الخميس 25 أبريل 2024 08:57 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

د. أيمن سلامة يكتب : برلين الثاني و المعضلات الليبية و الدولية عصية الحل

النهار نيوز

للمرة الثانية يجتمع اليوم 23 يونيو 2021الشركاء الدولييون وأطراف أخري فاعلة ممثلة للمجتمع الدولي في العاصمة الألمانية برلين بغرض متابعة ما تم الإتفاق عليه في مؤتمرهم الأول الذي انعقد أيضا في العاصمة الألمانية ، و يهدف مؤتمر برلين الثاني إلى إحراز تقدم أكبر في تحقيق الاستقرار النسبي في ليبيا ، و يأتي المؤتمر المهم في تاريخ الدولة الليبية في ظل التنافر الواضح بين هؤلاء الشركاء الدوليون ، و الذي لم يسلم منه أيضا الفاعلون الليبيون حتي الآن .

يأتي انعقاد المؤتمر بدعوة من وزير الخارجية الألماني هايكو ماس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ، ويشهد مشاركة 17 دولة إلى جانب الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، للمضي قدمًا في عملية الاستقرار والانتقال الليبي التي تم افتتاحها مع المؤتمر الأول في يناير 2020 ، ويذكر للمؤتمر الأول أنه نجح في وقف الأعمال العدائية الرئيسية ، ولا يزال وقف إطلاق النار ساريًا ، وتم رفع الحصار النفطي وتمامًا كما تم إنشاء سلطة تنفيذية مؤقتة ووافق مجلس نواب طبرق على حكومة الوحدة الوطنية ، ولكن حتي اللحظة الآنية تحمل الأطراف المعنية القليل من الرؤى والحلول المتقاربة ، مما يجعل من الصعب افتراض ترسيخ الأمن في كامل البلاد في ظل وجود الميليشيات المسلحة في الغرب الليبي ، فضلا عن المرتزقة الأجانب في سائر أقاليم الدولة الليبية .

وبحسب ما ورد في مسودة البيان الختامي الذي يجب اعتماده عقب المؤتمر ، يبدو أن النقاط البارزة التي سيتم تناولها خلال الاجتماع في الوقت الراهن هي نقطتان: 1) الانسحاب الفوري للمرتزقة الأجانب من ليبيا. 2) تشجيع ودعم قويين لسلطات البلاد لجعل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ممكنة في 24 ديسمبر هذا العام ، ولكن التوترات بين الجهات الفاعلة على المستوى المحلي وانعدام الوحدة بينها تجعل إعادة إطلاق الاقتصاد الوطني أكثر تعقيدًا ، وهو جانب آخر ذو أهمية حاسمة سيتم تناوله خلال المؤتمر والذي يحاول الفاعلون الليبيون التحرك فيه.

اذا كانت ليبيا تتوق في هذه المرحلة الإنتقالية الصعبة إلي تعاون الشركاء و الفاعلين الدوليين معها حتي تجتاز مخاض التحول العصيب ، فان هذه الدول تحمل مع ذلك رؤى ومصالح مختلفة ومتضاربة في كثير من الأحيان، ومن بين هذه البلدان التي تبرز بالتأكيد تركيا وروسيا ، والتي تأمل كل منها في المساهمة في نهضة البنية التحتية للبلاد، و في الوقت نفسه ، تهتم مصر أيضًا بالانضمام إلى عملية إعادة الإعمار ، على أمل استغلال القرب الجغرافي مع ليبيا للسماح لجزء كبير من قوتها العاملة بالمشاركة في إعادة الإعمار ، بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني ، و الأهم لمصر ضمان وجود أي نطاق يماثل المنطقة العازلة على الحدودالمصرية ، أما ايطاليا ، فتهدف أيضًا إلى المشاركة القوية في النهضة الاقتصادية الليبية ، بهدف الاستفادة من مزاياها مثل القرب الجغرافي مع ليبيا للسماح لجزء كبير من قوتها العاملة بالمشاركة في إعادة الإعمار ، بما يعود بالنفع على اقتصادها الوطني .

وبالتالي ، على الرغم من إحراز تقدم منذ مؤتمر برلين الأول حتى الآن ، فليس من المؤكد أن الاجتماع الجديد في 23 حزيران / يونيو سيحقق خطوات مهمة إلى الأمام في عملية تحقيق الاستقرار في ليبيا ، ويعد الاختلاف علي ماهية المرتزقة و الشركات الأجنبية الأمنية التي يتوجب خروجها من ليبيا ، مجرد عرضا واحدا و ليس كل أعراض الخلافات الشديدة والتطلعات المختلفة للدول الشريكة للحفاظ على مجال نفوذها على الإقليم قد يعني أن الحوارات بين الأطراف لا تؤدي إلى حلول دائمة ، تاركًا الهدف الأسمى المتمثل في دفع البلاد للذهاب إلى دخان انتخابات ديسمبر تعد أول انتخابات حرة في تاريخه منذ الإستقلال في بداية الخمسينات من القرن الماضي