الخميس 25 أبريل 2024 10:17 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أيمن سلامة يكتب : حروب وانتهاكات الحكومة الإثيوبية تطغي علي الإنتخابات

النهار نيوز

مُحال تناول الإنتخابات البرلمانية التي ستعقد يوم الإثنين 20 يوينو في إثيوبيا ، وتجاهل تلك السلسلة من الأزمات و الكوارث الطبيعية و البيئية فضلا عن النزاعات المسلحة الداخلية و المُدولة التي شارك فيها الجيش الإريتيري مؤخرا في تيجراي ، وإريتريا هي الداعم لعدو الأمس الحكومة الإثيوبية ، حيث شاركت في محاربة حليف الأمس " جبهة التيجري الشعبية " التي تحالفت منذ عقود مع الإريتريين ليسقوطوا النظام الإثيوبي الشمولي قيادة "منجستو هيالاماريام" ، ويدخلوا سويا و لأول مرة، يد بيد ، العاصمة الإثيوبية أديس أبابا .

تطلع الشعب الإثيوبي لهذه الإنتخابات التاريخية التي تأجلت مرتين من أجل ارساء ركائز الديمقراطية التعديدة الحقيقية في ثاني أكبر دول القارة الإفريقية تعدادا للسكان، و لكن من المؤكد أن الرياح لا تأتي دوما بما تشتهيه السفن ، فقد ألقت الحروب و الأزمات المختلفة التي خُبِرت بها إثيوبيا هذا العام بظلالها الكثيفة علي مجريات الأمور، فعزف الملايين عن التصويت و أجبرت الظروف المعاكسة الأخرين من الذهاب لصناديق الإقتراع ، ولكن الطَامة الكبري في سياق الإنتخابات هو المجاعة الكبيرة التي ضربت إقليم تيجراي في الشمال فصار الإقليم مَكلوما بالمجاعة بعد أن كان مَكروبا بالحرب الأهلية التي حصدت الأخضر و اليابس في الإقليم فضلا عن البشر و الحجر .

بالرغم من أن الحرب الأهلية التي اندلعت في إقليم تيجراي قد وضعت أوزارها ، وهدأت لحد كبير المناوشات الحدودية مع الجار السوداني في الغرب ، لكن التداعيات الكارثية للحروب لا تتغير من دولة لدولة أخري أو من إقليم لأخر ، ولكن في الحالة الإثيوبية تضافرت العديد من العوامل و الملابسات التي عقّدت المشهد الإنتخابي ، و يأتي في الصدارة انعدام الأمن في عدد لا يستهان به من الولايات الإثيوبية و الإقاليم .

عطّلت الحرب في تيجراي من سرعة وتيرة الإعداد و التجهيز اللوجيستي للإنتخابات ، ومن غير المرجح الزعم بنزاهة و حيدة العملية الإنتخابية في ظل عزوف الملايين من قومية التيجراي في هذه الإنتخابات ، ولكن القشة التي يمكن أن تقصم ظهر السيد "آبي أحمد" ، هي ما أقدمت عليه السلطات الإثيوبية من اعتقال المعارضين السياسيين و تقييد تحركات البعض منهم خشية فوزهم بهذه الإنتخابات ، فأدي ذلك إلي امتناع عددا كبيرا من الأحزاب السياسية عن الإشتراك في الإنتخابات .

تُجرى االإنتخابات خلال موسم الأمطار وهذا يُعقد من المشاكل اللوجيستية التي تجابهها الحكومة المركزية في أديس أبابا ، و البلد يفتقر أيضا إلى البنية التحتية المناسبة للنقل ، مما يجعل الوصول إلى مراكز الاقتراع ونقل بطاقات الاقتراع أمرًا صعبًا على الطرق الموحلة ، والانتخابات نفسها قد تكون سببًا لمزيد من العنف بسبب مقاطعة المعارضة ، ولذلك قد يُنظر إلى العديد من المشرعين المنتخبين حديثًا على أنهم غير شرعيين من قبل ناخبيهم ، مما يعمق التوترات القائمة .

ليس من المستبعد أن تفضي هذه الإنتخابات إلي اندلاع أعمال عنف ، لاسيما في منطقة أمهرة حيث تمتنع المعارضة و أنصارها عن الذهاب لصناديق الإنتخابات ، وهنا ستشكك المعارضة لامحالة في شرعية هذه الإنتخابات التي تعول الحكومة عليها في محاولة منها لاستعادة بعضا من الشرعية التي اهتزت بقوة بعد انتقادات المجتمع الدولي للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي اقترفتها الحكومة و الجيش الإثيوبي في تيجراي وأجزاء أخري من البلاد .