع).. وهنا لا انكر باني اقرأ لعديد الكتّاب والصحفيين ومن سنين ولكن انتظار ما يجود به (المعلّم) مصطفى جمعة يبقى سلوتي..
نعود ونكمل..
كما قلنا: نجد الذاكرة تفرح باستذكار حالات كثيرة مررنا بها أو مرّ بها غيرنا، ولكن أحياناً أجبر على تذّكر الأفعال غير الجيّدة للبعض من الذين آذوني وبشدة في مقتبل حياتي الصحفية التي وجدت فيها من الصعوبة ما لا يتخيّله عقل.. لم يكن طريقنا مفروشاً بالورود كما يعتقد البعض.. لأن الأشواك والدغل كنّا نجده يلقى عمداً بدروبنا.. وليتنا عرفنا سبب ذلك..

نعم (كلمة) المسامح كريم واجبة وخصوصاً للأحياء وقبلهم الأموات..! ولكن بعض الذين ماتوا كانت اذيتهم لي شديدة وعوقبت بسببهم بشدّة وتعلمون او لا تعلمون ماذا كانت تعني (تلك) العقوبات وقتها لشخص مثلي يسير بساق واحدة.. ولمن يرغب ان يعرف، يمكن له ان يسأل من عاشوا تلك الحقبة من رياضيين وصحفيين حيث كان قطاع الصحافة والاعلام والرياضة يدار من قبل ابن رئيس الدولة وقتها ونشك انه من كان يوجّه بتلك العقوبات التي يوصي بها من كانوا يعملون بإمرته ويتقرّبون منه ويعطونه النصائح (غير النظيفة) التي طالت أسماء كثيرة بين رياضيين وصحفيين وفنانين وووو.
إضافة لذلك، يكفي أن أكشف بأن أحدهم وكان الكل بالكل وقتها والأقرب لنقيب الصحفيين العراقيين، جعل انتسابي إلى نقابة الصحفيين العراقيين يتأخر لسنوات طوال (ظلماً)، بل وفصلني عدة مرّات من العمل ووجّه حتى بعدم تعامل أي صحيفة معي ومنها جريدة الحدباء الموصلية المحلية (مصدر رزقي) وعائلتي، حتى اضطررت يوماً وتحديداً سنة ١٩٩٧ بسبب فصلي أن أعمل (مصلح جداحات) على (بسطية) في الشارع العام..
وأغرب ما في الحكاية هو...
اني كنت يومها في مقتبل العمر واستطعت بجهودي واندفاعي أن أنال لقب (أفضل مراسل صحفي رياضي) في العراق وتم تكريمي عن ذلك في احتفالية اهم صحيفة رياضية في العراق "البعث الرياضي" التي هي بذات الوقت تمثّل بكادرها من المحررين (رابطة المحررين الرياضيين) مع بعض رؤساء الأقسام للصحف الأخرى وعينات محدودة من البارزين.. يعني مثل اتحاد الصحافة الرياضية العراقي حالياً..

جرت الاحتفالية في فندق بابل الدولي.. قاعة القيثارة..
فرحت بما لقيته من احتفاء الزملاء بي ولا أنسى كلمات الرائع الزميل حسام حسن مقدم البرامج الرياضية في قناة الحرة عراق حالياً والتي ارتجلها عني وقالها بحقي وابكتني ومن حضر الاحتفالية..

لكن الصدمة التي قصمت ظهري تمثّلت حين نشر خبر تكريمي وفصلي من الجريدة (البعث الرياضي) في يوم واحد.. وهو ٤/ آذار/ ١٩٩٧..
خبر الفصل بالصفحة الثانية والأفضل عن لقب (افضل مراسل صحفي رياضي) لعام ١٩٩٦ في الصفحة الأخيرة..

هل حصل ذلك مع أحد في الكرة الأرضية منذ خلق الله مهنة الصحافة لنا او هدانا للتعرّف على الحروف والأوراق للكتابة..؟

لا بل الأغرب من كل الذي مضى هو صدور أمر الفصل بتاريخ الأول من آذار ١٩٩٧.. بتوقيع ذلك الشخص الذي لا أعرف لماذا كان يحاربني حينها حتى عرفت لاحقاً وليتني لم أعرف..

يعني بالاوراق (صحفي مطرود ومفصول.. كيف تم اختياره الأفضل) لا منطق يجيز ذلك في العالم أجمع..

من يسأل عن صدق الرواية يمكن لي أن أضع هنا بعض الأقصوصات وحتى الكتب الرسمية إن تم التشكيك بكلامنا.. وقد فعلت مع المقال..

أجمل ما في الموضوع هو ما حصل لاحقاً حين طلبت رئاسة تحرير البعث الرياضي معاودتي للعمل ونسيان ما حصل، حين اتصل بي رئيس التحرير شخصياً وأغدق عليّ بعبارات الثناء واعتذر مني الرجل حينها، لكني رفضت إلا بعد....... وتحقيق طلباتي التي قلتها له..

نعم اعتذرت عن العمل معهم وقلت لا أعود الا بعد رد اعتباري علناً ورسمياً وكان شرطي الآخر هو أن أكون بدرجة (محرر) حالي كحال من كانوا يصنّفون كمائزين وهم يستحقون التميّز وقتها..
لأني حين انالها درجة (محرر) يكون المجال مفتوحاً للتواجد في رابطة المحررين الرياضيين العراقيين..
أجل هذا ما يحصل ما أن أصبح محرراً في "البعث الرياضي"..

وفعلاً تم ذلك وزادوا عليه بمنحي سفرة كـ(موفد) مع وفد منتخب العراق للتايكوندو المغادر للمشاركة في بطولة العرب وكانت إلى الأردن.. كنوع من التكريم والاعتذار المبطّن..!

يالها من ذكريات..
جعلتني وانا اكتب تسقط دمعة حائرة من عيني وسألت.. لماذا يحارب من يبحث عن المهنية والابداع..؟
ترى كم شخص مرّ بتجربة مرّة لم يستطع نسيانها؟..
ولصاحب القلم الماسي مصطفى جمعة الكاتب المصري الكبير اقول.. مصطفى يا مصطفى انا بحبّك يا مصطفى..
دمتم ولنا عودة إن شاء الله.. هذا اذا (ما صار شي)..

ملاحظة:
السطور أعلاه هي جزء من كتاب اعكف على إنهائه يحمل عنوان (الريشة لازالت في حبري).. يحتوي على كم كبير من الأسرار والوثائق..

عامريات. ألم يعتصر القلب