الكاتب الصحفي محمد عاصم  يكتب: العولمة الرياضية ” 2 ” 

* مع انتهاء أولمبياد اليابان من أيام قليلة ، سارع بعض الإعلاميون والرياضيون والشخصيات العامة ، تسارعوا في كثير من الدول التي أخفقت في النتائج الأولمبية، إلى المطالبة بحل اللجنة اللجان الأولمبية الأهلية وبعض مجالس الاتحادات التي فشلت في تحقيق انجاز ، سواء في مصر أو السودان وتونس والعراق وغيرها من الدول التي تنعم بقليل من حرية الرأي ، هؤلاء طالبوا بإقالة مجالس إدارات اللجان الأولمبية والاتحادات الرياضية التي فشلت في انجاز، والتحقيق معها ،وتعيين مجالس جديدة، هؤلاء الذين يطالبون بالحل والإقالة ، ليس لديهم الرؤية حول العولمة الرياضية، لأنها تتيح إلى اللجنة الأولمبية الدولية توقيع حساب عسير علي الدولة التي تقوم بالإقالة أو الحل لأي مؤسسة رياضية.

* اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الدولية لاتوافق علي تدخل الدولة بالإقالة أو الحل ، الحل أو الاقالة اذا تم اكتشاف فساد مالي فقط ،أو تزوير في محررات إدارية، أو تلقي رشوة، عدا ذلك لايسمح للدولة التدخل في القطاع الرياضي مهما ساءت النتائج.

* العولمة الرياضية أعطت ميزة كبرى للدولة التي تنظم الأولمبياد ، بمشاركة وتواجد ألعاب غير أولمبية ، ومن هنا استحدثت اليابان تواجد رياضة الكاراتية لأول مرة في أولمبياد 2020 ، ومن حسن الحظ ان تفوز بطلتنا المصرية فريال اشرف بالذهبية ، والسعودي طارق حامد ، ولن يتواجد الكارتيه في أولمبياد باريس 2024 .

*أصبحت العولمة تتحكم في القطاع الرياضي، بعد زوال مفهوم الهواية ، الذي لايسمن ولايغني من جوع، لأنه كان بعيدا عن الاحتراف وحب المال حبا جما ، العولمة في كل قطاع قوامها المال، والمال هو كل شيء في فقه الرأسمالية، مع العولمة أصبحت سلطة الدولة معدومة تجاه اللجان الأولمبية الوطنية في كل دولة ،وأيضا مع الاتحادات الرياضية ،رغم أن كل الدول تصرف كل موازنات اللجنة الأولمبية من عندها ، وأيضا تصرف علي كثير من الاتحادات الرياضة، ومن ثم أصبح إشراف الدولة علي اللجان الأولمبية والاتحادات، هو تنظيم ورقابة مالية فقط.

* من الأمثلة التي تبرهن علي ذلك هو إخفاق المنتخب المصري لكرة القدم بعد مونديال روسيا 2018 ، وتعالت الصرخات حينئذ باقالة اتحاد الكرة المصري برئاسة هاني أبوريدة " وهو عضو في تنفيذية الفيفا "، وزير الرياضة والشباب المصري لم يقترب من اتحاد الكرة من قريب أو بعيد ،حتي استقال هاني أبوريدة ومن معه من تلقاء أنفسهم ، وفي حال الاستقالة تبسط الدولة سلطتها في تعيبن مجلس مؤقت، وحرص أبوريدة أن يرفع الحرج عن الحكومة المصرية لأنه يعلم الخفايا، واستقال مكرها مجبرا. * ومثال آخر للعولمة الرياضية التي كسرت أنوف الحكومات ، حينما قامت اللجنة الأولمبية الدولية بايقاف النشاط الرياضي الكويتي بالكامل من عام 2015 لأن الحكومة تدخلت في القطاع الرياضي، وشاركت الرياضة الكويتية تحت العلم الأولمبي في أولمبياد البرازيل 2019 ،رغم أن الكويتي الشيخ فهد الأحمد عضو اللجنة الاولمبية الدولية ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس الاتحاد الاسيوي لكرة اليد ، حتي تم رفع الحظر 2019 .