الجزائر- جيبوتي.. ”الخضر” يراهنون على انطلاقة قوية


سيكون المنتخب الوطني الجزائري، على غرار باقي المنتخبات الأفريقية بداية من الغد الخميس، على موعد مع دخول معترك تصفيات القارة السمراء المؤهلة إلى نهائيات كاس العالم، وسط توقعات بتأهل منتخب "المحاربين" وتألقه في هذا العرس العالمي الذي ستستضيفه قطر ولأول مرة في الشرق الأوسط والبلدان العربية.
وكانت قرعة التصفيات التي أقيمت مطلع عام 2020 قد أوقعت "الخضر" في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات بوركينا فاسو، وهو المنافس الأبرز لرفقاء رياض محرز في هذا السباق، إضافة إلى منتخبي جيبوتي والنيجر، وهما منتخبان من المنتظر ألّا يُشكلا أي صعوبة لأبطال أفريقيا في طريقهم للتأهل الى العرس الكروي العالمي. ويستهل رفقاء القائد رياض محرز مشوارهم في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم بمواجهة على ملعب مصطفى تشاكر في مدينة البليدة أمام منتخب جيبوتي، ليلة الغد بداية من الساعة التاسعة بتوقيت القاهرة، على أن يرحل لمواجهة منتخب بوركينا فاسو في 7 من شهر سبتمبر الجاري.
جيبوتي.. الحلقة الأضعف في مجموعة الجزائر
منتخب جيبوتي يُعتبر مجهولا جدا بالنسبة للمتابعين في الجزائر وحتى بالنسبة للناخب الوطني جمال بلماضي الذي اعترف بذلك، في تصريحاته بعد عملية القرعة مباشرة، وهو بالتأكيد أمر مفهوم، لأن الأمر يتعلق بمنتخب لا تاريخ له على الصعيد الإفريقي وحقق انتصارين فقط في المواعيد رسمية طيلة 12 عاما. ويُعد منتخب جيبوتي الحلقة الأضعف، ليس في مجموعة "الخضر" فقط، بل في كامل التصفيات الحالية، إذ نجح في العبور إلى هذا الدور بعد اجتياز منتخب متواضع آخر هو "إسواتيني" في الدور التمهيدي. ويحتل المنتخب الجيبوتي في الوقت الراهن المركز 184 على المستوى العالمي حسب تصنيف "الفيفا" الذي يضم 210 منتخبات، ولا يتقدم على الصعيد الإفريقي سوى على 3 منتخبات فقط، هي الصومال، السيشل وإريتيريا. ورغم ذلك، فإن نتائج منافس المنتخب الوطني تحسنت مؤخرا، ففي تصفيات التمهيدية لكأس أمم إفريقيا 2021، أقصي بصعوبة بالغة على يد المنتخب الغامبي عبر ركلات الترجيح، بعدما تعادل معه ذهابا وإيابا (1-1). لاعبوه غير معروفين على الإطلاق، ينشطون كلهم في جيبوتي باستثناء لاعب واحد استفادت منه جيبوتي مؤخرا عن طريق قانون "البهاماس" ينشط في الدرجة الثانية في بلجيكا، والمدرب الذي يشرف على هذا المنتخب منذ مارس 2019، هو الفرنسي "جوليان مات"، علما أنه مدرب مغمور، عمل قبل التحاقه بجيبوتي مع أندية في الكونغو برازافيل ويبلغ 38 عاما فقط. وقبيل مواجهة “الخضر”، أقام منتخب جيبوتي تربصا تحضيريا بِتونس في أواخر مارس الماضي، تخلّلته مقابلتان ودّيتان مع ناديَين محلّيَين. ثم خاض في يزنيو الماضي مواجهتَين أُخريَين، وفاز في الأولى وخسر في الثانية بِالنتيجة ذاتها (1-0): ودّية أمام الصومال، ورسمية أمام لبنان في إطار تصفيات كأس العرب المُبرمجة بِقطر في نوفمبر وديسمبر المقبلَين.
أحلام وأرقام قياسية تنتظر "الخضر"
ومن الأرقام التي سيكون "الخضر" أمام فرصة تحسينها، الرقم القياسي في عدد المباريات المتتالية دون هزيمة. فقد كان "المحاربون" قد وصلوا في جوان الماضي إلى المباراة الـ 27 دون خسارة وتحطيم الرقم السابق الذي كان مسجلاً باسم منتخب كوت ديفوار (26 مباراة)، ومنه الاقتراب من الرقم العالمي بـ 35 مباراة، المسجل حالياً باسم منتخبي البرازيل وإسبانيا. ولو أن المنتخب الإيطالي حامل لقب بطولة أمم أوروبا الأخيرة يبقى على بعد مباراة واحدة من معادلته، بعدما وصل إلى 34 مباراة دون هزيمة، وهو المنتخب الذي يعيش كذلك فترة ذهبية مع مديره الفني روبرتو مانشيني منذ تعيينه عام 2018، خلفاً للمقال جيامبييرو فيانتورا الذي كان قد فشل في تأهيل منتخب بلاده إلى مونديال روسيا.
