الخميس 28 مارس 2024 01:39 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

السياسة والبرلمان

أيمن سلامة : لماذا تتوسل حركة طالبان الإعتراف الدولي بحكومتها ؟

النهار نيوز

تحاول حركة طالبان الحصول على اعتراف دولي بحكومتها، وللوصول إلى هذا الهدف يكرر قادتها في كل مناسبة رسائل الطمأنة للداخل والخارج بأنها لا تفعل شيئا يسبب قلق المجتمع الدولي في قضايا كالسماح للمرأة الأفغانية بالدراسة والعمل، واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير والسفر والتنقل للمواطنين، والأهم منع استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد لدول الأخرى ، وتسعى الحركة لتفادي العزلة الدولية كما في فترة حكمها الأولى، حيث لم يعترف بحكومتها آنذاك إلا باكستان والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.

تدرك زعامة الحركة، وخاصة مكتبها السياسي، أهمية الاعتراف بالحكومة الجديدة، وتحذر في مجالسها واجتماعاتها الداخلية من سلوكيات وقرارات قد تعرقل الاعتراف الدولي ، كما تؤكد على ضرورة إبداء مرونة أكثر وانتهاج سياسة براغماتية مع العالم تجنبا لدفع أفغانستان نحو العزلة الدولية، وآثارها السلبية خاصة على الصعيد الاقتصادي.

هناك العديد من الآثار القانونية و السياسية لاعتراف المجتمع الدولي بحكومة الدول ، لكن يأتي في الصدارة من هذه الآثار اعتبار حكومة طالبان المؤقتة الممثل الشرعي لأفغانستان، ويعني ذلك انتقال الطبيعة القانونية لطالبان من حركة مقاومة مسلحة، كانت توصف بـ"الإرهابية"، إلى حكومة شرعية تتمتع بكافة الحقوق المتعارف بها دوليا، ومنها العضوية في منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية ، فضلا عن اعتبار حكومة طالبان الممثل الشرعي لأفغانستان لدي الدول و المنظمات الدولية ؛ وهنا يستطيع الممثلون الرسميون لأفغانستان التفاوض و توقيع وإبرام المعاهدات و الإتفاقيات الدولية .

لا جرم أن الإعتراف الدولي بحكومة طالبان المؤقتة ، يضفي شرعية علي فرض سلطانها وسيادتها علي كافة ربوع أقاليم الدولة الأفغانية ، و اللجوء لإجراءات القهر و الزجر لإنفاذ التشريعات و اللوائح وغيرها التي تصدر عن البرلمان و الهيئة التنفيذية في البلاد ، فضلا عن حق استخدام القوة في مواجهة خصومها في الداخل، وفرض القانون عن طريق القوة المسلحة في مواجهة المتمردين الذين سيصمهم المجتمع الدولي بهذا الوصف .

لا يغيب عن الأذهان أن العلم الأفغاني في حقبة ما قبل طالبان لا زال يرفرف في منظمة الأمم المتحدة ، ولازال الممثلون السابقون للحكومة الأفغانية المخلوعة هم الذين يمثلون دولة أفغانستان لدي المنظمة ووكالاتها و هيئاتها المختلفة ، وسيتغير ، لا مشاحة ، هذا الوضع بمجرد الإعتراف الدولي بالحكومة الجديدة في كابول