الجمعة 26 أبريل 2024 01:24 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

السياسة والبرلمان

أيمن سلامة يكتب : هل ستخرج الشركات العسكرية و الامنية الخاصة من ليبيا ؟ (1)

النهار نيوز

مخاض عسير خاضه المجتمع الدولي من أجل تحقيق أحد المكونات الرئيسية لتحقيق السلام الدائم في ليبيا المكلومة بصراع مسلح دولي منذ نيف وعشر سنوات .

لا جَرَم أن السؤال الخطيرو الأهم في هذا الصدد ، هو ماهية الشركات الأمنية و العسكرية الخاصة التي انتشرت في كافة ربوع الإقليم الليبي علي حد سواء ، ومتي يعامل منتسبيها ذات المعاملة القانونية التي أقرها القانون الدولي و القانون الدولي الإنساني للمرتزقة في هذا الصدد نشرع في طرح العديد من المقالات القانونية التي تتناول ماهية وطبيعة و الوظائف الرئيسية التي تقوم بها هذه الشركات التي استعانت بها الدول و منظمة الامم المتحدة في العديد من المهام المختلفة .

لقد تعددت التعريفات التي سيقت لتحديد مفهوم الشركات الأمنية الخاصة إلا أن غالبيتها اتفقت على المضمون، و فيما يلي نورد في البداية أبرز التعريفات الخاصة بها، فقد عرفها البعض بأنها : تلك الشركات التي تعمل في تقديم خدمات أمنية سليمة في المناطق التي تشهد نزاعات أو صراعات عالية المطورة ، و دمغها البعض الأخر بأنها : شركات مدنية متخصصة في تقديم عروض خدمات تجارية للكيانات الوطنية والأجنبية ، بقصد حماية الأفراد والممتلكات الإنسانية والصناعية ، في إطار قواعد القانون الوطني المعمول بها.

أيضا وَسَمها الأخرون بأنها : : كيانات تحاول الانصياع لقواعد القانون الدولي ، من خلال حرصها على الابتعاد عن العمليات القتالية المباشرة واتجاهها إلى توفير خدمات الدعم ، مثل البناء ، والنقل ، وتشغيل الموانئ ، والخدمات اللوجستية ، والتخفيف من المشاكل الأمنية ، وتوفير الحماية للأفراد والممتلكات ، والعمل مع قوات الأمن الوطنية ، وقوات حفظ السلام المتعددة الأطراف لتوفير المساعدات الإنسانية .

ووفق التشريع السعودي : تلك الشركات المرخص لها من السلطات المختصة لتقديم وتوفير الخدمات المختلفة للأمن مثل حراسة البنوك والمنشآت الخاصة ونقل الأموال ، أما التشريع العراقي المعني بالشركات الأمنية فهذه الشركات الامنية الخاصة هي : الشركة العراقية أو فرع الشركة الأجنبية التي تقوم بعمل يتمثل بتقديم خدمات الحماية الأمنية لمن يطلبها من الأشخاص الطبيعيين والمعنويين، لقاء أجر .

فيما يتعلق بأهم المهام و الوظائف التي تقوم بها هذه الشركات ، فتعد الوظائف التالية هي الأبرز لهذه الشركات :

أولا: المشورات والتدريبات: تقوم العديد من الشركات الأمنية الخاصة بالتعاقد مع الدول بهدف تقديم الاستشارات ذات الطابع الأمني وتدريب قوات الأمن على تقديم أفضل الخدمات الأمنية وأعمال الحراسة ، مثال ذلك ما قامت به شركة (Control Risks Group) في الفليبين من تحليل للمخاطر وتقديم تقييمات التخطيط الأمني لمواقع الألغام وأماكن استكشاف الطاقة .