هجوم ّالخضر" في أحسن أحواله قبل مواجهة جيبوتي
وعشية مواجهة جيبوتي يتواجد هجوم “الخضر” في أفضل أحواله، حيث سجل إسلام سليماني انطلاقة موفقة مع ليون الفرنسي، غير أن العقوبة الآلية بسبب تراكم البطاقات أثرت عليهم وحرمته من المواجهة الأخيرة لفريقه، فضلا عن ذلك فإن القائد رياض محرز، ورغم دخوله المتأخر في مباراة فريقه مانشستر سيتي أمام أرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أنه كان أحد أفضل اللاعبين فوق أرضية الميدان وقدم تمريرة حاسمة لزميله ستيرلينغ الذي وقع الهدف الخامس في المباراة التي انتهت بنتيجة ثقلية (5-0) لصالح السيتي، كما خطف سعيد بن رحمة الأضواء من الجميع بسبب بدايته المثالية والقوية مع ناديه وست هام الإنجليزي في “البريمرليغ”، حيث ولحد الآن ساهم في أربعة أهداف لفريقه ما بين صناعة وتسجيل (سجل هدفين وصنع اثنين)، ويسير بخطى ثابتة ليكون أحد نجوم “البريمرليغ”. ويمكن القول إن الأداء الرائع لبن رحمة مع فريقه بمثابة ضغط على مهاجم قطر القطري يوسف بلايلي، الذي ورغم أن مكانته رفقة بغداد بونجاح في تشكيلة المدرب جمال بلماضي، لا نقاش فيها، نظرا لما يقدمه في كل مباراة بقميص المنتخب الوطني، إلا أن الموازين قد تتغير وتصب في مصلحة بن رحمة هذه المرة، على اعتبار أن الأخير خاض لحد الآن 3 مباريات رسمية مع فريقه، في وقت لم يلعب بلايلي ولا مباراة مع ناديه، بما أن الدوري القطري مرتقب انطلاقه في سبتمبر المقبل، ولو أن فلسفة بلماضي وثقته الكبيرة في الثنائي بلايلي وبونجاح تقول عكس ذلك.
ملعب مصطفى تشاكر “مقبرة” خصوم "الخضر"
خاضت النخبة الوطنية 40 مقابلة بالبليدة لم تنهزم ولو في واحدة في حين تعادلت في لقاءين اثنين فقط وكانا أمام كل من تنزانيا في سبتمبر 2010 (1-1) ضمن تصفيات كاس إفريقيا للأمم 2012، وهو التعثر الذي عجل برحيل الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان. هذا التعثر المفاجئ للخضر دفع التشكيلة الوطنية الي مواصلة بقية لقاءاتها التصفوية لكأس افريقيا 2012 بكل من عنابة امام المغرب (فوز 1-0) وبـ 5 يوليو امام افريقيا الوسطى (فوز 2-0). بعدها عاد الفريق الوطني الى ملعب تشاكر مجددا في عهد المدرب وحيد حاليلوزيتش مع انطلاق التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2014 وكأس افريقيا 2013 والتي حقق خلالها الخضر الانتصارات. لكن مرة أخرى سجل المنتخب الوطني تعثرا آخرا في تصفيات مونديال 2018 وكان ذلك أمام الكاميرون (1-1) مع المدرب الصربي رايفاتش. ورغم ذلك يبقى الخضر دون هزيمة في تشاكر.وفي عام 2019، لعب محاربونا 16 مباراة بينها 6 وديات، حققوا الفوز في 13 منها ( 10 في مباريات رسمية و4 في مواجهات ودية) وتألقت كتيبة الخضر بشكل لافت في “كان” 2019 التي أقيمت بمصر، حيث توجت بلقبها بعدما لعبت 7 مباريات فازت في 6 (تجاوزت كوت ديفوار في دور الثمانية بركلات الترجيح 3-4، بعدما انتهت المباراة بالتعادل 1-1 بعد التمديد)، وسجلت تشكيلة المدير الفني جمال بلماضي، 29 هدفا منها 19 هدفا في المواجهات الرسمية خلال عام 2019، في حين تلقت شباكها 7 أهداف، 4 منها في المباريات الودية فضلا عن حفاظ مبولحي على شباكه نظيفة في آخر 5 مباريات.