الشاعر حمد العسعوس الخالدي يكتب: حوار العقل والروح


- حوارُ العقلِ والرٌُوح ..!
شعر/ حمد العسعوس الخالدي
ألقيتُ رَتْلَ هُمُومِي - خَلْفَ مُنْتَجَعِي
وَزَالَ ظِلٌُ اكتئابي، واخْتَفَى وجعي
البحرُ، والموجُ .. أغراني احْتِدَامُهُما
فَطِرْتُ - أسبحُ مَسْرُورَاََ ، مَعَ الْبَجَعِ
دَوٌَامَةُ البحرِ .. ألْقَتْنِي على يَدِهَا
ورغوةُ الموجِ طَارَتْ بي على الْوَدَعِ
كأنني كنتُ مَأْسُوراََ ، ومُحْتَجَزَاََ
تَقَاذَفَتْهُ رياحُ الأُنْسِ ...، والْمُتَعِ..!
أجِيءُ للبحرِ مثلَ الطٌَيْرِ - تحملُني
سحابةُ الحُلْمِ، والأشْوَاقِ، والْوَلَعِ
مُهَاجِرَاََ من لَظى الصحراءِ، يَجْذِبُني
نَدَى البحارِ ..، وللصحراءِ مُرْتَجَعي..!
الروحُ تهفُو .... لما يَسْمُو بِمُتْعَتِهَا
والعقلُ يأمرُنِي بالزٌُهْدِ ، والْوَرَعِ..!
ما بين رُوحِيْ وعَقْلِيْ كنتُ مُنْشَطِرَاََ
مُعَلٌَقَاََ بين حَبْلِ الزٌُهْدِ ...، والطٌَمَعِ..!
يا أيٌُها الروحُ .. رُدٌِي بعضَ ما سَرَقَتْ
سَبْعُونَ عَامَاََ، وشُدٌِي العزمَ، وانْدَفِعِي
يا أيٌَها العقلُ .. دَعْنَا - في انْتِقَالتِنَا
على الشواطيء، نَبْنِي خيمةَ الخِدَعِ
العمرُ يَمْضِي...، وكُلٌُ الوقتِ تَمْلِكُهُ
فأَطْلِقْ الرٌُوْحَ..، تَسمُو بي، وأنتَ مَعِي
تعبتُ ..، أبحثُ عن نَفْسِي، وعن شَبَهِي
فَلَمْ أجِدْ غيرَ هذا البحرِ، والتٌُرَعِ
مجاهدً في سبيلِ الحُبٌِ، تسحقُني
معاركً ...- بين مَأْسُوْرِِ ، ومُنْصَرِعِ
خَرَجْتُ منها - بجسمِِ سَالِمِِ، ويَدِ
مغلولةِِ ...، وبقلبِِ جِدٌ مُنْصَدِعِ..!
أجِيءُ للبحرِ - مَهْزُوْماََ، ومُلْتَجِئَاََ
لِأَتٌَقِي لَوْمَ أصحابي ، ومُجْتَمَعِي
سلكتُ كُلٌَ دُروبِ الحُبٌِ - أذْرَعُهَا
وكُلٌُ دربِِ ..، لِقلبي ، غيرُ مُتٌَسِعِ..!
هزائمُ الحُبٌِ لا زَالَتْ ... تُؤَرٌِقُنِي
يابحرُ خَفٌِفْ جِراحي، وانتزعْ وَجَعِي
قَصَائدي فِيْكَ أُلْقِيْهَا..، فَأنْتَ لَهَا
مُسْتَوْدَعُ، ولِمَعْنَى الشٌِعْرِ أنتَ تَعِي
وفيكَ أُلْقِي صُخُوْرَ الهَمٌِ ، أَحْمِلُها
إِلَيْكَ بينَ هدايا الْحُزْنِ ، والْهَلَعِ..!
فأنتَ مُؤْنِسُنَا ... نأتي على أَمَلِِ
إلى ضِفَافِكَ..؛ نَبْغِي سَلْوَةَ النٌَجَعِ
وَأَنْتَ تَمْنَحُنَا ... أَغْلَى جَوَاهِرِنَا
ومن كُنُوْزِكَ نَجْنِي.. أثْمَنَ السٌِلَعِ