د. آمال صالح تكتب: أين الملاذ...؟!!!

وقع الكلمة...أم وقع الإحساس...أم هي تراكمات من الشحنات السلبية يتعرض لها عقلنا، ويصاب بلوثة من الزهد بالإبتعاد عن كل شيء...؟؟؟

أنا أقول ليست الكلمة وحدها هي التي تجرحنا أو تصيبنا بالإحباط...
طريقة الكلام...النغمة التي في الصوت... المساحة التي تملأ الفراغ بين الكلمات...البحث عن تكملة الجملة...
هذه المساحة الاصوتية المشحونة بكم من الكلام...نسمعه بطريقتنا.

عندما نمتلك إحساسا مرهفا، هو في الحقيقة مرآة يعكس انفعالاتنا نحن ولكن في ذات الوقت يخول لنا استقطاب أحاسيس الآخر الغير معلنة.

ونحن حين نتضايق من شيء... نهرب من أنفسنا علنا نجد راحة عند الآخر... وهو الأمر الغالب عند معظم الناس، ولكن أحيانا يحدث العكس لأن الطرف الذي اخترناه ملاذا غير مستعد لسماعنا وهذا ما يزيد في حزننا أو بالأحرى إحباطنا.

ثم هناك بشر يأتون على شكل رسائل، محملين بطاقة إيجابية
هي طاقة الحب والخير... هؤلاء يأتون وكأننا كنا معهم على موعد...

نصل إلى مرحلة في حياتنا نحس فيها بدوار وزخم كبير من التعب...التعب المرير الذي يفتح لليأس بابه ونظن أن الحياة لم يعد لها طعم... تنقلنا الحياة في هذه القسوة والبرود الذي يختلج رغبتنا في الحياة... فنتساءل هل مازلنا نحيا...؟!!

تتقاذفنا كل أنواع الأسئلة المعقدة...ثم نعثر علي يد تمتد إلينا
من بين العالمين عالم الحياة وعالم يغوص بنا في متاهات البعد عن كل شيء...

هنا أريد أن أقول من عمق التجربة...أولا تصالح مع نفسك وأحبها وارفق بها... لا تدع الأحزان تنتصر عليك...تحاورمع نفسك خفف عنها كل ما يزعجك...دع الوقت يفصل بين الإحساس المرهق بسبب ما في لحظة ما يهدأ... وسترى الأمور بطريقة مغايرة...وربما حتى ستشكر الظروف التي أزعجتك انها وضعتك على الطريق الصحيح أو ساهمت في تصحيح نظرتك أو عمقت رؤيتك للأشياء...

بهذا تكون أنت الرابح في كل الأحوال...وأن طريقة تفكيرك وتغير تعاملك مع الأشياء قد حمل لك بعدا توعويا سيجعل حياتك تنقلب إلى الأفضل.

وأريد أن أقول أيضا إلى تلك اليد التي تمتد إلى التخفيف عن الآخر بكل عفوية وكأنها تفعل شيئا عاديا من ضمن فعاليات يومها...وأن تلك الإبتسامة التي تقابلك لتمسح آثار بكاء القلب وتزرع مكانه بذرة لبداية جديدة...

وأن الكلمة التي تأتيك بوقع جميل في مساحة زمكانية محملة بنوايا وبشرى قادرة أن تغير مصيرك الذي ابتدأ يغوص في اللازمن وتعطيه ألف معنى... وتقول له بكل ثقة القادم أحسن...!!!