ثانيا : خدمات استخباراتية: يتولى العديد من الشركات الأمنية الخاصة مهام استخباراتية تتمثل بتقييم التهديدات ، وتحليل المعلومات ، ومكافحة التجسس وغيرها ، مثال ذلك ما تفعله شركة (Kellog Brown & Root) في القواعد الأمريكية في العراق ، وكذلك شركة (AirScan) التي تستخدم طائرات من طراز - 337 Cessna - المزودة بأجهزة استشعار التوفير المراقبة الجوية في محيط المنشآت النفطية في أنغولا.

ثالثا : مرافقة قوافل الإمدادات والمساعدات الإنسانية : وهي من الخدمات التي تتميز بها بعض الشركات الأمنية الخاصة ، مثل شركة(control risks group ) التي كانت مكلفة بمهمة توزيع العملة المطبوعة حديثة على جميع البنوك العراقية ، وكذلك شركة (Armor GOL) التي تؤمن الحماية للمنظمات الإنسانية غير الحكومية ، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر (CIC) ومنظمة (CARE) .

رابعا : الأمن الشخصي لكبار الشخصيات والمسؤولين : يقوم بهذا اللون من الخدمات شركات امنية خاصة كثيرة ، منها شركة (Black Water) الأمريكية التي كلفت بحماية الحاكم المدني السابق في العراق بول بريمير والسفير الأمريكي ، إضافة إلى شخصيات أمريكية أخرى في العراق وكذلك ما قامت به شركة (DynCorp) من تقديم الحماية الأمنية اللازمة للرئيس الأفغاني الأسبق حامد کرازي وغيره من أعضاء الحكومة الأفغانية .

خامسا : تأمين المقرات والمواقع الرئيسية: تقدم الكثير من الشركات الأمنية الخاصة هذا النوع من الخدمات ، ومثال ذلك شركة (Custer Battes) للخدمات الأمنية التي كلفت بتأمين حماية مطار بغداد الدولي ،وكذلك تقدم شركة (Hart Group ltd) البريطانية بحراسة خطوط الطاقة التابعة لوزارة الكهرباء العراقية ، كما قامت شركة البترول الإنكليزية في كولومبيا بالتعاقد مع إحدى الشركات الأمنية الخاصة التعمل بالتعاقد مع إحدى القوات التابعة للجيش الكولومبي على حماية أنابيب وآبار البترول .

أما فيما يتعلق بالشركات العسكرية الخاصة ، فقد تعددت التعريفات التي سيقت لتحديد مفهوم الشركات العسكرية الخاصة إلا أن أغلبها اتفق على المضمون، ونورد أو التعريفات الخاصة بها، ومن ثم نتطرق إلى مهامها على النحو الآتي:

هي عبارة عن شركات تجارية متخصصة في تقديم خدمات مهنية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحرب ، وتمثل تطورا لممارسة قديمة تدعى المرتزقة أو (كلاب الحروب)، ويمكن لهذه الهيئات الاعتبارية أن تقوم مجموعة واسعة من الخدمات ، كتوفير المهارات العسكرية ، وإجراء عمليات قتالية تكتيكية ، والتخطيط الاستراتيجي والاستخبارات والعمليات والدعم اللوجستي وتدريب القوات والمساعدة التقنية .

ووسَمها البعض أنها : شركات مدنية مسجلة ، متخصصة في تقديم عقود التدريب العسكري ، وعمليات الدعم العسكري ، والقدرات التشغيلية ، أو التجهيز العسكري للكيانات الشرعية الوطنية أو الأجنبيية.، واعتبرها البعض أنها) : شركات تجارية متعددة الجنسيات تقليم خدمات تنطوي على إمكانية ممارسة القوة على نحو منهجي، وبالوسائل العسكرية نقل تعزيز القدرة للعملاء).

ذهب بعض الشراح إلي وصف هذه الشركات بأنها : كيانات متخصصة يتم التعاقد معها لتقديم مجموعة واسعة من خدمات خبرة المساعدة العسكرية ، بدءا من توفير الإمدادات العسكرية والدعم التقني ، وانتهاء بمجالات العمليات القتالية التكتيكية ، ومرورا بالتخطيط الاستراتيجي ، وجمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها ، والدعم التشغيلي ، وتدريب القوات والمساعدة التقنية .

