السبت 23 أغسطس 2025 08:58 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

توفيق العبيدي يكتب: تراجع مذهل لكرة القدم التونسيّة على المستوى القارّي 

النهار نيوز

يسدل السّتار غدًا الأربعاء 30 جوان على الموسم الرياضي لكرة القدم التونسيّة
2020 / 2021 بلقاء الكأس الممتازة للموسم الماضي بين الترجي الرياضي حامل لقب الدوري والاتحاد المنستيري صاحب الكاس ، في انتظار تحديد موعد لإجراء "سوبر " هذا الموسم بين الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي صاحب الكأس .
ولن نكون من المتأسّفين ولا من المتحسّرين على نتائج هذا الموسم الذي فاجأنا بالعجب العجاب والمظاهر الغريبة التي تجلّت بالخصوص في ضعف مستوى أداء الأندية والتلاعب بنتائج المباريات وخاصّة في الجولات الثلاث الأخيرة حيث كان من أبرز الضحايا الملعب التونسي الذي تدحرج إلى القسم الأسفل باعتباره الحلقة الأضعف في ميزان الحسابات المصلحيّة الضيّقة والتوازنات غير الرّياضيّة …
ونعود في مقالنا هذا ، إلى الحديث عن الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقيّة الذي غادره مُمثّل كرة القدم التونسيّة الترجي الرياضي الذي يعدّ أقوى فريق وصاحب الارقام القياسية في عدد التّتويجات بالدوري والكأس في بلادنا ، لنسلّط الأضواء على هذا الإنسحاب المرير ضدّ الأهلي المصري ونستشرف تداعياته في ظلّ الترتيب الأخير الذي نشرته الكنفدرالية لكرة القدم حيث أصبحت تحتلّ فيه تونس المرتبة الثالثة عربيّا وإفريقيّا بعدما كانت في الصّدارة .

وتبدّد الأمل الأخير

لقد ضاع الأمل الأخير لكرة القدم التونسيّة على المستوى القارّي بعد انسحاب الترجي الرياضي أمام الأهلي المصري في الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقيّة الذي استعصى عليه إدراك الدور النهائي للمرّة التاسعة خلال مسيرته والفوز بأمجد الكؤوس للمرّة الخامسة في تاريخه .
لقد اتّضح وضوح الشمس في رابعة النهار تراجع كرة القدم التونسيّة بشكل لافت للانتباه في هذا الموسم .حيث سقطت الأندية التونسيّة المشاركة في المسابقتين الإفريقيتين ( الإتحاد المنستيري والنادي الصفاقسي والنجم الساحلي )الواحد تلو الآخر كأوراق الخريف ، ولم يتوصّل إلى إدراك المربّع الذّهبي إِلَّا الترجي الرياضي الذي لم يبلغ هذا الدور إلّا بشقّ الأنفس بعد خسارته في مباراة ذهاب الدور ربع النهائي ضدّ شباب بلوزداد الجزائري ( 0 / 2 ) وتأهّله بركلات الترجيح …
لقد مثّلت نتيجة المباراة التي جرت بين العملاقين الأهلي والترجي ذهابًا وإيّابًا هزيمة ثقيلة ومهينة لممثّل تونس ( 0 / 4 ) لم يسبق لها مثيل في سجلّ المواجهات بين الفريقين العريقين ومكّنت الأهلي صاحب اللقب من التأهل للدور النهائي للمرّة الثانية على التوالي واغتنام الفرصة لتحسين رقمه القياسي في التتويجات بتحقيق اللقب العاشر في صورة الفوز على كايزر شيف الجنوب إفريقي الذي ينال شرف الحضور في المباراة الختاميّة لأولّ مرّة في تاريخه .
وهكذا تأكّد لإدارة الترجي ومحبّيه بما لا يدع مجالًا للشكّ أنّ هذه الهزيمة تعدّ إعلانًا صريحًا عن نهاية مسيرة ناجحة لفريق عريق بات في أمسّ الحاجة إلى دماء جديدة وطاقات إضافيّة للاعبين وإطارات فنيّة ذات أفكار واستراتيجيات أكثر جدوى …

جمهور صعب محبّ للألقاب

إنّ المعروف عن أحباء شيخ الأندية التّونسيّة ، تعطّشهم اللّامحدود للألقاب وملاحقتهم المستمرّة للتتويجات الدوليّة ، وحتى في صورة فوز ناديهم غدًا بالسوبر ، فلن ينسهم ذلك مرارة الهزيمة . وأمام هذه الخسارة الفادحة طالبت أغلبيّة جماهير الترجي بتغيير الإطارين الفنّي والإداري وتعيين مدرّب أجنبي كفء ، وهناك من طالب حتّى بالإستغناء عن رئيس النّادي حمدي المدّب الذي لم تشفع له أمواله الطائلة التي ضخّها ولا يزال بدون حساب على الفريق في تحقيق استقراره وتألّقه وجني الألقاب المنشودة بالرغم من تخطّيه لمختلف المشاكل الماديّة التي تتخبّط فيها بقيّة الفرق ، ويعاب عليه تشبّثه بالممرن معين الشعباني وفشله في تطعيم الفريق بشبّان النّادي ودعمه بانتدابات أجنبيّة قيّمة ومدروسة .

ومن المنتقدين لإدارة حمدي المدّب - ولو أنّهم قلّة - من يعتقد أنّ الترجي ليس في حاجّة إلى أموال حمدي المدّب بحكم تتويجاته المتواصلة على الصعيد المحلّى والإقليمي والقارّي ، وتمتّعه بمداخيل هامّة من الجوائز الماليّة للالقاب والمشاركات في كأس العالم للاندية ومن الإستشهار وعائدات المبيعات من مغازة النّادي والأموال المتأتيّة من إعارة اللاعبين وبيعهم …

وقفة تقويميّة

وعلى المستوى الوطني ، يمكن القول بشكل عامّ ، إنّ الأندية التونسية قد خرجت من هذه المشاركة القاريّة خاوية الوفاض ، فهذا الموسم الأبيض ، يستدعي من كلّ الأطراف المتداخلة والساهرة على الشأن الرياضي في تونس ، وقفة تقويميّة جادّة ، تحسّبًا لمستقبل أفضل ومن أجل الإهتداء إلى السبل الكفيلة بتعديل الأوتار والعودة إلى منصّات التتويج على المستوى القارّي ، ولن يتأتّى ذلك إلّا بالتخطيط المحكم والإعداد الجيّد قبل انطلاق الموسم وتوخّي سياسة الإنتدابات القيّمة للّاعبين المحترفين الأجانب والتكوين العلمي الصحيح لفروع الشبّان والتحكيم العادل الذي يعطي لكّلّ ذي حقّ مقّه وعصرنة الإدارة لمواكبة التقدّم التكنولوجي إلى جانب مطالبة الجامعة بالتعامل مع كافة الأندية على قدم المساواة والعمل على متابعة قراراتها باستمرار …