مقارنة بطبيعة المهام التي تقوم بها الشركات الأمنية الخاصة ، تقوم الشركات العسكرية الخاصة بالعديد من المهام لعل أبرزها :

أولا : المشاركة في العمليات القتالية ، حيث يقوم بتنفيذ هذا اللون من المهام الشركات القتالية الخاصة أو " شركات الخدمات العسكرية "، فهذه الشركات تقدم خدماتها في خطوط الجبهة الأمامية (طليعة المعركة ) من خلال الانخراط في القتال الفعلي، وغالبا ما يكون لهذه الشركات اتصال مباشر مع قاعدة العمليات ، ومن الأمثلة على هذه الشركات شركة (Executive Outcome) التي اشتركت في القتال في دولة سيراليون .

ثانيا : تقديم المشورة وخدمات التدريب: وهذا النوع من الخدمات تقدمه الشركات الاستشارية العسكرية ، وتتمثل هذه الخدمات بتحليل المعطيات والمعلومات وإعادة تشكيل البيئة الاستراتيجية والتكتيكية من خلال إعادة هندسة القوات العسكرية المحلية ، مما يؤدي إلى رفع مستوى قدراتها التقنية والقتالية ، وهذا يعني أن هذه الشركات لا تعمل في ساحة المعركة، ومن الشركات الرائدة في تقديم هذه الخدمات شركة (Vinnell) التي قدمت المشورة لقوات الأمنية السعودية إبان احتلال المعارضة للمسجد الحرام في مكة المكرمة عام 1979، أما شركة (DynCorpntonational ) فقد قامت بتدريب القوات المسلحة وقوات الأمن العراقية.

ثالثا : تقديم الدعم اللوجيستي : تعمل في هذا المجال شركات الدعم العسكري التي تقوم بتقديم الوجبات الغذائية للقوات وإسكانها ، والقيام بمهمات النقل والإمداد وغيرها من الخدمات اللوجستية، وتعد شركة ( Brown & Root Services BRS) من بين أهم الشركات العاملة في هذا المجال ، فقد حصلت على عقد بقيمة مليار دولار لدعم قوات (كوفور) في كوسفو.

رابعا : تأمين الصيانة: من الخدمات التي تتميز بها شركات التصنيع أنها تعمل على تجهيز وصيانة الأجهزة العسكرية بمختلف أنواعها مثل الطائرات و السفن الحربية وغيرها ، ومن هذه الشركات شركة (GeneralDyamics) و شركة (Lockcheed Martin) و شركة (United Technologies Corp).

خامسا: خدمات الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة وإدارة هذه الخدمات المتعة التي تقوم بها العديد من الشركات المتخصصة في الاستخبارات وجمع المعلومات و مجال الأقمار الصناعية والاستطلاع الجوي وتحليل الصور الجوية، وغيرها من المهام المتعلقة بجمع المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية وتحليلها ، ومن هذه الشركات (US Diligence LLC) التي أسسها أعضاء سابقون في جهاز الاستخبارات الأمريكية (CIA) وجهاز الاستخبارات البريطانية (MI5) و التي تعمل في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها ، وكذلك ، فإن عدة شركات قامت بإرسال العديد من موظفيها المختصين في مجال الاستخبارات و التحقيق و الترجمة للعمل في العراق. وأيضا ما قامت به شركة (BMD) الأمريكية من تقديم مترجمين لدعم العمليات العسكرية في كل من الصومال وهاييتي والبوسنة وغيرها .

سادسا : القيام بمهمة إزالة الألغام : إن القيام بنزع الألغام لیس بالشئ البسيط ، لذا فإن القيام بهذه العملية يتطلب مهارة فائقة و خبرة عميقة لما يترتب عليها من مخاطر أثناء إزالة الألغام .